صفحة الكاتب : قيس المهندس

فوبيا المطر.
قيس المهندس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عندما يكون المطر نقمةً على شعبٍ من الشعوب، فأعلم ان هنالك حكومة فاشلة من وراء ذلك!.

هذه حكمة ابتدعها العراقيون!. نعم فالعراقيين أناس اهل حضارة وابداع، والسنون العجاف التي مرت عليهم، صقلت عقولهم وابرزت قدراتهم ومواهبهم؛ حتى اصبح صغيرهم متفلسفاً وكبيرهم حكيما!.
يقال ان الابداع هو الخروج عن الشائع والمألوف، والاتيان بما هو جديد، وبما لم يخطر على مخيلة احد من قبل!.
فالمطر عند العراقيين اصبح نقمة، بعد ان كان بهجة ونعمة!..
وحكومتنا دقيقة جدا في رصد حالة الطقس، والتوقع بهطول الامطار، وهي حريصة الى حد بعيد على ارعاب المواطنين، فالتصريحات الأخيرة التي صدرت من المسؤلين، تتحدث عن هطول الامطار بصورة مستمرة ولعدة أيام، مع توقع حدوث فيضانات، وعدم قدرة الحكومة على تصريف تلك الكميات من الامطار، سيما ان الامطار التي سقطت منذ أسابيع، ما زالت قابعة في المستنقعات المستحدثة ( في شوارع مدننا)!.
بعد تلك التصريحات المخجلة، أصبحت سيرة المطر تسبب فوبيا للعراقيين!..
وبالرغم من انهم بالأمس القريب؛ كانوا يتضرعون الى الله تعالى ان ينزل عليهم الغيث!.
اما اليوم فقد اصبح حال العراقيين مصداقا لقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ..)!.(1)
لكن دعونا نتفائل قليلا! لعل كثرة الامطار، تجعلنا نبتدع اشياءً لم تكن لتخطر على اذهاننا، فالحاجة ام الاختراع كما يقال!. مثلا : ربما تتغير جغرافيا مدننا، وتصبح شوارعها مثل شوارع البندقية؛ انهارا!،
 ونستبدل مركباتها بزوارق!. وربما نربط اهوار الجنوب بشوارع المدن، ويصبح خط السير الدولي؛ نهراً دوليا!. وبالجهود الحثيثة لحكومتنا الرشيدة؛ قد نوصل مدننا بالبحر الأبيض المتوسط شمالا، والبحر الأحمر غرباً، وننفتح على المحيطات، وننشيء القنوات والموانيء؛ حتى تصبح مدننا كجزر المالديف، او جزر هاواي، او بورا بورا الفرنسية!.. ولربما نصبح كجزيرة الكاتراز!.(2)
ويبدوا ان حكومتنا سائرة بهذا الاتجاه، ومنجزاتها خير شاهد على واقعها المرير!. فمن بواسير العطية، الى (لغود) الساعدي، ناهيك عن بطولات حمودي التي لا تنتهي!..
منجزات حكومتنا المبجلة، أصبحت مضرباً للامثال، فلو كانت مياه شوارعنا مدادا لتسطير منجزاتهم؛ لما نفدت تلك المنجزات، كما لن تنفد مياه شوارعنا، ولن نحتاج الى مداد البحار!..
والسلام ختام ..
 
 (1) سورة المائدة (101)
 (2) جزيرة الكاتراز : هو سجن فيدرالى امريكى مشيد فوق جزيرة بخليج سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية تعرف بجزيرة الكاتراز أو الصخرة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس المهندس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/20



كتابة تعليق لموضوع : فوبيا المطر.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net