اهمية الزيارة التاريخية لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى العراق وأقليم كوردستان .
نبيل القصاب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نبيل القصاب

بخطوات ثابته وتحدي كبير للأرهاب وأعداء العراق الجديد , يبنى العراقيون صرح حضاري جديد , رغم كل الصعاب والمعوقات . ورغم كل التحديات الداخلية والخارجية تحاول الرئاسة والحكومة العراقية اعادة العراق الى المجتمع الدول , واعادة العلاقات الأخوية مع الدول العربية والأسلامية , وتوطيد العلاقات والتعامل التجاري مع دول العالم .
لكن النقطة المهمة هنا المنطقة الأمنة في العراق منذ الانتفاضة المباركة عام 1991 , أقليم كوردستان , هذا الجزء المهم من العراق , الذي ساهم في بكل قوة في تثبيت محاولات أستقرار الأوضاع في العراق والمشاركة في الحكومة المركزية , وأن يكون العامل المهم في اعادة السلام والوئام بين الأخوة العرب في العراق والمساعدة في تقارب وجهات النظر من أجل مصلحة العراق .
بحكم العراق الجديد , عراق فيدرالي وديموقراطي اليوم رئيس جمهورية العراق , فخامة الرئيس جلال الطالباني , من القومية الكوردية . وهذا أكبر دليل على فضح أدعاءات اعداء العراق والخبثاء بأن الكورد يطالبون بالأنفصال عن العراق . والدليل الأخر رفع راية العراق جنبا ً الى جنب مع راية أقليم كوردستان .
بعد التغييرات الجذرية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والأسلامي , في أقليم كوردستان , حصل تطورات عمرانية كبيرة ونهضة أجتماعية وتربوية فاقت كل التصورات . وتدفقت رؤوس الأموال من أنحاء العالم للآستثمار في الأقليم مع مئات الشركات والألوف من العمال الأجانب مع وجود عشرات القنصليات وممثليات الدول في الأقليم .
حدث أن أستقبل في الأقليم شخصيات من مختلف بلدان العالم خلال السنوات الماضية , لكن اليوم الثلاثاء المصادف 29 أذار 2011 تاريخ مهم من صفحات تاريخ ونضال الأقليم والكورد , ألا وهي زيارة رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب اردوغان الى أقليم كوردستان على رأس وفد رفيع المستوى مع أكثر من مائتي تاجر وخبير تجاري واقتصادي وسياسي . هذه الزيارة أنتظرها شعب كوردستان من أمد بعيد نظراً للعلاقات التاريخية بين أقليم كوردستان وتركيا . ومن أجل ثبيت العلاقات من كافة النواحي .
أذا حاولنا قراءة النقاط المهمة لنتائج الزيارة بالأمكان الأستنتاج على نقطتين أساسية:
* موضوع الثوار الكورد في تركيا , من مقاتليPKK المتواجدين في جبال قنديل , والعوائل الكوردية المتواجدة في منطقة مخمور والهاربين من تركيا . حيث بالنسبة لنقطة الخلاف الحاصل بين الكورد والقضية الكوردية من طرف ووجهات النظر للحكومات التركية السابقة ومعسكر الجنرالات أثرت بشكل كبير على العلاقات بين تركيا وأقليم كوردستان , وتوترت العلاقات الى حد الأتهامات ومحاربة الأقليم بشتى الطرق . وأستعملوا أوراق كثيرة للضغط على الكورد والأقليم , ولم يفلحوا , حيث أقتنعت تركيا أخيرا بوجود حزب العدالة في الحكم بقيادة أردوغان أن الحل الوحيد الحوار ومنح الحقوق القومية والوطنية والأعتراف بالوجود الكوردي في شرق الأناضول .
* مسألة الأستثمار والتجارة في الأقليم من قبل الشركات والتجار في تركيا , وتنفيذ مشاريع عملاقة , ورفع سقف التعامل التجاري الى أكثر من عشرة مليارات وأكثر سنويا ً في مختلف المجالات.
حيث أقتنعت تركيا أن وقوفها أمام باب الأتحاد الأوروبي طالت أكثر من اللازم , وخسروا الكثير من جراء عدم التعاون والاستثمار في السنوات الماضية مع أقليم كوردستان.
من خلال قراءة كلمة رئيس أقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني , خلال أفتتاح مطار أربيل الدولي مع السيد أردوغان , نرى أن حكومة أقليم كوردستان فتحت الأبواب للآتراك للعمل في شتى المجالات , ورحب سيادة البارزاني بالخطوة الجريئة للسيد أردوغان , والعاقل يفهم . وأكد أن ذلك بمثابة جسر محكم وقوي بين الشعب العراقي والكوردي والتركي من أجل وطيد العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين . لآن تركيا اليوم لها الثقل الكبير في سياسات الدول الكبرى في المنطقة وتمكنت من أرساء المصالحة والعدالة في المنطقة بخطوات وقرارات جريئة .
في نفس الوقت أكد السيد أردوغان على العلاقة التاريخية , وأثنى على جهود الشركات العاملة في أقليم كوردستان . والشيء الجميل عندما قال أن الأنسان أنسان , لكن ليكون الفرق في اللون واللغة والعرق والمذهب وعلى هذا الأساس قال أن تركيا أبتعدت تماما ً عن النكران للهوية الكوردية في الأناضول , وتطبيق العدالة .
أعتبر شخصيا ً نقطة تحول تأريخي من اجل منح الحقوق الكاملة للشعب الكوردي في تركيا وأيقاف القتال في المنطقة .
أخيرا أن وقوف السيد أردوغان كرئيس لحكومة تركيا أمام راية كوردستان أنجاز تأريخي بحد ذاته , بعد أن كانت الحكومة التركية لاتقبل بكلمة كورد وكوردستان وترفض راية كوردستان , واليوم هناك قنصلية تركية في اربيل ورفعت اعلام اقليم كوردستان جنبا ً الى جنب مع الأعلام التركية . ومناداة السيد اردوغان للسيد البارزاني بالأخ العزيز .
الحمدلله على كل تلك التغييرات في العلاقات بعد ان تعايشنا في مرحلة صعبة وعسيرة وتوترات في العلاقات والتعامل , فأن الجهود الطيبة والصبر الكبير من لدن القيادة الحكيمة في أقليم كوردستان بقيادة السيد مسعود بارزاني , وجهود فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني , اثبتت النية الحسنة من كافة الاطراف واليوم العلاقات توصلت الى مراحل اخرى من اجل الشعبين .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat