ثقافة البعث و جامعة البصرة ؟؟
د . علي العلاق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي العلاق

هناك عبارة مشهورة تقول ( خرج من الباب ودخل من الشباك) ويبدو ان حال جامعة البصرة خير مثال تنطبق عليه هذه المقولة ، اذ سرعان ما انتشر البعثيون والفكر البعثي في جامعة البصرة مع مجئ السيد القرناوي ، وهنا لا اتهم احدا جزافا بل هناك كثير من الاشارات التي ساطرحها هي التي تتهم وتدل على ان الذي خرج من الباب عاد من الشباك واليكم الدلائل :
اولا : الشعارات التي رفعت في جامعة البصرة والتي تركز على الجودة ، فلو تاملناها جيدا لعرفنا مدى التاثر بفكر الطاغية العفلقي الذي رفع شعارات كثيرة مشابهة ايام حكمه البائد ، مثل ( اضاعة دقيقة من العمل اضاعة لفرصة من التقدم ) و ( من لا يعمل لا ياكل ) و( العمل شرف ومن لا يعمل لا شرف له ) .. كل هذه الشعارات جميلة وخدع الناس بها ، لكن الزمن كشف زيفها ، وها نحن نرى حال العراق من الدمار والخراب الذي اسست له تلك الشعارات الجوفاء ..
ثانيا : تسلم البعثيين والمخابراتيين لمناصب مهمة في جامعة البصرة ، ولا اريد ان اذكر هنا الامثلة ، لا نها ليست خافية على كل الموجودين في الجامعة ويعرفون هؤلاء بالاسماء ويعرفون الافكار التي يحملها هؤلاء المنافقين ، وقد نشرت مقالات كثيرة تفضحهم وتشخص افعالهم القبيحة ايام الطاغية . وهنا اود ان اشير واحذر المسؤولين في جامعة البصرة وفي كل مكان ، لا عودة لفكر البعث باي شكل من الاشكال ، لا نسمح بان يعود هذا الفكر الضال وتلك الدكتاتورية الحمقاء ، بعدما سقطت في العراق وتسقط الان امثالها في ارض العرب ..
ثالثا : احتلال صور السيد رئيس الجامعة كل الصفحات الاعلامية في الجريدة الخاصة بجامعة البصرة وبقية الصحف ، ذهب الرئيس وعاد الرئيس وافتتح الرئيس واقام الرئيس وقعد الرئيس وحضر الرئيس وهكذا فالرئيس دائما يكون حاضرا في مخيلة الناس ! فالمعروف عن السيد رئيس الجامعة ولعه بالاعلام والاخبار والانجازات الوهمية وحب الظهور في وسائل الاعلام للدلالة على الحضور الشكلي في ميادين العمل ، وكما كان القائد الضرورة يحتل شاشات التلفزيون انذاك .
رابعا : المعروف عن السيد رئيس الجامعة حبه واهتمامه بالطرق الاستخبارية ومراقبة الناس ، وخير شاهد تلك الكاميرات التي نصبها في مكتبه وفي اماكن اخرى ، و تلك العيون والجواسيس التي تنقل له الصغيرة والكبيرة ، فالتجسس وسماع الاخبار ومعرفة الامور الصغيرة والكبيرة التي تدور في الجامعة هي من اهتمامات السيد رئيس الجامعة وهناك طابور لنقل هذه الاخبار يعرفه الجميع في الجامعة فهم يترددون على مكتبه بشكل مستمر ، وهو الذي يؤمن بنظرية المؤامرة , اذ استخدم هذه النظرية مع رئيس الجامعة السابق وحفر له في الوزارة واوقعه في الشراك وسرعان ما احتل منصبه وهذا الامر ليس خافيا بل كثيرا ما يفتخر به السيد رئيس الجامعة القرناوي على انه فعل رجولي وبطولي ، لذلك هو الان يتصور ان هذه الكتابات هي جزء من المؤامرة للانقلاب على حكمه الشرعي !!.
خامسا : الايمان بالمحسوبية والواسطة و الرشوة ، كوسائل مباحة في العمل ، فقرب كثيرا من الناس لا نهم ينتمون الى منطقة بعينها ، والشواهد لا حصر لها على ذلك .
سادسا : حصر المسؤوليات المالية والمشاريع المهمة بشخصه واسس لجنة بالمشاريع يراسها هو ويدور الاعمال فيها احد المقربين له ..
سابعا : سعى منذ البداية الى استحضار فكر القائد الضرورة بتطبيق الامتحانات المركزية واصر عليها ، واهما ان السيطرة في النهاية ستكون له عندما يراقب من برجه الاستخباراتي كل الاجراءات المصاحبة لعملية الامتحانات المركزية ، بدءا من تشريع التوقيتات وانتهاء باقرار النتائج فكلها مرتبطة به شخصيا .. لا راي لعميد ولا لرئيس قسم ولا لطالب ولا لموظف طالما المركز هو الامر الناهي والناطق المصدق ..
هذا غيض من فيض ، وما خفي كان اعظم ، اللهم اشهد : في عصر سقوط الدكتاتوريات تعود جامعة البصرة الى ثقافة اقسى دكتاتورية في العصر الحديث..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat