بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ{100}
نستقرأ الاية الكريمة في موضعين :
1- ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ) : يشير النص المبارك الى انه لا ايمان لنفس الا بأذن الله تعالى , فيجب على كل نفس ان طلبت الايمان ان تطلبه في مواضعه , وتبحث عنه بين اهله , بصدق النية واخلاص العمل , وما يكون من الله تعالى الا الاذن والتوفيق والتسديد .
2- ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) : هناك قولان في الرجس , وكلاهما ينطبق مع ما اشار اليه النص المبارك :
أ) الرجس = العذاب . "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي , تفسير الجلالين للسيوطي " .
ب) الرجس = الشك . "تفسير البرهان ج3/السيد هاشم الحسيني البحراني ".
قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ{101}
نستقرأ الاية الكريمة في موردين :
1- ( قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : النص المبارك يخاطب اهل مكة كما يرى السيوطي في تفسير الجلالين بشكل خاص , لكن الخطاب يعمم الى جميع الناس .
2- ( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ) : يشير النص المبارك الى ان ايات الله تعالى ودلائل ربوبيته وبراهين الوهيته وقدرته ونذره ( الرسل والانبياء"ع") لا تنفع قوما لا يؤمنون به جل وعلا .
فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ{102}
نستقرأ الاية الكريمة في موقفين :
1- ( فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ ) : مثل ما وقع بهم من الهلاك والعذاب , وهو جل ما يستحقونه بظلمهم وكفرهم وطغيانهم .
2- ( قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) : هناك طرفان :
أ) الطرف الاول : ينتظر حلول الفرج وهم المؤمنون .
ب) الطرف الثاني : ينتظر حلول العذاب وهم الكافرون والمشركون .
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ{103}
نتأمل الاية الكريمة في موردين :
1- ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) : يشير النص المبارك الى الطرف الاول اعلاه , فينجيهم الله تعالى ويوافيهم الفرج والنجاة من العذاب .
2- ( كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ) : نستقرأ النص المبارك في موقفين :
أ) كما انجى الله تعالى رسله وانبياءه والمؤمنين من العذاب الذي وقع على اممهم , كذلك سينجي نبيه الكريم محمد (ص واله) ومن امن معه من العذاب الذي سيحل بالمشركين .
ب) تضمن النص المبارك وعدا الهيا بنجاة المؤمنين , وذلك يشمل كل زمان ومكان , ولا يقتصر على زمان ومكان محددين .
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{104}
توجه الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) ليخاطب الناس قائلا :
1- ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي ) : ان كنتم في شك وريب من صحة وسلامة الدين الذي جئتكم به , فأعرضتم عنه , ولم تؤمنوا به .
2- ( فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ) : فلا اعبد ما تعبدون من الاصنام وغيرها .
3- ( وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ) : لكني اعبد الله تعالى الخالق لكل شيء , والمقتدر على كل شيء , وخصت ( الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ) للتهديد . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .
4- ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) : من المصدقين بالتوحيد وكل ما جاء من عند الله تعالى .
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{105}
نطرح رأيين حول الاية الكريمة :
1- انها تأمر النبي الكريم محمد (ص واله) ان يتوجه بكل جوارحه للاسلام , غير مائلا الى اليهودية او النصرانية وغيرها , والاية الكريمة وان خاطبت النبي الكريم محمد (ص واله) , الا ان المعني بها عموم المسلمين .
2- أن محكية بصيغة الامر ، والمعنى أمرت بالاستقامة والسداد في الدين بأداء الفرائض والانتهاء عن القبايح . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , وذهب السيوطي في تفسير الجلالين الى مثلها" .
وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ{106}
تستمر الاية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة , فتخاطب النبي الكريم محمد (ص واله) والمعني بها الناس , ( وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ ) , ان عبدته , ( وَلاَ يَضُرُّكَ ) ان خذلته ولم تعبده , ( فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ ) .
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{107}
تبين الاية الكريمة ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ ) كالفقر والفاقة , المرض والبلاء وغيرها , ( فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ ) , لا يدفعه الا الله تعالى , ( وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ ) , كل ما طاب وحلّ , ( فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ ) , لا يمكن لاي احد مهما كانت قوته وجبروته من دفع فضله جل وعلا , ( يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه ) , بالخير , ( وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) , يمكننا استقراء النص المبارك في موردين :
1- أ) الغفور : الذي تكثر منه المغفرة أي يغفر الذنوب و يتجاوز عن العقوبة و اشتقاقه من الغفر و هو الستر و التغطية و سمي المغفر به لستره الرأس . "المقام الاسنى في تفسير الأسماء الحسنى لأبراهيم بن علي الكفعمي ".
ت) الرحيم : الرحيم اسم عام بصفة خاصة . "المقام الاسنى في تفسير الأسماء الحسنى لأبراهيم بن علي الكفعمي ".
2- يستفاد من النص المبارك ايضا انه يدعو الى عدم اليأس من طلب مغفرته ورحمته جل شأنه .
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ{108}
توجه الاية الكريمة الرسول الكريم محمد (ص واله) ان يخاطب الناس عامة واهل مكة خاصة , وتضمنت اربعة مواقف للتأمل :
1- ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ) : الحق الثابت البين , فلا يمكنكم معه الاعراض عنه وانكاره , فلزم ان تؤمنوا به .
2- ( فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) : يشير النص المبارك الى ان من اختار الهدى , الايمان والطاعة , فأن مرد ذلك عائد اليه بالنفع والخير والثواب .
3- ( وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) : يشير النص المبارك الى ان من اختار النقيض من الايمان , فأن مرد ذلك ووباله عليه .
4- ( وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) : بحفيظ موكول إلي أمركم ، وحملكم على ما أريد ، إنما أنا بشير ونذير . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ{109}
تخاطب الاية الكريمة الرسول الكريم محمد (ص واله) , وتتضمن اربعة مواقف للتأمل :
1- ( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ) : امتثالا لأوامره جل وعلا وتبليغا لها وتطبيقها .
2- ( وَاصْبِرْ ) : على اذاهم وتهمهم ودعاويهم ... الخ .
3- ( حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ ) : حتى يحكم الله تعالى لك بالغلبة لك عليهم .
4- ( وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) : الله جل وعلا لا يحكم الا بالحق والعدل .
وقد صبر حتى حكم على المشركين بالقتال وأهل الكتاب بالجزية . "تفسير الجلالين للسيوطي".
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ{100}
نستقرأ الاية الكريمة في موضعين :
1- ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ) : يشير النص المبارك الى انه لا ايمان لنفس الا بأذن الله تعالى , فيجب على كل نفس ان طلبت الايمان ان تطلبه في مواضعه , وتبحث عنه بين اهله , بصدق النية واخلاص العمل , وما يكون من الله تعالى الا الاذن والتوفيق والتسديد .
2- ( وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) : هناك قولان في الرجس , وكلاهما ينطبق مع ما اشار اليه النص المبارك :
أ) الرجس = العذاب . "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي , تفسير الجلالين للسيوطي " .
ب) الرجس = الشك . "تفسير البرهان ج3/السيد هاشم الحسيني البحراني ".
قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ{101}
نستقرأ الاية الكريمة في موردين :
1- ( قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : النص المبارك يخاطب اهل مكة كما يرى السيوطي في تفسير الجلالين بشكل خاص , لكن الخطاب يعمم الى جميع الناس .
2- ( وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ) : يشير النص المبارك الى ان ايات الله تعالى ودلائل ربوبيته وبراهين الوهيته وقدرته ونذره ( الرسل والانبياء"ع") لا تنفع قوما لا يؤمنون به جل وعلا .
فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ{102}
نستقرأ الاية الكريمة في موقفين :
1- ( فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ ) : مثل ما وقع بهم من الهلاك والعذاب , وهو جل ما يستحقونه بظلمهم وكفرهم وطغيانهم .
2- ( قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) : هناك طرفان :
أ) الطرف الاول : ينتظر حلول الفرج وهم المؤمنون .
ب) الطرف الثاني : ينتظر حلول العذاب وهم الكافرون والمشركون .
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ{103}
نتأمل الاية الكريمة في موردين :
1- ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) : يشير النص المبارك الى الطرف الاول اعلاه , فينجيهم الله تعالى ويوافيهم الفرج والنجاة من العذاب .
2- ( كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ) : نستقرأ النص المبارك في موقفين :
أ) كما انجى الله تعالى رسله وانبياءه والمؤمنين من العذاب الذي وقع على اممهم , كذلك سينجي نبيه الكريم محمد (ص واله) ومن امن معه من العذاب الذي سيحل بالمشركين .
ب) تضمن النص المبارك وعدا الهيا بنجاة المؤمنين , وذلك يشمل كل زمان ومكان , ولا يقتصر على زمان ومكان محددين .
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{104}
توجه الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) ليخاطب الناس قائلا :
1- ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي ) : ان كنتم في شك وريب من صحة وسلامة الدين الذي جئتكم به , فأعرضتم عنه , ولم تؤمنوا به .
2- ( فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ) : فلا اعبد ما تعبدون من الاصنام وغيرها .
3- ( وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ) : لكني اعبد الله تعالى الخالق لكل شيء , والمقتدر على كل شيء , وخصت ( الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ) للتهديد . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .
4- ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) : من المصدقين بالتوحيد وكل ما جاء من عند الله تعالى .
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{105}
نطرح رأيين حول الاية الكريمة :
1- انها تأمر النبي الكريم محمد (ص واله) ان يتوجه بكل جوارحه للاسلام , غير مائلا الى اليهودية او النصرانية وغيرها , والاية الكريمة وان خاطبت النبي الكريم محمد (ص واله) , الا ان المعني بها عموم المسلمين .
2- أن محكية بصيغة الامر ، والمعنى أمرت بالاستقامة والسداد في الدين بأداء الفرائض والانتهاء عن القبايح . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , وذهب السيوطي في تفسير الجلالين الى مثلها" .
وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ{106}
تستمر الاية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة , فتخاطب النبي الكريم محمد (ص واله) والمعني بها الناس , ( وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ ) , ان عبدته , ( وَلاَ يَضُرُّكَ ) ان خذلته ولم تعبده , ( فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ ) .
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{107}
تبين الاية الكريمة ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ ) كالفقر والفاقة , المرض والبلاء وغيرها , ( فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ ) , لا يدفعه الا الله تعالى , ( وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ ) , كل ما طاب وحلّ , ( فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ ) , لا يمكن لاي احد مهما كانت قوته وجبروته من دفع فضله جل وعلا , ( يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه ) , بالخير , ( وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) , يمكننا استقراء النص المبارك في موردين :
1- أ) الغفور : الذي تكثر منه المغفرة أي يغفر الذنوب و يتجاوز عن العقوبة و اشتقاقه من الغفر و هو الستر و التغطية و سمي المغفر به لستره الرأس . "المقام الاسنى في تفسير الأسماء الحسنى لأبراهيم بن علي الكفعمي ".
ت) الرحيم : الرحيم اسم عام بصفة خاصة . "المقام الاسنى في تفسير الأسماء الحسنى لأبراهيم بن علي الكفعمي ".
2- يستفاد من النص المبارك ايضا انه يدعو الى عدم اليأس من طلب مغفرته ورحمته جل شأنه .
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ{108}
توجه الاية الكريمة الرسول الكريم محمد (ص واله) ان يخاطب الناس عامة واهل مكة خاصة , وتضمنت اربعة مواقف للتأمل :
1- ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ) : الحق الثابت البين , فلا يمكنكم معه الاعراض عنه وانكاره , فلزم ان تؤمنوا به .
2- ( فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) : يشير النص المبارك الى ان من اختار الهدى , الايمان والطاعة , فأن مرد ذلك عائد اليه بالنفع والخير والثواب .
3- ( وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) : يشير النص المبارك الى ان من اختار النقيض من الايمان , فأن مرد ذلك ووباله عليه .
4- ( وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) : بحفيظ موكول إلي أمركم ، وحملكم على ما أريد ، إنما أنا بشير ونذير . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ{109}
تخاطب الاية الكريمة الرسول الكريم محمد (ص واله) , وتتضمن اربعة مواقف للتأمل :
1- ( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ) : امتثالا لأوامره جل وعلا وتبليغا لها وتطبيقها .
2- ( وَاصْبِرْ ) : على اذاهم وتهمهم ودعاويهم ... الخ .
3- ( حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ ) : حتى يحكم الله تعالى لك بالغلبة لك عليهم .
4- ( وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) : الله جل وعلا لا يحكم الا بالحق والعدل .
وقد صبر حتى حكم على المشركين بالقتال وأهل الكتاب بالجزية . "تفسير الجلالين للسيوطي".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat