عن الناصرية...وحسين نعمة وكمال محمد
وجيه عباس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الناصرية هي إبنة التاريخ،وماعداها (نسايب)،يكفي أن "أور" القديمة التي اخترعت القراءة والكتابة ونقلت الانسان من مصاف الانسانية الى مصاف الملائكة قد سبقت العالم بسبعة الاف عام بإختراع (الملابس الداخلية) وسترت عري مؤخرات بني البشر ،وهذا بحد ذاته اهم من اختراع القراء والكتابة لانه نقل الانسان من الحالة البهيمية الى الحالة البشرية،ليس من المعقول أن تتعلم القراءة والكتاب وأنت (رب كما خلقتني)! ولك أن تتوقع كيف يمكن للطالب او الطالبة أن يقضيا وقت الدرس وهما غير منتبهين الى المعلم او المعلمة او ربما في المحاضرات الخصوصية!!(هذا قبل 7 الاف سنة من وزارة الاستاذ محمد تميم)!!.
الناصرية دمعة الجنوب،كل ذرة تراب هي اقدم من الف جبل في ذاكرة الأوطان،الناصرية التي أجبرت احفاد جلجامش على الخروج من اجل اضاءة ليلهم او ترطيب هوائهم المعتّق بالشمس،هي الوحيدة التي تقع على نهر الفرات وتشرب من دجلة البعيدة عنه،وعلى رغم كل هذا الفقر الذي رسمت ملامحه اصابع السياسة العمياء فأخرجت لوحاً سومريا،الا انها مازالت حتى الان تنتظر "الريل" عسى ان يحمل "حمد" من "قرية أم شامات" لتلقي به في احد منافي الارض التي احتضنت الجنوب العراقي بكل مبدعيه بينما بقي آخر الرجال المبدعين ينتظرون الزائر الأخير ليودعوا الناصرية بـ( جفّية) رطبة من دمع الروح.
اذا قلت الناصرية وقف امامك جلجامش وهو يبكي على انكيدو الذي لم تنفجر عليه عبوة ناشفة ولم تحمل جنازته(كوستر) لتدفنه في النجف الأنزف،يسيل أمامك دمع الأمهات الممزوج برائحة "العطرة"و"المسك" و"غترة ابو كاظم"ومسبحته "اليسر" التي مافارقت كفيه وهو ينعى العالم ( مانمت ليلي يشكَر وحكَ عيناك وكَفة اعله حيلي هذا اليمر اعليك يايمه)،وابوكاظم ناي القصب الجنوبي وحنجرة الأرض التي اعلنت للعالم اجمع ان(داخل حسن) بحّتها التي ناحت بها على سومر.
الناصرية ابنة التاريخ التي انجبت جلجامش وأنكيدو وسيرة الخلق الأولى والريل وحمد وداخل حسن وأصابع طالب القرةغولي (وهذاك أنه وهذاك إنته)،وانا على يقين اننا لو جئنا بشعراء الشطرة فقط امام شعراء العالم لاسكتوهم.. فكيف اذا جئنا بحسين نعمة وكمال محمد وعريان السيد خلف وزامل سعيد فتاح وعشائر المبدعين الذين احتضنهم تراب الناصرية؟.
الناصرية تجرح الخاطر بسكين حين ترسم على الضمير لونها الترابي،فكيف اذا جاء صوت حسين نعمة وهو يؤذن بالعراق الجديد-القديم ويقول(لا ولك لا اعله بختك ماني سالوفة صرت....ياحريمة)...وكمال محمد وهو يقول(معاتبين...الشوكَـ اخذنه واحنة ليكم معتنين)...
أحاديث الناصرية تثير الحزن في روحي،كيف يمكن للعراق الجديد ان يفهم انه لايملك ان ينجب حسين نعمة مرة اخرى ولا كمال محمد ولا داخل حسن،كيف له ان يعقل ان هؤلاء فنانين عالميين ليس باستطاعة اي بلاد الا أن تسمي شوارعها ومدنها باسمهم،هذه الاسماء قِطَع متناثرة في وطن يريدونه مقطّعا،كيف لهم أن يحتفوا بزقورة من حجر ولايحتفون بروح ناصرية مازالت ترسم وتغني وتنحب لأجل العراق الذي يريد الجميع اضاعته من جديد بعد أن وجدناه..لهذا ايها العراقيون الحكوميون الجدد: عراقكم الذي كان يؤنسكم في منافيكم وغربتكم الاوربية كان يحمله صوت حسين نعمة وغربة كمال محمد ونحيب داخل حسن وشعر عريان وزامل وغيرهم،احتفوا بهم لانهم وجه العراق القديم-الجديد ولاتشعرونهم انهم في غربة وطنية اخرى!.
نسخة منه الى قناة العراقية:كيف يمكن لكم ان تجهلوا قيمة حسين نعمة وكمال محمد وكأنكم اصحاب فضل عليهم ان تكحلوا عيون حضوركم بغيابهم وغيابكم بحضورهم وهم يرددون مع الراحل داخل حسن:
اشعطّلك شبطاك ماتمر بينه اتشابجن ياحيف وياك ايدينه
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
وجيه عباس

الناصرية هي إبنة التاريخ،وماعداها (نسايب)،يكفي أن "أور" القديمة التي اخترعت القراءة والكتابة ونقلت الانسان من مصاف الانسانية الى مصاف الملائكة قد سبقت العالم بسبعة الاف عام بإختراع (الملابس الداخلية) وسترت عري مؤخرات بني البشر ،وهذا بحد ذاته اهم من اختراع القراء والكتابة لانه نقل الانسان من الحالة البهيمية الى الحالة البشرية،ليس من المعقول أن تتعلم القراءة والكتاب وأنت (رب كما خلقتني)! ولك أن تتوقع كيف يمكن للطالب او الطالبة أن يقضيا وقت الدرس وهما غير منتبهين الى المعلم او المعلمة او ربما في المحاضرات الخصوصية!!(هذا قبل 7 الاف سنة من وزارة الاستاذ محمد تميم)!!.
الناصرية دمعة الجنوب،كل ذرة تراب هي اقدم من الف جبل في ذاكرة الأوطان،الناصرية التي أجبرت احفاد جلجامش على الخروج من اجل اضاءة ليلهم او ترطيب هوائهم المعتّق بالشمس،هي الوحيدة التي تقع على نهر الفرات وتشرب من دجلة البعيدة عنه،وعلى رغم كل هذا الفقر الذي رسمت ملامحه اصابع السياسة العمياء فأخرجت لوحاً سومريا،الا انها مازالت حتى الان تنتظر "الريل" عسى ان يحمل "حمد" من "قرية أم شامات" لتلقي به في احد منافي الارض التي احتضنت الجنوب العراقي بكل مبدعيه بينما بقي آخر الرجال المبدعين ينتظرون الزائر الأخير ليودعوا الناصرية بـ( جفّية) رطبة من دمع الروح.
اذا قلت الناصرية وقف امامك جلجامش وهو يبكي على انكيدو الذي لم تنفجر عليه عبوة ناشفة ولم تحمل جنازته(كوستر) لتدفنه في النجف الأنزف،يسيل أمامك دمع الأمهات الممزوج برائحة "العطرة"و"المسك" و"غترة ابو كاظم"ومسبحته "اليسر" التي مافارقت كفيه وهو ينعى العالم ( مانمت ليلي يشكَر وحكَ عيناك وكَفة اعله حيلي هذا اليمر اعليك يايمه)،وابوكاظم ناي القصب الجنوبي وحنجرة الأرض التي اعلنت للعالم اجمع ان(داخل حسن) بحّتها التي ناحت بها على سومر.
الناصرية ابنة التاريخ التي انجبت جلجامش وأنكيدو وسيرة الخلق الأولى والريل وحمد وداخل حسن وأصابع طالب القرةغولي (وهذاك أنه وهذاك إنته)،وانا على يقين اننا لو جئنا بشعراء الشطرة فقط امام شعراء العالم لاسكتوهم.. فكيف اذا جئنا بحسين نعمة وكمال محمد وعريان السيد خلف وزامل سعيد فتاح وعشائر المبدعين الذين احتضنهم تراب الناصرية؟.
الناصرية تجرح الخاطر بسكين حين ترسم على الضمير لونها الترابي،فكيف اذا جاء صوت حسين نعمة وهو يؤذن بالعراق الجديد-القديم ويقول(لا ولك لا اعله بختك ماني سالوفة صرت....ياحريمة)...وكمال محمد وهو يقول(معاتبين...الشوكَـ اخذنه واحنة ليكم معتنين)...
أحاديث الناصرية تثير الحزن في روحي،كيف يمكن للعراق الجديد ان يفهم انه لايملك ان ينجب حسين نعمة مرة اخرى ولا كمال محمد ولا داخل حسن،كيف له ان يعقل ان هؤلاء فنانين عالميين ليس باستطاعة اي بلاد الا أن تسمي شوارعها ومدنها باسمهم،هذه الاسماء قِطَع متناثرة في وطن يريدونه مقطّعا،كيف لهم أن يحتفوا بزقورة من حجر ولايحتفون بروح ناصرية مازالت ترسم وتغني وتنحب لأجل العراق الذي يريد الجميع اضاعته من جديد بعد أن وجدناه..لهذا ايها العراقيون الحكوميون الجدد: عراقكم الذي كان يؤنسكم في منافيكم وغربتكم الاوربية كان يحمله صوت حسين نعمة وغربة كمال محمد ونحيب داخل حسن وشعر عريان وزامل وغيرهم،احتفوا بهم لانهم وجه العراق القديم-الجديد ولاتشعرونهم انهم في غربة وطنية اخرى!.
نسخة منه الى قناة العراقية:كيف يمكن لكم ان تجهلوا قيمة حسين نعمة وكمال محمد وكأنكم اصحاب فضل عليهم ان تكحلوا عيون حضوركم بغيابهم وغيابكم بحضورهم وهم يرددون مع الراحل داخل حسن:
اشعطّلك شبطاك ماتمر بينه اتشابجن ياحيف وياك ايدينه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat