من يحق له التظاهر في العراق ؟
حيدر جعفر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر جعفر

بعد سقوط الصنم في 2003 وقف البعثيون والتكفيريون ضد العمليه السياسيه في العراق وكان همهم الوحيد هو نشر الفوضى والدمار في كل مكان لكي يعطلوا عمليه بناء العراق الجديد ولكي يثبتوا للعراقيين ان زمن حكمهم هو الافضل وانه لايصلح لحكم البلد غيرهم . ان الارهاب والفوضى ساعدت على نشوء طبقه من السياسيين الفاسدين . وكلما سالنا هولاء الفاسدين اين مشاريعكم ووعودكم باعمار العراق كان الجواب حاضرا: الاترون الارهاب وسوء الاوضاع الامنيه ! وهكذا نشا تالف وتعايش بين الارهاب والفساد فالفساد لايستطيع العيش في ظروف امنيه مستقره ولولا الفساد لما استمر الارهاب الى يومنا هذا . ولناخذ مثالا بسيطا على ذلك وهو اجهزه الكشف عن المتفجرات التي لاتعمل ولم تحمي المواطن بسبب وجود فساد في الصفقه . كذلك فان الارهاب جعل الدوله تنفق مبالغ طائله على الجيش والشرطه والاسلحه وهذا بدوره ادى الى الفساد في العقود والفساد في التعيينات في الجيش والشرطه كذلك ادى هذا الانفاق الهائل على الامن الى تقليل الانفاق على الاعمار . ان الارهاب وسوء الاوضاع الامنيه اعطى المبرر لكل مسوول في الدوله ان يكون له حمايات كثيره برواتب ضخمه وبسيارات مصفحه ضد الرصاص . كما ادى ذلك الى اعطاء المبرر لكل مسوول ان تكون حماياته من اقاربه وعشيرته لانه لايثق بالاخرين وهناك من يعطي اسماء وهميه للحمايات لانه في ظل الاوضاع الامنيه السيئه يصعب التحقق من كل شيء . وبسبب الارهاب تعالت الاصوات بضروره المصالحه واشراك الجميع في العمليه السياسيه وهكذا دخل في البرلمان والحكومه اناس لايومنون بالعمليه السياسيه ولايريدون تقديم الخدمات بل كان هدفهم هو تعطيل العمليه السياسيه وعرقله القوانين التي تنفع المواطن وعرقله عمليه اعدام الارهابيين بل المطالبه باطلاق سراحهم وهذا ادى بدوره الى زياده الارهاب . وقد ادى اشراك الجميع في الحكومه الى انعدام المعارضه الفعاله التي تراقب عمل الحكومه وتصحح المسار الخاطيء ولهذا انتشر مبدا (شيلني واشيلك) واذا حاسبت وزيري فسوف احاسب وزيرك . ولهذا فان الرواتب الفلكيه للنواب والمنافع الاجتماعيه لم يعترض عليها احد .
وعندما نفذ صبر الشعب الذي يريد توفير الخدمات ويريد الامان وقرر التظاهر اطل علينا البعثيون والتكفيريون وهم يريدون ركوب الموجه واستغلال مطالب الناس العادله ونسوا انهم هم من زرع الارض الخصبه للفساد . كما اطلت علينا القنوات الفضائيه والمواقع الالكترونيه والكتاب الذين دعموا الارهاب واخذوا يتباكون على حقوق الشعب المسلوبه . ولهذا فان الاصوات التي ارتفعت وهي تحذر من المندسين البعثيين والتكفيرين كانت على حق . ولكننا في نفس الوقت نتسائل لماذا انتعشت امال البعثيين والتكفيرين بالعوده الى الحكم بعد كل الجرائم التي ارتكبوها ؟ اليس الفساد وانعدام الخدمات وتذمر الناس هي السبب في كل ذلك !
ومن كل ذلك نصل الى نتيجه مفادها ان البعثيين والتكفيريين والفاسدين من الاحزاب السياسيه بكل اتجاهاتها لايحق لها المشاركه في التظاهرات المطالبه بالحقوق . وكيف يطالبون بالحقوق وهم من ساهم بوصول البلد الى هذا الحال ؟ ولتتوقف القنوات الفضائيه والمواقع الالكترونيه المحرضه على الرهاب من التباكي على الحقوق المسلوبه للفقراء وهم يقبضون الثمن من اجل ارجاع العراق الى ماقبل سقوط الصنم . اما الكتاب الماجورون الذين يعيشون في الخارج في الملاهي والبارات والذين يقبضون اموال السحت الحرام لتخريب العمليه السياسيه نقول لهم : لماذا لاتاتون الى العراق وتشاركوا الجماهير في غضبتها وتنالوا شرف المشاركه في التظاهرات ؟ ولماذا تاتون وقد قبضتم الثمن وليذهب الشعب الى الجحيم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat