الحلي : تحقق المقدمات الصحيحة لاطروحة الامام المهدي ( ع ) حيوي في عملية التغيير
قال الدكتور وليد الحلي " ينبغي الالتزام بالمقدمات المطلوبة للتغيير واستعداد المجتمع والامة لاقامة الحكم العادل كشروط ينبغي توافرها والالتزام بها لدعم نهضة الامام المهدي (ع) ، جاء ذلك في كلمته في الاحتفالية الكبيرة بمناسبة ميلاد انوار ائمة الهدى (ع) بمكتبه في الحلة الفيحاء عصر يوم أمس .
واضاف " ان اطروحة الامام المهدي (ع) تختص بمستقبل البشرية والانسان ، فهي توجد حالة الأمل والتفاعل، وهي تقضي على اليأس المتكون نتيجة الظلم والحيف والتعسف الذي يعانية الانسان في حياته او من جراء سياسة الحكام الطغاة.
وأكد على ان هذه النهضة تستنهض الهمم وتشحن النفوس بان هناك ضوء ساطعا في نهاية النفق المظلم جراء سياسة تكميم الافواه ومنع الحرية ومصادرة الحقوق والقمع والارهاب.
منوها الى ان مستقبل البشرية مرهون في العمل المخلص لله، بعيدا عن المصالح الذاتية والتمييز بين بني البشر على اسس قومية او طائفية او عرقية.
وتطرق الحلي في بحثه الى كيفية الوصول الى القسط والعدل في اجواء الظلم والجور قائلا " لا نتوقع ان يحكم الحكام بالعدل وووفق القوانين، وهم يطيّعون الناس وفق اهوائهم بعيدا عن اطاعة الله وخشيته.
مؤكدا ان المستقبل هو لخير البشرية التي استضعفت من قبل الطاغوت وليس للشر وقادته وفقا للاية القرانية الكريمة:
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (القصص- 5)
والقيادة لهذا التغيير ستكون بايادي عادلة اختارها الله لصالح البشرية جمعاء
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنبياء-105).
وعن المقومات المطلوبة من الفرد والمجتمع والأمة، بين الحلي : ان الاستعداد الايماني والنفسي والتطبع العقلي والميداني مطالب حيوية في عملية التغيير، اذ ان هناك فرق بين ان نرى الامواج تسير أمامنا ولا نعمل شيىء، وقد تغرقنا أو تقضي علينا ونحن في سبات، وبين ان نخطط لحركة الامواج ومسيرتها والحدود الذي تتحرك فيها ونتعامل مع كل تغيير بطريقة مدروسة.
مضيفا " ان الامة المغيرة ينبغي ان تلتزم بوحدة القيادة ووحدة الكلمة والتعاون والتكاتف فيما بينها، وان تتمسك بآليات التنظيم لتنجز اكبر ما يمكن من اهدافها، ولهذا فان الحاجة الى الوعي في المهمة ضروري، وكذلك الحاجة الى تهيئة الكوادر الفاعلة والكفوءة القادرة على حمل الأمانة مهم ايضا ، ضمن معادلة متوازنة بين تهيأة الكادر القادر على حمل الامانة وبين انتظار القائد لتحكيم العدالة، اذ لا يمكن ان نتوقع من امام حجة على الناس ان يظهر في امة لم تستعد ايمانيا ونفسيا وسلوكيا وواقعيا للتغيير المطلوب.
مشيرا الى ما ينسب الى رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم : (كيفما تكونوا يولى عليكم)، الى ان الامة الصالحة ستنتخب الصالح لقيادتها، ولذلك فان بناء الشخصيات القيادية الملتزمة وفق المنهج الرباني، والتزام الامة بهذا المنهج، سيؤهلها لتكون حاملة رسالة التغيير مع الامام المنتظر (ع) .
محذرا من البعض الذين يفسرون الانتظار بشكل خاطئ ، فهم لا يعملون شيئا ضد الباطل والطاغوت، ويلتزمون الصمت او المداهنة او يدعمون الاضطهاد والظلم والفساد لتتهيأ، وفق نظريتهم الخاطئة، الظروف لظهور المنتظر (ع)!!!!!
موضحا ان حركية الامام المهدي (ع) تقضي العمل والحركة والتغيير لحين توفر الظروف المناسبة لتحقيق العدل في كل مكان .
مشيرا الى ان هناك من يدعم اطروحة التغيير المهدوية ، ولكنه يعمل عكس مطالبها، فهو يدعو الى الإخلاص والصدق والعمل الصالح ، وهو في الوقت نفسه يمارس الفساد والرذيلة والتضليل والنفوذ في تحقيق ماربه. ان مثل هذه الممارسات تعرقل عملية التغيير، وتقف سدا منيعا عنيدا ضد مشاريع الاصلاح المطلوبة في اطروحة التغيير المهدوية.
وقد جرى حوار حول البحث كما القيت عدة قصائد وكلمات في الحفل .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat