صفحة الكاتب : احمد العقيلي

أبخس الأثمان
احمد العقيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
القيمة العليا لابن ادم تكمن في إنسانيته فأن خسرها خسر أدميته وانتقل إلى البهيمية وهي من أدنى درجات التسافل في رحلة ولد ادم في عالم الإمكان بادراك منه أو دونه ، وهذا الانتقال لا يمكن توصيفه بالعقوبة بقدر ما هو تنزيه كوني لصنفين من الموجودات ، وكثيرون هم أولئك الذين ضاعوا في هذا الميدان وانتقلوا لاسيما ذوي العلاقات ذات المصالح المتعددة والمناصب الرفيعة والطامحين لتسلق سلم الأضواء لكونهم الأكثر عرضة من غيرهم ، إلا أن ما يحز في النفس ويؤرق العاقل أمران أولهما عدم فهم الآخر من كونه بتنازله عن إنسانيته سقط في عيون الآخرين والثاني قيمة الثمن الذي يستحق أن يفقد المرء إنسانيته إزاء الحصول عليه علماً أن التخلي عن الإنسانية والنزول إلى البهيمية بضمان عدم الاعتداء على الغير لا يمنح الحصانة من المسألة الإلهية لمن سولت له نفسه ذلك لان الشارع المقدس قال " وكرمنا بني ادم على كثير ممن خلقنا " وقال " ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " وأهل المعرفة يؤكدون على أن التقويم الحسن في الظاهر بهذه الهيئة الترابية وفي الباطن بما أودع ولد ادم من ملكات ومشاعر وأحاسيس بالإضافة إلى القدرات والطاقات ولأن التنازل الكارثي الذي يقوم به البعض لا يعني موت الضمير والتعامل بجشع ووحشية مع الآخرين من غير الدائرة الضيقة ممن يرتبطون به فحسب بل قطعاً يحدث مع الزوجة والأولاد والأخوة وحتى الوالدين لهذا فهو عرضة للمسألة الإلهية التي لا تخلو من عقاب في الدنيا أو الآخرة . ولهذا عد الإسلام البهيمية مقابل الإنسانية 
بالمقابل لا ينكر إننا نعيش زمن لا يكاد ينجو فيه إلا من حضر فلم يُعد وغاب فلم يُفتقد يكاد يكون لا مكان فيه إلا لذوي العلاقة والجيوب المنتفخة والذين لا يمكن نعتهم سوى بالطبقات الطفيلية التي ما إن تسيطر على المرافق الحيوية حتى تبدأ ببث سمومها وهذا ليس تشاؤماً ولا بهتان بل حقيقة يقرها البعض ويرفضها الآخر وكل حسب إنسانيته وبهيميته إلا أن الثابت والمؤكد أننا مطالبون بالحفاظ على إنسانيتنا وعدم تضييعها لان أي مكسب بمستوى تضييعنا لا وهبنا الله من نعمة وهي دعوة كي لا نبيع بـ..." أبخس الأثمان "

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد العقيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/05



كتابة تعليق لموضوع : أبخس الأثمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net