مع سيادة الركود الإقتصادي في العالم المتقدم , أخذت الأيام تتلون , لتدل على أن الأسواق تطرح بضاعتها بأسعار رخيصة , وبتخفيضات كبيرة مقارنة بالأيام المجردة من الألوان.
فهناك "الجمعة السوداء" , التي يهرع الناس فيها , كما كنا نفعل أمام الأسواق المركزية أيام زمان , ونحتشد ونتدافع للحصول على البضاعة , ونحن ننضغط في طابور تحكمه القضبان الحديدية.
وهناك "الخميس القهوائي" الذي يعني أن التخفيضات موجودة لكنها أقل من اليوم الذي يكون لونه أسودا , بمعنى ان البائع لا يحقق ربحا كما يجب , وفي ذلك خدعة وسياسة للترغيب والحث على الشراء , لأن القول بذلك , يثير شهية البشر لشراء الأشياء التي لا يحتاجها , وإنما فقط لرغبة في الشراء , بسبب الإغراء الفائق والمؤثر بالعواطف , والمتمكن من قدرات التقدير والتقرير عند البشر.
فهذه الأيام الملونة , تتبع قواعد وضوابط سلوكية تسويقية لإقناع الناس بالشراء , وتحقيق لذة الشعور بالحصول على شيئ بسعر بخس.
فهذا الشعور يشترك فيه البشر ولا فرق بينهم , لأن الإحساس بالحصول على شيئ بسعر أقل من السعر الحقيقي , يمنح مشاعر إيجابية بالإنتصار والفوز والغنيمة , وهذه مشاعر أولية متوارثة وكامنة فينا.
وربما سنسمع في المستقبل عن "أربعاء برتقالية" , لأن في ذلك إعداد وتحضير للنفس البشرية وتصعيد لرغباتها الشرائية , وإطلاق لدوافعها الأولية الطامحة نحو حب التملك والإغتنام.
وفي عالمنا المتأخر , الأيام تتميز بلون واحد هو "الأحمر" , فأيامنا لا تعرف التغيير والتبدل , وإنما مختنقة ومكبلة بذات اللون على مرّ العصور.
ولا نستطيع أن نتحرر من هذا اللون , وندرك بأن ألوان الطيف الشمس سبعة , والألوان بتمازجها تصنع ألوانا أروع , والحياة الأجمل عبارة عن تمازج ألوان , ترسم لوحتها بأساليب متجددة ومتفقة مع تبدلات المواسم والعصور.
إن وعي الألوان وقيمتها في الحياة الإنسانية , يساهم في صياغة القدرات اللازمة للوصول إلى حالات إنسانية حضارية , ذات قيمة إبداعية وثقافية وفكرية , وإبتكارية تجدد نسغ الوجود الزماني والمكاني , وتمنحه طاقات السريان والصعود في عروق الأعماق والتصورات , فتتخلق وفقا لتجدد مياه رؤيتها , وتبدل عدسات مداركها , وإتضاح مديات الآفاق أمامها.
ترى متى ستكتسب أيامنا ألوان الطبيعة والحياة , وتتحرر من قبضة اللون الواحد؟!
القرار قرارنا , والفرشاة طوع أيدينا , وما علينا إلا أن نُفعّل خياراتنا , ونبدأ برسم لوحة وجودنا الأجمل!!
الموضوع السابق
حان الوقت للاقباط للدفاع عن انفسهم وسط تواطؤء رئاسي وصمت عسكرى ورضاء شرطى وصمت كنسي .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مع سيادة الركود الإقتصادي في العالم المتقدم , أخذت الأيام تتلون , لتدل على أن الأسواق تطرح بضاعتها بأسعار رخيصة , وبتخفيضات كبيرة مقارنة بالأيام المجردة من الألوان.
فهناك "الجمعة السوداء" , التي يهرع الناس فيها , كما كنا نفعل أمام الأسواق المركزية أيام زمان , ونحتشد ونتدافع للحصول على البضاعة , ونحن ننضغط في طابور تحكمه القضبان الحديدية.
وهناك "الخميس القهوائي" الذي يعني أن التخفيضات موجودة لكنها أقل من اليوم الذي يكون لونه أسودا , بمعنى ان البائع لا يحقق ربحا كما يجب , وفي ذلك خدعة وسياسة للترغيب والحث على الشراء , لأن القول بذلك , يثير شهية البشر لشراء الأشياء التي لا يحتاجها , وإنما فقط لرغبة في الشراء , بسبب الإغراء الفائق والمؤثر بالعواطف , والمتمكن من قدرات التقدير والتقرير عند البشر.
فهذه الأيام الملونة , تتبع قواعد وضوابط سلوكية تسويقية لإقناع الناس بالشراء , وتحقيق لذة الشعور بالحصول على شيئ بسعر بخس.
فهذا الشعور يشترك فيه البشر ولا فرق بينهم , لأن الإحساس بالحصول على شيئ بسعر أقل من السعر الحقيقي , يمنح مشاعر إيجابية بالإنتصار والفوز والغنيمة , وهذه مشاعر أولية متوارثة وكامنة فينا.
وربما سنسمع في المستقبل عن "أربعاء برتقالية" , لأن في ذلك إعداد وتحضير للنفس البشرية وتصعيد لرغباتها الشرائية , وإطلاق لدوافعها الأولية الطامحة نحو حب التملك والإغتنام.
وفي عالمنا المتأخر , الأيام تتميز بلون واحد هو "الأحمر" , فأيامنا لا تعرف التغيير والتبدل , وإنما مختنقة ومكبلة بذات اللون على مرّ العصور.
ولا نستطيع أن نتحرر من هذا اللون , وندرك بأن ألوان الطيف الشمس سبعة , والألوان بتمازجها تصنع ألوانا أروع , والحياة الأجمل عبارة عن تمازج ألوان , ترسم لوحتها بأساليب متجددة ومتفقة مع تبدلات المواسم والعصور.
إن وعي الألوان وقيمتها في الحياة الإنسانية , يساهم في صياغة القدرات اللازمة للوصول إلى حالات إنسانية حضارية , ذات قيمة إبداعية وثقافية وفكرية , وإبتكارية تجدد نسغ الوجود الزماني والمكاني , وتمنحه طاقات السريان والصعود في عروق الأعماق والتصورات , فتتخلق وفقا لتجدد مياه رؤيتها , وتبدل عدسات مداركها , وإتضاح مديات الآفاق أمامها.
ترى متى ستكتسب أيامنا ألوان الطبيعة والحياة , وتتحرر من قبضة اللون الواحد؟!
القرار قرارنا , والفرشاة طوع أيدينا , وما علينا إلا أن نُفعّل خياراتنا , ونبدأ برسم لوحة وجودنا الأجمل!!
![]() حان الوقت للاقباط للدفاع عن انفسهم وسط تواطؤء رئاسي وصمت عسكرى ورضاء شرطى وصمت كنسي . |
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat