صفحة الكاتب : حيدر فوزي الشكرجي

الأشهر السبع العجاف...
حيدر فوزي الشكرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من عطف الرحمن علينا وحكمته "سبحانه وتعالى" أن لا تمر مصيبة على قرية أو مدينة إلا جعل لها دلائل ومسببات تسبقها فأن انتبه سكانها كانت لهم السلامة، ومن أمثلة ذلك قحط أهل مصر فجعل دلالته حلم فرعون  وتفسيره عند نبي الله يوسف"عليه السلام" لحكمة ابتغاها سبحانه وتعالى.
في عراق اليوم كل الدلائل تؤكد صعوبة الفترة القادمة فمن عدو ذو عمق دولي وجذور ممتدة في المنطقة، وجد الحاضن والبيئة الملائمة لإرسال رسائل بشعة الى كل العالم عن طريق جرائمه في العراق، إلى سلطة تنفيذية أخذتها العزة بالإثم فلا تعترف بأخطائها ولا تعمل على أصلاحها.
ففساد منتشر في كل الدوائر والمؤسسات الحكومية إلى جهاز أمني مخترق وخطط أمنية فاشلة لم تستخدمها أية دولة سابقا في محاربة الإرهاب، وسياسة تعتمد على إشعال الأزمات وقذف الآخرين بالتهم لتغطية أدائها فاتهام رئيس مجلس النواب الحالي أسامة النجيفي بالبعث والإرهاب مع انه وصف سابقا من متهميه بالرجل الكفوء النزيه الذي لم ينتمي مطلقا إلى حزب البعث!!!
واجتثاث صالح المطلك ثم استثنائه من قانون المسائلة والعدالة وجعله نائبا لرئيس الوزراء!! واتهام مشعان الجبوري بالفساد ثم الإرهاب و تبرئته من جميع التهم الموجهة أليه ودعمه في الانتخابات!!
والكثير الكثير من التهم والإشاعات حتى أختلط الحابل بالنابل عند المواطن البسيط ولم يعد يعرف المجرم من الضحية فمجرم اليوم حاكم الغد والعكس صحيح.
أضافه إلى الاستهداف المستمر للسلطة التشريعية وإيهام المواطن أن كل مشاكله بسببها والسبب واضح هو محاولة العودة للدكتاتورية، فمع أن الحكومة تملك أكبر كتلة في البرلمان إلا أنها كتلة ذات تصرفات متناقضة، فبينما تظهر على وسائل الإعلام منادية بالوقوف مع المواطن إلا أنها تعمل داخل البرلمان على عرقلة أغلب القوانين التي تصب في مصلحته أو توقفها الحكومة بنفسها إذا نجحت بقية الكتل في إقرارها، والأدلة على ذلك كثيرة فمن منحة الطلبة إلى قانون تخفيض رواتب الرئاسات الثلاثة، وقانون التقاعد الموحد، وقانون رعاية الطفولة، والبصرة عاصمة اقتصادية، وتأهيل ميسان، وآخرها إلغاء تقاعد البرلمانين، فهم صرحوا أنهم مع القانون لكنهم لم يتنازلوا عن رواتبهم بحجة أن التنازل غير قانوني إلا بقانون وقامت دولة المواطن بجمع التواقيع للتصويت إلا أن الكثير منهم رفض التوقيع!!!
وإرباك البرلمان بطرح قوانين بصيغ غير دستورية أو منطقية مثل قانون البنى التحتية الذي طرح بدون توضيح أو ذكر آلية التنفيذ والتعاقد مع الشركات مما يجعله لو أقر بهذه الصيغة أسلوبا جديدا للسرقة والفساد.
وقانون تجريم البعث الذي لم توضح فقراته وفرقه عن قانون المسائلة والعدالة الذي اجهض من قبل الحكومة باستثناء خمس وعشرون الف شخص من الاجتثاث !!!
أضافه إلى اطلاق وعود وامتيازات قبل كل انتخابات أغلبها لا توجد أمكانية لتفيذها، مثلا زيادة رواتب موظفي الدولة دون الرجوع للبرلمان وهو ما لا يمكن حدوثه إلا بعد الانتخابات النيابية وعند مناقشة الميزانية، وغيرها من المواقف التي تدلل على التخبط و غياب الرؤية الواضحة. 
وبالعودة إلى سبب صعوبة الأشهر القادمة واختلافها عن باقي سنينا العجاف، أن الطرفين القاعدة والحكومة ترغب في تأجيل الانتخابات القادمة مهما بلغ الثمن، القاعدة لضرب العملية الديمقراطية في البلد، والحكومة لكسب الوقت ومحاولة التأثير على الشارع العراقي لتغيير نتائج الانتخابات لصالحها، وممكن للطرفين النجاح في حال أعلنت حالة الطوارئ في البلد فهذا من شأنه إيقاف عمل البرلمان وتأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى.
لذا ممكن أن نقول أن الانتخابات القادمة ليست كمثيلاتها، وان نتيجتها لن تكون لأربع سنين فقط بل أنها ستؤثر على مسار تاريخ العراق الحديث لفترة قد تتجاوز الربع قرن القادم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر فوزي الشكرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/25



كتابة تعليق لموضوع : الأشهر السبع العجاف...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net