القاضي عبد الستار رمضان لا يميز بين جحا وداعش
حميد العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد العبيدي

ذهب بعيدا السيد القاضي في مقارنته بين دينار داعش ومسمار جحا فلم تكن موفقة او أنها أصابت كبد الحقيقة وانما كانت معادلة جعلت من تنظيم داعش الارهابي وعناصره من متخلفي العصر اسطورة واصحاب رؤية سياسية او اصحاب مبدأ ينسحب ما وراءه على الوضع العراقي ، ففي مقالة له في جريدة الشرق الاوسط اللندنية لآل سعود تحت عنوان "دينار داعش ومسمار جحا " الذي قارب فيه الكثير من المغالطات التي لا يمكن ان تكون قابلة للتمايز بينها او مقارنتها أمام العقل فيقول ان جحا عندما باع داره الى احد الاشخاص وطلب منه جحا ان يبقى له مسمارا في الباب من اجل ان تكون حجته الى المجئ كل يوم ليرى المسمار او ينام تحت ظله حتى هرب صاحب الدار وتركه اليه لأن جحا استغفل هذا الرجل بابقاء المسمار في الباب وبذلك يريد القاضي ان يضحك على عقولنا كما ضحك جحا على من اشترى منه الدار ليقول لنا في ميزان ربّاط كلامه من هذه القصة بأن ((ما حصل لصاحب الدار الذي هرب بسبب مسمار جحا، يحدث أيضا اليوم في الفلوجة والرمادي وكثير من المدن العراقية التي يهرب أهاليها من بيوتهم ومدنهم بسبب الظروف والأحوال المعقدة في مناطقهم، فهذه المناطق التي شهدت قبل أكثر من سنة العديد من المظاهرات والتجمعات السلمية والمطالبات البسيطة في حينها، والتي تحولت إلى ساحات اعتصام في مدن الرمادي والموصل والحويجة وحتى بغداد، تم التعامل معها بكل تجاهل ومماطلة وتسويف حتى وصلت الحال إلى اقتحامها وقتل وإلقاء القبض على كل من وصلت إليه القوات الحكومية)) وبعد ذلك يأتي رباط الكلام لسيادة القاضي في تحليله الامور بطريقة "الجقلنبة" كما يقال حيث يُشبّه شيوخ العشائر في الانبار بمسمار جحا الذين يعتمد عليهم المالكي ليصل الى غاياته من أجل هدف ! وما هو هذا الهدف ؟ كما يقول حضرة القاضي !! إنه الانتخابات القريبة التي يريد من خلالها المالكي الوصول الى السلطة وان كان على جماجم جنود الجيش العراقي وعشائر اهل الانبار الشرفاء .
اتمنى ان يراجع السيد القاضي نفسه فنحن أمة نعي ما يدور حولنا وعقولنا هي عقول اليوم وليست عقول زمن جحا او من عاش معه ، فهذه المعادلة ليست فيها سوى اذلال العراق وتقزيم الجيش العراقي وارضاء حكام الخليج المالكين لهذه الوسيلة الاعلامية التي يتناثر حبر قلمكم عليها . فلا تنسوا أيها السادة انكم كنتم مظلومين في ذلك العهد البائد فلا تركنوا الى مقولة " عدو عدوي صديقي "
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat