صفحة الكاتب : فؤاد حران الشويلي

تأزيم الخطاب الديني
فؤاد حران الشويلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
                                                                          تكلموا تعرفوا
                                                                 الإمام علي(عليه السلام)
 
يشغل الخطاب الديني المساحة الأكبر في توجيه الأمم معرفيا وسلوكيا لأنه يمتلك من القدرات والامتيازات ما لا يمتلكه إي خطاب أخر مهما حمل من عنوانات ترطب الأجواء وتهيأ النفوس لتقبلها،تتجلى هذه القدرات في امتلاك مفردة القداسة وما يتعلق بها والبعد المعنوي الماورائي وكذلك الثواب والعقاب والأجر في الدنيا والآخرة والجنة والنار وقائمة طويلة من المفردات التي يصلح إن توظف في الخطاب الديني، ولا يمكن لنا إن نعترض على هذا الخطاب من ناحية أدبياته كونها مقررة في النصوص الأساسية(القران والسنة) لكن يمكن لنا إن نطالب بأعادة النظر في آليات التشكيل له من قبل الدعويين والمبلغين بسبب قولبة الخطاب بالقالب الحزبي أو ألجماعاتي أو المذهبي،ومن حقنا إن ندعي إن هذا خطاب جماعات أو أحزاب إسلامية وليس خطابا إسلاميا بالمعنى الدقيق.فنشأت بسبب هذا مجاميع تقود النص المقدس بخطاباتها وتوجهه بل وتعلن أنها تمتلك لوحدها حق إعطاء التراخيص في تنقيب المعرفة الدينية وما يتعلق بها! 
وبالنتيجة فلا مرور إلا من خلال  هندسة المشروع الديني الخاص بهم ومنها حصرا يمكنك استلام المخططات التي تعيد من خلالها تأهيل الفكر الإسلامي وبعث روح الإدارة الدينية والمتكئة دوما على الجمود الفكري والذي من شانه تسهيل المهمة على الدعوي والمبلغ فلا حاجة لتلاقح الفكر بالفكر الأخر ولا تفكيك المعارف الوافدة من داخل البيت الإسلامي أو من خارجة.بل علينا فقط إن نصدر الدعوة إلى الآخرين لان الإسلام موجود بتمامه عندهم ولا بد من رفد المحتاجين والضالين(المساكين!) من خلال خطابهم المتضمن دعوى ملكية الحقيقة المطلقة.
إن كل خارج عن دائرة وعيهم هو مخطئ (هذا في أجود التوصيفات)ولأنهم كذلك باتوا ينشئون قيامات مبكرة والعمل بالنيابة عن الرب وتوزيع الجماهير إلى مسلم وكافر وثابت ومرتد وبالتالي ايفادهم الى الجنة والنار غير ناظرين أو آبهين بأي متبنيات تطرح من خارجهم لان الإسلام الأصيل هو الإسلام الغير قابل للتجديد _وان أدعو شكلا غير ذلك_ وأما ديمومة الإسلام التي يتحدثون عنها فهي سارية من خلال ممر تحنيط الإسلام بمادة الفهم الماضوي وممارسة العنف ضد العقل أينما أراد إن يفكر أو يحلل أو يناقش.وهذا هو معنى النابضية الإسلامية عندهم، إما انك تمعن النظر في خبايا الأمور أو تقول إن الزمان والمكان والبيئة المجتمعية وثقافات الشعوب لها مدخليه أو تلعب دورا فاعلا في شكل ونوعية الخطاب فهذا اعتداء سافر على هذا الفريق الذي يتخوف على المقدس الذي صنعه بفهمه (لا المقدس الفعلي).
وعلى هذا صارت تندرج طولا كثير من الأدبيات والسلوكيات ذات المظهر الديني الذي أنتج بدورة التشرذم والتطرف والنكوص في الوقت الذي يراه هؤلاء انه اسمى معالم تطبيق النص، فهم يرون أنهم يقدمون وثيقة دينية خالية من الحك والشطب لأنها صورة طبق الأصل من القرآن والنبي !!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد حران الشويلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/11


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : تأزيم الخطاب الديني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net