صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

سلسلة مقالات ساخره بين الجسرين على كورنيش طويريج تاملات واحلام وثرثرة فقراء
قاسم محمد الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

صباحا بعد صلاة الفجر ابقى مستيقظا انتظر بزوغ الشمس ليوم جديد وتنتابني افكار -- واحلام -- وامنيات --- ويطرق بابي صديقي هيا للعمل -- ويبدا العمل – استمع خلاله لكلمات النفاق -- والكذب والدجل المفتعل --- وتعليمات واوامر وشروط الدكتاتورمدير العمل --- وتهمل المقل --  والقلب يمتلئ بالقيح المبتذل --  اعود بعد الظهر للبيت وطفلي يرغب الاطفه بحلو الجمل --- ويطلب مني دمية كدمية بنت جيراننا امل -- وابنتي تطلب مني حجابا.. وامها تقول ماعندنا بصل --  أضطر ترك البيت لابحث بعد الظهر عن عمل --- ومساء في مقهى من مقاهي الكورنيش بين الجسرين --- اتوجه مع صديقي لمقهانا المفضل -- بجانب فوهة المجاري والمياه الثقيله -- نجلس على مصاطب مكسوره --- عرجاء --- امام شاشة اشبه بمطار البعوض --- نستجمع افكارنا --- همومنا --- قهرنا -- احيانا نهرب للدومينو واحيانا نراجع ديوننا -- أأأأأأأأخ  ياديوننا --- نخصمها من دخلنا يكون الناتج ناقص 50%  --- نراجع طلبات البيت -- فواتير الكهرباء والمولده والماء -- يصبح الناتج 150% --- نضع يدنا اليسرى على خدنا الايسر..نغمض اعيننا رغم لدغات البعوض.. نستخرج احتياطي ادمغتنا...نعض على شفاهنا ... نفكر ... ونفكر...ونفكر... نسينا صلاتنا...نختنق بالاحلام .. نتحسر ... مرة اخرى نغمض اعيننا .. وتارة نفتحها ...  نتأمل ... نتأمل ... نتأمل ... تتجه اناملنا ... لتمسك القلم ... نبحث عن الورقه البيضاء ... فتهرب ..  نضطر نتجه نحو ورقة سمراء(كارتون) لندون عليها حساباتنا ... ونكتب 25% ابوعبد – 15% ام امل – 25% جيراننا – 35% البقال – 25% طبيب الاطفال – 75% ديون مصرفيه وسلف القروض الميسره --- اصبح الناتج - 200% --- وبقيت ابنتي بلا حجاب – وطفلتي بلا العاب --- والمال والبصل من بيتي غاب .. عن النظر-- ولم استطع شراء كيلو البصل --- فاجاني صديقي وهو يقول --- اترك ديونك والبصل  --- الاخبار--- على شاشة مطار البعوض --- من البرلمانيين الذين لم يحضروا جلسات البرلمان مجازين رسميا --– قال صديقي – احنه الموضفين حين نطلب اجازه للعمره --- اكثر من عشرين يوم --- نعتبر غياب ويقطع الراتب -- وهذا كاعد بالخارج ومعتمد يسلمه راتبه --- ولا حساب ولا كتاب --- فقلت --- وهكذا اكلت اسماك القرش الكبيره – الاسماك الصغيره .. فقال لي صاحبي.. أكمل ديونك وحسابك خويه .. اخبار التلفزيون كلها تقهر .. فقلت له تحضرني حكمه تقول (ظم القرش الابيض ليومك الاسود) .. فرد علي صديقي .. (من دبش) .. (أترجاك احلم واحسب ديونك مع نفسك .. دوختنه —انته ولاعابة بنتك – وبصلتك -- وخبزتك).. وفعلا اخذت اكلم نفسي حتى لم اساله عن معنى (دبش) .. حيث فهمت من هذه الحكمه ..ان على الانسان الطبيعي بشكل عام ..ان يقتصد في معيشته ويوفر ما استطاع من دخله ,, طيلت الايام البيضاء--- فربما تسوء حالته وياتيه يوم اسود .. فيضر به .. او بعياله, اوبماله , الذي وفره في الايام البيض ... فيرشه بالدهن فيجعله رمادي اوربما ابيض .... تالله انها حكمة حكيمه .. ولكن صلاحيتها انتهت --- بكل تاكيد كما اسلفت في حساباتي .. فسمك القرش وضع قانونا للسمك الصغير فجعلوه يقفز خارج الماء .. خشية ان ياكله فيجد نفسه في الهواءيواجه الموت .. فيعود للماء طالبا بعض الاوكسجين .. وما ان يتنفس بضع ذرات , حتى يرى فك القرش يريد تمزيقه , فيقفز في الهواء مرة اخرى .. وهكذا.. دواء لك – او – قاتل لك ... أيام سوداء تمر في حياتنا .. فاخذت هذه الحكمه حيزا في مخيلتي , لعلي اوفر مااستطيع توفيره عملا بهذه الحكمه .. فكلما اريد تجاهلها تعود وترغمني على التفكير بها .. ومراجعة حساباتي .. وهكذا يوميا في مقهاي المفضل .. لعلي اوفر قرشا رمادي .. لايامي السوداء.. فكيف بايام المعدمين , اللذين لا يجدون القرش, والقرش قد يكون بلاء عليهم , فياكلهم قبل ان يفرون هاربين , لا اعلم لقد انحرفت تاملاتي واحلامي , وتحولت الى ثرثره مفلس ... ولا اعلم هو حسد ام (ضيجة عين) او ربما الاثنين معا... فبدات ثرثرتي باصحاب الارقام الفلكيه .. ويصح القول عنها ضوئيه, تلك التي يكون عن يمينها سرب من الاصفار , مزركشة برمز الدولار او الدينار, وليس الين الياباني نصيب بين هذه الرموز ... فاقول في نفسي الاماره بالسوء(ماذا سيفعلون بكل هذا المال ) , سمعني احد الجالسين من غير ان احس.. بان صوتي مرتفع .. وهنا فاجاني ونحن جالسين على المصاطب المكسوره .. أين وصلت بماذا تفكر ..؟ قلت .. متسائلا , ماذا يحتاج الانسان ليعيش عيشة كريمه ... حسب قول فقهاء الكرامه العربيه , ورجال الدوله العراقيه , وهنا اشترك الجالسين في الاجابه ... بيت , وسياره مصفحه . وحذاء جوتي من اسواق لندن . وسهرات بملاهي اسطنبول مع الفاتنات ... اموال في البنوك وعقارات ... ووووووووووولايشبعون .. ولايكتفون , وكلهم صحتهم جيده , راضية عنهم وزارة الخارجيه الامريكيه, وبعضهم عندهم اسهم هنا وهناك , وحمايتهم رجال مدرعين بالعضلات ... ومدير اعمال منافق .. وسكرتير خريج اكاديمية الكذب والمراوغه , وبعض الحسابات والتقديرات , وجدت ان خمسون مليون دولار تكفي .. لوجود كل ماهو مذكور اعلاه . اذا لماذا يجمعون هذه الملايين ..؟  ويرشحون للبرلمان كل حين.؟ .. السؤال لايعني غير المسلمين حتما .. تشمل فقط العراقيين المسلمين ... والاسئله التي تدورفي خلدي كثيره , باسم الحريه ,, واظن ان الشيطان من زرعها في راسي .. هل هناك حياة ثانيه بعد وفاتنا غير حيات البرزخ ويوم القيامه والجنه او النار.؟؟

هل اصحاب الارقام الجنونيه ... يعلمون شيئا لا نعلمه فيجعلهم حريصين بل مستميتين على جمع اكبر قدر ممكن من المال .؟ قبل موتهم ...هل هناك شركه او وسيله نجهلها . ستحول لهم ارصدتهم واملاكهم واموالهم الى حيث سيذهبون في اخرتهم ..؟ هل اكتشف العلماء دواء للخلود ..؟ .. تدور .. وتدور .. تحوم 00 وتحوم اسئلة لا اجد لها اجابات ..لا في الكتب .. ولا في راسي..ولا تحت الوساده .. لاترك ثرثرتي واعود لحساباتي .. وتدبير حياتي .. لعلي اعالج افلاسي .. لان المطلوب مني ان اعيش واكافح واعمل , ولا اشغل نفسي في متاهات الكلام .. الذي لاينفعني .. لانهم بلا احساس , ولايعيرون هما لمصيبتي انا وامثالي الكثيرين .. داهمنا النعاس فاضطررنا مغادرة المقهى انا ومن معي ... وصلت بيتي..وضعت راسي على وسادتي ..عاودت مخيلتي افكارتسلطيه التي تراود اليائسين .. فتعوذت من الشيطان الرجيم ... وعدت لطلبات عائلتي .. حجاب ابنتي .. ولعبة صغيرتي .. وبصلا لام بيتي , فهي لم تطلب عطرا من اسواق (الافراح الطويرجاويه ) بل طلبت مستلزمات الطبخ ...(انتهت احلام اليقظه )... تغلب علي النوم , ولكن هل نمت فعلا ... بدا صراعي من جديد مع (احلام النوم) ... فوجد ت نفسي في الصحراء بين القبور...احفر حفرة لاخرتي.. فصادفتني افعى فهربت وغيرت مكاني . فحفرت ثانية وفي النصف .. جاءتني وكانها نفس الافعى...فغيرت مكاني لمسافه ابعد . وتكررت الحاله ثلاث مرات , وفي الحفره الرابعه .. اكملت حفر القبر-- واللحد, ونمت في اللحد , انادي الماره وهم كثيرون .. اترجاهم واتوسل اليهم ليدفنوني.. الكثير منهم ساخرين مني وهم بسياراتهم الفخمه وحماياتهم ... لت حتى هنا علي متكبرون, ولا يسلمون , والسلام عباده ومن مميزات المسلمين ..اليس قبرهم مثل قبري – ولحدهم مثل لحدي – فعاودت النوم في لحدي .. وفجأة حضر اطفالي واقفين على قبري.. ينادون ..ويسالون ..؟ ابنتي بابه اين حجابي –--- وطفلي الصغير اين لعبتي ---– ففزعت من نومي ... وتعوذت من الشيطان الرجيم ... وصليت فجرا... وهكذا ايامي ... ابقى معدم فقير... يحلم ... ويحلم ... ويحلم ...وهل حرام الاحلام .. في يقضتي والمنام ... والسلام لمن يرغب السلام ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/18



كتابة تعليق لموضوع : سلسلة مقالات ساخره بين الجسرين على كورنيش طويريج تاملات واحلام وثرثرة فقراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net