موسم الهجرة الى الكويت
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هادي جلو مرعي

إرتبط تاريخ الكويت بجملة حوادث تاريخية مع الجار الشمالي الشرير الذي تمنى له الكاتب الكويتي المعروف أحمد الجار الله أن ينتهي ويزول بقوله (اللهم لاتبق في العراق حجرا على حجر) .هذه الحوادث ملئت قلوب الكويتيين حنقا وغيظا منذ أيام الملك غازي ثلاثينيات القرن الماضي ومقتله الغامض مرورا بحملة الزعيم عبد الكريم قاسم مطلع الستينيات والتي إنتهت في مهدها، الى أيام صدام حسين الذي إجتاح الكويت في (يوم النداء) العام 1991 حين تقدمت قوات عراقية كبيرة لتحول الدولة الى مدينة تحت مسمى( محافظة) حملت الرقم 19 من بين المحافظات العراقية التي شهدت أعتى حملة تفجير وتدمير من قبل صواريخ وطائرات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لطرد تلك القوات من الكويت حتى نجحت في ذلك، وسببت ضعفا إستغله المعارضون ليشنوا هجوما فشل فيما بعد في إسقاط النظام في بغداد في الإنتفاضة المقموعة المسماة( إنتفاضة شعبان) التي سحقت بدعم أمريكي خليجي. أراد العرب إخراج صدام من الكويت، لكنهم لم يقبلوا بسقوطه خشية تسلم الشيعة للسلطة.
بعد سقوط نظام صدام قاد الساسة العراقيون حملة علاقات عامة منظمة لترتيب الأوضاع مع الجارة الصغيرة الغاضبة على فقد عشرات مواطنيها الذين ظهر إنهم دفنوا في الصحراء مثل آلاف العراقيين، وبدأ مسؤولون عراقيون يزورون الكويت بين الفينة والأخرى لتوطيد العلاقات تلك، ولم يقتصر الأمر على السياسيين، بل شمل العشرات من الصحفيين والفنانين ورجال الأعمال والمثقفين ومشتغلين في الشؤون الدينية ومنظمات مجتمع المدني، بينما لم يتحرك الكويتيون كثيرا، وعطلوا بعض المصالح العراقية متحججين بالتعويضات الأممية التي لم يف العراق بإلتزاماته لتلبيتها كاملة، الى إن إنتهى الإمر بمعالجات سياسية جيدة نوعا ما أنهت العزلة وأدت الى شبه خروج تام للعراق من طائلة البند السابع الذي وضع فيه قسرا بعد الإنسحاب المذل من الكويت، ثم ظهرت مشاكل عدة ترتبط بالموانئ وقضم أراض عراقية، وسرقة بترول لم يكن الأول من نوعه، فقد عرف عن الكويتيين إنهم لم يقصروا في إحتساء النفط العراقي إضافة الى تعهدهم بإمتهان الماجدات تحت طائلة البند الذكوري.
من أبرز مايعانيه السياسيون والإعلاميون، وبعض من يعملون في مجالات الثقافة والدين هي عقد النقص جهة الخارج نتيجة قرون من القمع الذي ترتب عليه شعور مخيف بالدونية، وربما يكون ذلك هو الدافع لهذه الأصناف لتحج الى الكويت في خارج موسم الحج، حتى صار السفر الى الكويت بمثابة المغنم، وصار الكويتيون يلعبون لعبتهم السيئة بشراء الذمم حيث يدفعون جوائز قيمة لسياسيين وصحفيين وسواهم، وربما كان الصحفيون والسياسيون هم المستهدفون بالرشوة لتغيير مواقف، أو تأليب بعضهم على البعض الرافض لسياسة الإنبطاح للكويت كما جرت العادة خلال السنوات الماضية، ويتسلم الساسة العراقيون والصحفيون أموالا بآلاف الدولارات، ومصوغات ذهبية وساعات يدوية من المعدن النفيس، وغيرها من هدايا ورشا..
المعلومات تشير الى إن كل سياسي، وكل صحفي يدخل الكويت لابد أن يقبض. شكرا للفقراء فهم عيال الله في العراق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat