واخيرا شهد شاهد منهم واعترف بالحقيقة امام الملا . انه الفريق الاول الركن ( بابكر زيباري ) رئيس اركان الجيش العراقي . الذي صرح قبل ايام لوكالة الانباء الفرنسية , عدم جهوزية القوات العراقية لتولي الملف الامني حتى عام 2020 على الاقل .
اللواء زيباري , ابتعد عن اللف والدوران والكلام الفارغ في تمجيد القوات الامنية الذي هو ديدن معظم السياسين وقادة الجهاز الامني في العراق . انني كتبت في اكثر من صحيفة ورقية والكترونية حول واقع الاجهزة الامنية العراقية وخلصت الى نتيجة بأنه لايوجد جهاز امني في العراق على الاطلاق وان الامن النسبي متامسك بقدرة قادر وان هذا الكم الهائل من الافراد والاجهزة هي اشبه ( بالمكعبات ) التي يعلب بها الصغار , وان التنظيمات الارهابية تستطيع ان تفجر وتقتل في اي مكان وزمان تشاء , ولعل خير دليل العمليات النوعية الاخيرة التي استهدفت سيطرات الشرطة في
العديد من احياء ومناطق العاصمة بغداد وبالاخص مدينة الاعظمية . حيث يقوم تنظيم ما يسمى بدولة العراق الاسلامية بقتل اكبر عدد ممكن من افراد الشرطة وحرق جثثهم ومن ثم ترفع علم دولتها و تلوذ بالفرار وكأننا في دولة ( البطيخ ) لا دولة القانون والسيادة التي خدعوا بها السذج للاسف طيلة السنوات السابقة .
الجهاز الامني لايرد اعتباره من هؤلاء المجرمون .انما يرد اعتباره من خلال الاعتداء على الاهالي العزل والابرياء كما حدث في الاعظمية وغيرها من المدن . قبل اكثر من سنتين انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من احدى الاسواق الشعبية في الحي الذي اسكن فيه . هرب جميع افراد السيطرة , لكنهم جاءوا بعد ساعات ليظهروا قوتهم على اصحاب الجنابر والبسطيات , وشاهدتم بعيني يركلون تلك الجنابر الذي خرج اصحابها ليكسبوا رغيفا لعيالهم بدعوى انها ( اوامر ) اين كانت هذه الاوامروالتعليمات قبل حدوث الانفجار ؟
انه بأختصار جهاز ( انكشاري ) بأمتياز والانكشارية قوة اسسها العثمانيون عند احتلالهم للولايات العربية لغرض ارهاب الاعداء , ونتيجة لضعف الدولة العثمانية تحولت الى ارهاب السكان . هذه الحقيقة المرة التي لايرغب ابناء دولة القانون !! والقيادات الامنية الاعتراف بها . انهم يخدعون انفسهم وقادتهم وهذه حيلة استعملها ( الفضل بن الربيع ) مع ( محمد الامين ) نجل الخليفة العباسي ( هارون الرشيد ) الذي كان يرفع التقارير اليويمة للامين يعلمه بالانتصارات وقوة افراد جيشه على مقاومة الجيش القادم من ( خراسان ) لكن الحقيقة كانت عكس ذلك الا ان جاء احد قادة
جيش الامين واخبره بالحقيقة لكن بعد فوات الاوان حيث كانت قوات المأمون على مشارف بغداد فأستطاعت احتلالها وقتل الامين .
ان جميع مفاصل الجهاز الامني في العراق بحاجة الى رسم خارطة طريق جديدة . لان اساس الانتماء الى الجيش كان هو المال فراتب اقل فرد في الجيش والشرطة والحرس كان يفوق رواتب كبار الموظفين في الدوائر الحكومية الاخرى .
ان كلامي هذا ليس حقدا او تحاملا على افراد الجهاز الامني وانني اقف وقفة احترام لجميع المخلصين في قواتنا الامنية الذي يذبون عن الوطن . العيون الساهرة لخدمة البلاد والعباد . ولست من المؤيدين لبقاء قوات الاحتلال الامريكية في العراق . لكن ( الاعتراف سيد الادلة ) كما يقولون خصوصا اذا كان الاعتراف من قبل رأس الهرم والحليم تكفيه اشارة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat