نهضة الامام الحسين عليه السلام في امريكا


الحراك الثقافي والعلمي العراقي في امريكا

 

شهدت الولايات المتحدة الامريكية ومدنها وولاياتها حراكا ثقافيا ادبيا فكريا حسينيا، مغتنما عالم الحرية وفسح احترام الراي الاخر ليتجلى الامام الحسين عليه السلام بأبها تجليات الفكر ويكون اسمى رموز الحرية والتحرر من العبوديات وأمثلته في العالم المتطور الفكري والعلمي، فكان مؤتمر مسيرة الاربعين حشدا متنوعا من المسلمين باطيافهم والمسيحيين واليهود والصابئة وعموم العرب وغيرهم من القوميات والانتماءات، لنبدأه بتوجيهات السيد علي السيستناني المرجع المفدى لامة الاسلام، ذاكرين بعد ذلك تعليقات الشخصيات والتوثيق الصوري ..

                                                   *********

نص جواب الاستفتاء المرجع الاعلى في العالم الاسلامي

المفدى السيد علي السيستاني

حول مؤتمر مسيرة الاربعين لهذا العام وبيان احكام العبادات والطاعات والمستحبات فيه بما يجسد رسالة الاسلام وهي مكارم الاخلاق والنهضة النفسية الحضارية والتربوية :

         مبنى مؤسسة امام المهدي للبحوث والتنمية في ديربون ميشكن المرتبطة بالمرجعية العليا

                                          بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ..

وبعد فإنه ينبغي أن يلتفت المؤمنون الذين وفقهم الله لهذه الزيارة الشريفة انّ الله سبحانه وتعالى جعل من عباده أنبياء واوصياء ليكونوا أسوة وقدوة للناس وحجّة عليهم فيهتدوا بتعاليمهم ويقتدوا بأفعالهم. وقد رغّب الله تعالى إلى زيارة مشاهدهم تخليداً لذكرهم واعلاء لشانهم وليكون ذلك تذكرة للناس بالله تعالى وتعاليمه وأحكامه ، حيث إنهم كانوا المثل الأعلى في طاعته سبحانه والجهاد في سبيله والتضحية لأجل دينه القويم.

وعليه فإنّ من مقتضيات هذه الزيارة : ـــ مضافاً إلى إستذكار تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام ) في سبيل الله تعالى ـــ هو الإهتمام بمراعاة تعاليم الدين الحنيف من الصلاة والحجاب والإصلاح والعفو والحلم والادب وحرمات الطريق وسائر المعاني الفاضلة لتكون هذه الزيارة بفضل الله تعالى خطوة في سبيل تربية النفس على هذه المعاني تستمر آثارها حتى الزيارات اللاحقة وما بعدها فيكون الحضور فيها بمثابة الحضور في مجالس التعليم والتربية على الإمام (عليه السلام) .

إننا وإن لم ندرك محضر الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) لنتعلم منهم ونتربى على أيديهم الإّ أنّ الله تعالى حفظ لنا تعاليمهم ومواقفهم ورغّبنا إلى زيارة مشاهدهم ليكونوا أمثالاً شاخصة لنا واختبر بذلك مدى صدقنا فيما نرجوه من الحضور معهم والإستجابة لتعاليمهم ومواعظهم ، كما اختبر الذين عاشوا معهم وحضروا عندهم ،فلنحذر عن أن يكون رجاؤنا أمنية غير صادقة في حقيقتها ، ولنعلم أننا إذا كنّا كما أرادوه ( صلوات الله عليهم ) يرجى أن نحشر مع الذين شهدوا معهم، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في حرب الجمل : أنه ( قد حضرنا قوم لم يزالوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء ) . فمن صدق في رجائه منا لم يصعب عليه العمل بتعاليمهم والإقتداء بهم ، فتزكّى بتزكيتهم وتأدب بآدابهم .

فالله الله في الصلاة فإنها ـــ كما جاء في الحديث الشريف ـــ عمود الدين ومعراج المؤمنين إن قُبِلت قُبِلَ ما سواها وإن رُدّت رُدَّ ما سواها، وينبغي الإلتزام بها في أول وقتها فإنّ أحبّ عباد الله تعالى إليه أسرعُهم استجابة للنداء إليها ، ولا ينبغي أن يتشاغل المؤمن عنها في اول وقتها بطاعةٍ أخرى فإنها أفضل الطاعات ، وقد ورد عنهم (عليهم السلام) : ( لا تنال شفاعتنا مستخفّاً بالصلاة ). وقد جاء عن الإمام الحسين (عليه السلام) شدّة عنايته بالصلاة في يوم عاشوراء حتى إنّه قال لمن ذكّره بها في أول وقتها : (ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلّين) فصلّى في ساحة القتال مع شدّة الرمي .

الله الله في الإخلاص فإنّ قيمة عمل الإنسان وبركته بمقدار إخلاصه لله تعالى ، فإنّ الله لا يتقبّل الإّ ما خلص له وسلم عن طلب غيره. وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في هجرة المسلمين إلى المدينة أنّ من هاجر إلى الله ورسوله فهجرته إليه ومن هاجر إلى دنيا يصيبها كانت هجرته إليها ، وان الله ليضاعف في ثواب العمل بحسب درجة الإخلاص فيه حتّى يبلغ سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء . فعلى الزوار الإكثار من ذكر الله في مسيرتهم وتحرّي الإخلاص في كل خطوة وعمل ، وليعلموا ان الله تعالى لم يمنَّ على عباده بنعمة مثل الإخلاص له في الإعتقاد والقول والعمل ، والعمل من غير إخلاص لينقضي بانقضاء هذه الحياة وأمّا العمل الخالص لله تعالى فيكون مخلّداً مباركاً في هذه الحياة وما بعدها.

الله الله في الستر والحجاب فإنّه من أهمّ ما اعتنى به أهل البيت (عليهم السلام) حتّى في أشدّ الظروف قساوة في يوم كربلاء فكانوا المثل الأعلى في ذلك ، ولم يتأذّوا (عليهم السلام) بشيء من فعال أعدائهم بمثل ما تأذّوا به من هتك حُرَمهم بين الناس، فعلى الزوار جميعاً ولا سيّما المؤمنات مراعاة مقتضيات العفاف في تصرفاتهم وملابسهم ومظاهرهم والتجنب عن أي شيء يخدش ذلك من قبيل الألبسة الضيّقة والإختلاطات المذمومة والزينة المنهىّ عنها ، بل ينبغي مراعاة أقصى المراتب الميسورة في كل ذلك تنزيهاً لهذه الشعيرة المقدّسة عن الشوائب غير اللائقة.

نسأل الله تعالى أن يزيد من رفعة مقام النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار( عليهم السلام ) في الدنيا والآخرة بما ضحّوا في سبيله وجاهدوا بغية هداية خلقه ويضاعف صلاته عليهم كما صلّى على المصطفين من قبلهم لا سيما ابراهيم وآل ابراهيم كما نسأله تعالى أن يبارك لزوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) زيارتهم ويتقبلها بأفضل ما يتقبل به عمل عباده الصالحين حتّى يكونوا في سيرهم وسيرتهم في زيارتهم هذه وما بقي من حياتهم مثلاً لغيرهم وأن يجزيهم عن أهل بيت نبيّهم ( عليهم السلام ) خيراً لولائهم لهم واقتدائهم بسيرتهم وتبيلغ رسالتهم عسى أن يُدعَوا بهم ( عليهم السلام ) في يوم القيامة حيث يدعى كل أناس بإمامهم وأن يحشر الشهداء منهم في هذا السبيل مع الحسين (عليه السلام) وأصحابه بما بذلوه من نفوسهم وتحمّلوه من الظلم والاضطهاد لأجل ولائهم إنّه سميع مجيب.

                        .......................................................

 

حيث توالت سلسلة البحوث والندوات لمؤسسة الامام المهدي التابعة للمرجعية العليا لتجسيد نهضة الحسين عالميا وحضاريا وتنميا فضلا عن اثر مصاب الحسين وحادثة الطف على مسيرة الامة اخلاقيا وعباديا منذ وقوعها الى يومنا هذا ..

       القاضي السيد مهدي الامين في احياء ايام الحسين لمؤسسة الامام المهدي للمرجعية العليا في امريكا

 

             السيد محمدباقر الكشميري وكيل المرجعية العليا في جانب من احياء ايام الحسين في امريكا

 

ونستفاد من مجموعات تعليقات بهذه المناسبة لشخصيات بارزة وردت في مجموعة العراق الجديد المستقل للمثقفين في امريكا الشمالية :

أكد الدكتور محمد حسين الطريحي رئيس المركز الثقافي العراقي في واشنطن:

مسيرة الاربعين جذوة التألق الحضاري للانتماء الى الوطنية وبناء العراق الحضاري ..

وقال المفكر الاستاذ نزار حيدر :

ان الشعوب الغربية تحب الامام الحسين (ع) ... ان الغرب لا يحارب الحسين (ع) ولا يحارب شعائره، بل العكس هو الصحيح فهم يحترمون عقائد الناس ومشاعرهم وشعائرهم وطريقة عبادتهم لله تعالى .. لقد تحولت عواصم ومدن كاملة في الغرب الى ما يشبه اجواء مدينة كربلاء المقدسة في عاشوراء والأربعين وعموم ايام شهري محرم الحرام وصفر المظفر... ولو ان المعنيين بالزحف المليوني الى الحسين (ع) في زيارة الأربعين، وأخص بالذكر العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، يبذلون جهدا مركزا لنجحوا في إحضار الاعلام الغربي الى كربلاء في مثل هذه الايام، كقنوات السي ان ان والفوكس نيوز والبي بي سي وغيرها، لتغطية هذه الظاهرة الفريدة من نوعها في العالم. اتمنى على العتبتين في العام القادم ان يهتموا بهذا الموضوع وهو مهم جدا، من خلال الاتصال بالأعلام العالمي، الغربي تحديدا، وتقديم التسهيلات والامتيازات الممكنة، لاحضاره الى كربلاء المقدسة في ايام الزحف المليوني المقدس الذي يشهده العالم في زيارة أربعين سيد الشهداء عليه السلام.

ويضيف الاستاذ الوجيه صالح المحنة في تعليقاته مستشهدا بمقولة سيد الشهداء عليه السلام :

كونوا أحراراً في دنياكم...هديةُ الحسين الى الإنسانية ... مع هذه الوفود التي إمتدت على مسافات طويلة  فشكّلت لوحةً بشريةً إيمانية قلَّ نظيرها، وحينما ينتقلُ بك البصرُ الى الناحيةِ الأخرى حيث كربلاء وحيث الحسين ... فكأنَّما يطرقُ سمعكَ صوتُ الحسينِ عليه السلام محمولا على أثير النور الألهي يصدحُ بشعاره الأزليّ ...كونوا أحرارا في دنياكم ...تلك هي هديته الى هذه الأمواج البشرية السائرة بلهفةٍ لتلثمَ ترابَ قبره الشريف ... الحسين صاحب القلب الرسالي الذي لايجتمع فيه إلا الحب والرحمة والنصيحة حتى لأعداءه ، أهداهم هذا الخطاب الذي يعتبرُ قمّة في تجسيد الحرُية للإنسانية ،  حتى صارَ عنواناً وشعاراً لكل مَنْ يروم التحررَ والعتق من العبودية ... العبودية بكافّة أشكالها ... فلو فهمنا خطاب الحسين عليه السلام وملئنا به وجداننا سوف لن يصعب علينا إختيار مَنْ يمثّلنا في إمور دنيانا ، لو عقلنا دعاءه ونصيحتة عليه السلام وتمسّكنا به سوف لن نتوهّم في معرفة الحق ، ولن يسرقنا الفاسد ولن يغشنا الكاذب، فنهج الحسين عليه السلام لا يتعايش مع الفاسدين ولا يهادن الخائنين والسارقين والمنافقين، أتمنى أن لانجمع بين النقيضين دعم الفاسد وحب الحسين ...

ويضيف الاستاذ هشام العزيري وهو يخاطب سيد الاحرار الحسين عليه السلام:

 تمر علينا هذه الايام ذكرى اربعينية استشهادك الذي كان ولازال وسيظل درسآ للبشرية في الجهاد ورفض الظلم لاقامة دولة العدل وتصحيح الاعوجاج الذي اصاب دين جدك بعد ان تسلط حكّام جهلة فاسدين على رقاب المسلمين فاستلهم الاولين من المؤمنين من تعاليمكم في العبادة والعمل والجهاد لمحاربة الظلم العديد من الدروس التي تعجز ارقى الجامعات عن تقديمها فشمخت عقولنا وقلوبنا وافكارنا تتسابق لتغَرف من هذا المعين فكنت وكان ابوك امير المؤمنين خير المعلمين على مَر العصور فما جاعت ارملة ولا يتيم ولا مسيحي ولا يهودي حين كان والدك امينآ لبيت المال الذي لم يصرف درهمآ في غير محله وكنتم تبيتون وبطونكم خاوية لتطعموا المسكين واليتيم والاسير ... تسير وتمشي اليكم ارواحنا وقلوبنا وعقولنا وافكارنا قبل ارجلنا واجسادنا ياسيدي فبكم نهتدي في الظلمات

طبتم وطابت الارض التي فيها دُفنتم

                                  ................

 

مسيرة الاربعين باشراف مركز كربلاء في ميشكن ومرشده الشيخ هشام الحسيني1434 هجرية

الاربعين في ولاية ميشكن الامريكية 1434 هجرية

 

 

                          مسيرة الاربعين في ولاية اريزونا 1334 هجرية

                               الاربعين في اريزونا الامريكية 1434 هجرية

 

                                جانب من انشطة لمؤسسة امام المهدي للمرجعية في المناسبات

                     انشطة ومؤتمرات العلماء المسلمين في امريكا وكندا 

 

http://www.youtube.com/watch?v=jyA-wKhD2tA

ميشكن / امريكا

 

http://www.youtube.com/watch?v=oh4dtlH6BcE

اريزونا / امريكا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/24



كتابة تعليق لموضوع : نهضة الامام الحسين عليه السلام في امريكا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net