داعش الى بابل وصلاح الدين وديالى
د . هشام الهاشمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . هشام الهاشمي

١-يواجه تنظيم داعش حصار كبير وضربات شديدة تلحقها به قوات الجيش العراقي ومن يساندوهم في الأنبار، فضلاً عن ملاحقة القوات الامنية العراقية له في ديالى و كركوك، والمراقب لتنظيم داعش في الانبار يرى انه يحاول نقل معاركه الى صلاح الدين بسبب تداخل الاراضي بينهما والتي تعد الخاصرة الرخوة في المنطقة بسبب عدم ضبط المنافذ وكثرة الطرق الميسمية الخفية ووجود بعض التسهيلات العشائرية .
٢-من الواضح، أن داعش الذي يخطط له ويدير معاركه ضباط من الجيش السابق قد جعلوا لنفسهم خطة استراتيجية تقضي بتسللهم إلى محافظة صلاح الدين من جهة ومحافظة بابل من جهة اخرى وإقامة عمليات عشوائية في بغداد...
وفي الواقع، تؤكد المعلومات الأمنية بأن الوضع غير مطمئن في مدينة سليمان بيك ومدينة جرف الصخر وهذه محاولة من داعش فتح جبهات على غرار جبهة الفلوجة!!!
٣- وأن صلاح الدين قد تكون الملجأ لمقاتلي داعش في حال ضاقت بهم الانبار والفلوجة... منطقة البوبالي، باتت الوحيدة تحت سيطرة داعش في الرمادي ، وفقدت جميع المناطق الأخرى، التي كانت تسيطر عليها، ولم يعد لها ظهور على الطريق السريع الدولي باستثناء الطرق الزراعية المحاذية لنهر الفرات ، فضلا عن فقدانها مقر انطلاق عملياتهم في جزيرة الخالدية في الجزء المهم الذي يسيطر عليه داعش من مدينة الرمادي، أوسع المدن الانبارية .
٤-ملاحقة داعش في الانبار من قبل القوات الحكومية ينبغي ان يترك للعشائر المتحالفة معها، وعلى الحكومة تنفيذ مبادرة المحافظ وترك القيادة بيده ومن يختار لذلك، وتجريد سعدون الدليمي من قرار توزيع الاموال والتصرف بالسلاح لانه كما ثبت انه يعطيه ليقوي به من ينتخبه في الانتخابات القادمة !!!، وإذا كانت الوقائع طوال الأسابيع الماضية تشير إلى أن داعش يسعى إلى استثمار نقاط الضعف الأمنية، للنفاذ إلى صلاح الدين وبابل عسكرياً ، فإن توقيت إعلان معارك داعش في صلاح الدين وبابل ليس محاولة لامتصاص الضغط العسكري عليهم في الانبار فحسب، وإنما اعلان معارك حقيقية وليست مناورات مؤقتة!!!
٥-داعش تركز على البعد الطائفي للأحداث في سعيها لكسب تأييد عشائري وطائفي في معاركه على أراضي العرب السنة التي تخوضها لتقويض حكومة بغداد.
على القوات الامنية ان تعامل داعش بالمثل من حيث فتح عدة جبهات عليها كما تصنع هي لان قصد داعش بفتح الجبهات المتعددة هو تشتيت واستنزاف القوات الحكومية وبنفس الوقت اذا فتحت القوات الامنية عدة جبهات ضد داعش وبأسلوب المبادرة بالفعل لا بأسلوب الدفاع وردات الفعل، حيث يعتبر الظواهري أن فتح عدة جبهات هزيمة لمشروع داعش، ويفضل التركيز على جبهة واحدة. فيما يرغب البغدادي في توسيع عدد الجبهات داخل العراق وسوريا.
٦-في الواقع، ان البغدادي يقاتل في كل تلك الجبهات وعيونه على ديالى لانها جاهزة لاستقباله كما يظن، وهناك احتمال الى تصعيد البغدادي معاركه في كل محافظات العراق كي يبني عشه الجديد بعيداعن المراقبة في جبال حمرين، بعد ان يسلم قيادة سورية الى من يشير عليه اهل الشورى في تنظيميه وربما يعقد الصلح مع الظواهري ويرجع الى دائرته من جديد!!!
٧- يمكن أن يبحث تنظيم داعش عن بيئة حاضنة له في شمال وشرق محافظة صلاح الدين، من دون استبعاد فرضية تمكنه من التحرك في ديالى وبابل عبر خلايا صغيرة!!!
لكن لا يمكن تناسي أن هناك دعوات عشائرية ترحب بداعش في بعض مناطق ديالى بعد العمليات المليشاوية الاخيرة، وليس من الصعب أن يكون للبغدادي مخبأ عسكري في جبال حمرين يساعده على الصمود في حال اكتشاف أمره من قبل الأجهزة الأمنية..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat