نحن لا نحلم بأكثر من وطن
جواد كاظم الخالصي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الوطن بمفهومه العام وإحساسنا كبشر هو الحضن الدافئ لكل فرد يعيش ضمن حدوده وعلى كل متر من جغرافيته فوق مساحاته الضاربة الى كل نقطة تحده مع الاخرين من الدول .
لا أريد ان استدل بشهادة العظماء من قادة الأمة الإسلامية على نوعية الوطن الذي يحتاجه الإنسان بدء من رسول الله (ص) الى أهل بيته عليهم السلام الى الصحابة والأولياء الذين كانوا يعتبرون قداسة الوطن من قداسة الإسلام، ولكنني سأقف مع بعض الفلاسفة في مفهومهم للوطن والعلقة الروحية بترابه والعيش بأمان حيث يقول الجاحظ " كانت العرب اذا غزت او سافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه" هذا يدلل على الارتباط بالتربة التي ولد عليها الانسان وهذه المساحة هي التي يحلم بها كلٌ منا ان تكون حضنه الدافئ ولا يساومه عليها احد او يحاولوا اغتيال الحياة فيها ، واذا توقفنا عند ما طرحه الفيلسوف توماس هوبز نتيجة معاناته الحرب الأهلية في انكلترا ومشاهداته فيها ليقول في نظريته للعقد الاجتماعي بكتابه (لاوثيان- التنين) ((فلسفة هوبز في العقد الاجتماعي من خلال كتابه " لاوثيان- التنين " أن الإنسان في بداية نشوئه كان يعيش حياة بائسة تسودها الفوضى والاحتراب والاقتتال والبطش شأنه شأن الحيوانات المفترسة ، و نتيجة للبؤس المستشري فقد رأى الإنسان أنه حتى يحافظ على حياته لا بد من العيش مع أقرانه وفق تنظيم اجتماعي يسميه العقد الاجتماعي ومن خلال هذا العقد يتنازل الإنسان عن كافة حقوقه الطبيعية للسلطة الناشئة وفق حاجة التنظيم ، ويسميها القوة المجتمعية المتمثلة بفرد أو ملك أو سلطان)) الكثير من المفاهيم التي نستنبطها من النص عن واقع بلدنا الذي غادرناه لأن الجبابرة نزعوا مسمى الوطنية عنّا واغتالوا فرحة الانتماء الوطني منا وجعلونا نتسمّر بردا على جبال شاهقة ونعيش سموم الحر اللاهب بين قصب وبردي الهور حتى تلاقفتنا ارض الله الواسعة في قارات العالم ، اليوم إننا بحاجة ماسة الى مفهوم واقعي للوطن ونحن نتعرض اليوم الى هجمة شرسة من عتاة الإرهاب الوافد إلينا يريدون أن يفرغوا هذا الوطن منا ، هذه الثلة الظلامية تدعو الى إلغاء الوطن ونفيه وسلخه عنا نحن أبناء البلد من خلال ما يحصل من تدمير وتمزيق لهيكل الدولة والنسيج الاجتماعي وهذا بحد ذاته يحتاج الى معرفة حقيقية من قبل من يتصدون الى العمل السياسي لأنهم هم اليوم في صدارة الحدث وغدا لن يختلف ميزان القوى ولا الشخوص فأمامنا انتخابات برلمانية سينتج عنها سلطة الشعب الذي يتمنى هذا الوطن ويحلم به مثل باقي الأوطان بعيدا عن المناكفات السياسية والاحتراب والتناحر بين الأحزاب وممثليها ، هذا المواطن لن يزاحمكم على جاه او منصب انما سيزاحمكم على حياة آمنة فيها مستقبل منير لأبناءه واحفاده من بعده.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جواد كاظم الخالصي

الوطن بمفهومه العام وإحساسنا كبشر هو الحضن الدافئ لكل فرد يعيش ضمن حدوده وعلى كل متر من جغرافيته فوق مساحاته الضاربة الى كل نقطة تحده مع الاخرين من الدول .
لا أريد ان استدل بشهادة العظماء من قادة الأمة الإسلامية على نوعية الوطن الذي يحتاجه الإنسان بدء من رسول الله (ص) الى أهل بيته عليهم السلام الى الصحابة والأولياء الذين كانوا يعتبرون قداسة الوطن من قداسة الإسلام، ولكنني سأقف مع بعض الفلاسفة في مفهومهم للوطن والعلقة الروحية بترابه والعيش بأمان حيث يقول الجاحظ " كانت العرب اذا غزت او سافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه" هذا يدلل على الارتباط بالتربة التي ولد عليها الانسان وهذه المساحة هي التي يحلم بها كلٌ منا ان تكون حضنه الدافئ ولا يساومه عليها احد او يحاولوا اغتيال الحياة فيها ، واذا توقفنا عند ما طرحه الفيلسوف توماس هوبز نتيجة معاناته الحرب الأهلية في انكلترا ومشاهداته فيها ليقول في نظريته للعقد الاجتماعي بكتابه (لاوثيان- التنين) ((فلسفة هوبز في العقد الاجتماعي من خلال كتابه " لاوثيان- التنين " أن الإنسان في بداية نشوئه كان يعيش حياة بائسة تسودها الفوضى والاحتراب والاقتتال والبطش شأنه شأن الحيوانات المفترسة ، و نتيجة للبؤس المستشري فقد رأى الإنسان أنه حتى يحافظ على حياته لا بد من العيش مع أقرانه وفق تنظيم اجتماعي يسميه العقد الاجتماعي ومن خلال هذا العقد يتنازل الإنسان عن كافة حقوقه الطبيعية للسلطة الناشئة وفق حاجة التنظيم ، ويسميها القوة المجتمعية المتمثلة بفرد أو ملك أو سلطان)) الكثير من المفاهيم التي نستنبطها من النص عن واقع بلدنا الذي غادرناه لأن الجبابرة نزعوا مسمى الوطنية عنّا واغتالوا فرحة الانتماء الوطني منا وجعلونا نتسمّر بردا على جبال شاهقة ونعيش سموم الحر اللاهب بين قصب وبردي الهور حتى تلاقفتنا ارض الله الواسعة في قارات العالم ، اليوم إننا بحاجة ماسة الى مفهوم واقعي للوطن ونحن نتعرض اليوم الى هجمة شرسة من عتاة الإرهاب الوافد إلينا يريدون أن يفرغوا هذا الوطن منا ، هذه الثلة الظلامية تدعو الى إلغاء الوطن ونفيه وسلخه عنا نحن أبناء البلد من خلال ما يحصل من تدمير وتمزيق لهيكل الدولة والنسيج الاجتماعي وهذا بحد ذاته يحتاج الى معرفة حقيقية من قبل من يتصدون الى العمل السياسي لأنهم هم اليوم في صدارة الحدث وغدا لن يختلف ميزان القوى ولا الشخوص فأمامنا انتخابات برلمانية سينتج عنها سلطة الشعب الذي يتمنى هذا الوطن ويحلم به مثل باقي الأوطان بعيدا عن المناكفات السياسية والاحتراب والتناحر بين الأحزاب وممثليها ، هذا المواطن لن يزاحمكم على جاه او منصب انما سيزاحمكم على حياة آمنة فيها مستقبل منير لأبناءه واحفاده من بعده.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat