صفحة الكاتب : محمد الحسن

(البيشمركة) ترد الجميل..!
محمد الحسن
فتوى المرجعية, واضحة جداً؛ لم تكن إنفعالية, وليس بها نقص؛ شملت الحدث العراقي برمته وتعاملت معه بواقعية تفتقر إليها الكثير من القوى السياسيىة.."قتال الإرهاب, شرط أنّ يكون التطوّع عبر مؤسسات الدولة, وإيجاد الأرضية المناسبة للحوار السياسي ووحدة الموقف" هذه الشروط يجب توفرها عند كل من يحمل رؤية المرجعية, ويلبي نداءها؛ الأخذ ببعض الفقرات وترك الأخرى, يعد مخالفة صريحة للفتوى.
تكاثرت الحشود, وكلها من أبناء الشعب وقواه المخلصة, ملبية لنداء الجهاد, بعضهم حمل السلاح بيد, ومد اليد الأخرى لمصافحة الخصم؛ فاليوم هو يوم الحسم, العراق كله برز للإرهاب كله..
تأجلّت الخلافات, صارت نسياً, وحتى أسباب "نكسة الموصل" لم يتطرق لها أحد, الكلمة للرجال والمواقف, فميداننا واحد..في كل ثورة, منغصات, ولعل أهم منغصات الثورة العراقية الكبرى ضد الإرهاب, هي الأصوات الناشزة التي أخذت من فتوى المرجعية ما ينسجم مع توجهاتها, وتركت الجزء الآخر!..
في الجبهة أجساد عراقية, لم ترتدي الخوذة أو الدرع؛ بعضها أقصته الأقلام الإنتهازية, وشطبته من دائرة الوطن, ذهبت إلى سوح المواجهة مكشوفة الرأس, لا تملك سوى إيمانها بعراقٍ خالي من الإرهاب, وأخرى تمتعت بخيرات الرخاء, وعادت في لحظة إشاعة الخبر السيء, لم تكلف نفسها عناء حر العراق ولو ليومٍ واحد..!
داعش يريد الموصل ولاية, والعراق يريد طرد الحثالة الكونية, فأن يحكم هناك كرديٌ أختلف معه, خيارٌ ممتاز, فالأخير لا يبيح دمي إطلاقاً, وليس له أخذ مايريد؛ فأنا وهو سنتخاصم على أشيائنا, ثم نتصافح..خندق واحد, العراق كله, ضد الإرهاب كله.
في يوم المواجهة الأول, ليس هناك موقف واضح للكرد, غير إن الموقف أتضح بعد فتوى المرجعية مباشرة؛ الكرد بقتال شرس ودموي مع (داعش).. هل هي الصدفة التي جعلت الكرد في طليعة الملبين لنداء المرجعية, أم إن المصلحة؟ وإن كان الكرد كذلك, فلماذا نستهدفهم إعلامياً, أكثر من إستهداف (داعش) نفسها؟!
قد يكون للكرد أهداف معلنة, أو مجهولة؛ غير إن الهدف الأسمى هو ما يتوافق مع الرؤيا التي تحملها المرجعية, هم اليوم, جزء مهم من معركة المصير والشرف, معركة القضاء على الإرهاب.
إصرار البعض على إستعداء الكرد, خيانة للوطن, وللمرجعية التي سحبت البساط من الجميع, وأخذت زمام المبادرة, وغيرت خيوط اللعبة.
قد نكون متفائلين كثيراً, عندما نقول إن الكرد قاتلوا, لإن المرجعية قالت..بيد إن الواقع يعكس هذا الرأي, فالزائر لكردستان, يدرك حجم الإحترام والتقدير الذي يكنّه أولئك القوم للمرجعية التي أفتت بوقتٍ سابق بحرمة قتالهم, ومن الحكيم محسن إلى السيستاني علي, تقوم البيشمركة برد العرفان, ذلك لا تذكره المرجعية؛ إنما الكرد كأمة وفية, طالما تغنت بتلك الفتوى التي تجرّم من يقاتلهم..
(البيشمركة) تقاتل, وهي جزء من الجيش العراقي, فلا داعي لإلقاء اللوم على من يقاتل الإرهاب, بينما يأمن الخونة من عقاب يفترض أن يقتص لهيبة الدولة منهم..إلتقاء مصالح الأعداء؛ يمهد لإنهاء أكبر الخصومات التاريخية, فلماذا لا نستغل قتالنا المشترك ضد الإرهاب (نحن أبناء الوطن الواحد) لخلق تسويات شاملة؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/21



كتابة تعليق لموضوع : (البيشمركة) ترد الجميل..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net