الاعلام ينخر جسد الدولة
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صادق غانم الاسدي

مايجري لعموم دول العالم وخصوصا اليوم من اخفاقات وانجازات على المستوى الامني والذي يلقي بضلاله على الجوانب السياسية والاقتصادية يأتي عبر وسائل الاعلام لما تحتله من مكانة مرموقة وسامية في اوساط المجتمعات العربية والدولية وبانَ تأثيرها على الساحة السياسية والسيطرة على العقول والتناغم بأحاسيس المجتمع عن طريق اطلاق الخطابات ونقل الحقائق وتأريخ الحدث الاني , ومانراه من ربيع ثوري على أنظمة الحكومات العربية وسقوط بعضها لايخلوا من حقيقة الاعلام ودوره الفاعل في قلع تلك الانظمة التي تربعت على اطلال المواطن العربي لفترات طويلة , وبما يشهده الاعلام من نهوض وارتقاء بتطور التكنلوجيا وايجاد المساحة الاعلامية المتاحه له بالتعبير وممارسة عمله وخصوصا بعد انتشار الاقمار الصناعية ونقل الخبر بوقت قياسي ,وتحسن المستوى المعاشي الاجتماعي والتطور الثقافي ,وضع الانسان للبحث والحصول على المعلومة بطرق كثيرة وسريعة , وما يهمنا من الامر اننا في العراق نعيش تلك الاحداث بعد ان اخذ الاعلام بلعب دورا تخريبيا عند بعض المؤسسات التي لايروق لها مشاهدة العراق شعبا وحكومة تمارس دورها في التداول السلمي للعملية السياسية وفتح افاق الحرية والتعبير بالنقد وكشف الفساد بطرق حضارية كما كفلها الدستور, (يقول الامام الخميني (قدس سره) السياسة تدار بعجلة الاعلام ) وبما ان الاعلام في العراق اليوم يعاني من ازداوجية كبيرة من بعض الفضائيات المضللة للحقيقة بعد ان وجدت لها مرتع وفسحة من التعبير استغلتها للتشهير ونخر العملية السياسية واسقاط رموزها لكي يبقى العراق في دائرة مغلقة لايستطيع الولوج منها للعالم المتحضر ,كما تحدثت قناة الشرقية والرافدين والحرة عن سرقة مليارات الدولارات من صفقة الاسلحة الروسية وروجت لها كثيرا , واستطاعت ان تتغلب على فكر المواطن ونجحت في تحوير القضية من مجرد وهم الى حقيقة رغم ظهور رئيس الوزراء بالاعلام متحدثاَ عن الصفقة وقال لم نجري صفقة ولم نسلم اي مبلغ , وصرح عدنان الشحماني عضو مجلس النواب المتحدث الرسمي عن التحقيق ونفى اي وجود لفساد وهدر مليارات الدولارات, من جانب اخر ان الفضائية الشرقية والبغدادية عبأت الشارع العراقي لموضوع اعتقال القوات الأمنية للنساء العراقيات دون التميز بين المرأة التي حملت البندقية واخفت المتفجرات وعن المرأة المشتبه بها , ونجحت ايضا في ايصال خطاباتها وتعبئة حماس الشارع للمطالبة باطلاق صراح المعتقلات والمعتقليبن دون التميز بالجرم المشهود , وطبل الاعلام من تشويه كل قضية تكتنفها مجرد الشبهات وتحويلها الى حالة فساد ينطلق منها لتأجيج مشاعر الناس ضد الحكومة ليعرقل البناء وبث روح اليأس في نفس المواطن من اجل التعامل مع الدولة باتجاه معاكس وعدم تنفيذ اجندتها وصيانة منجزاتها , ناهيك ما قالته قناة الرافدين في الخميس الماضي ان اشتباكات حدثت في منطقة الصالحية واغلقت منافذ المنطقة ولازال منع التجوال مستمرا فيها , حتى اصبحت افكار المواطن مشوه نتيجة السرد الاعلامي المعادي للحقيقة ومايسمعه من اخبار وتحليلات لاتصب مع تطلعاته في الاستقرار الامني بسبب قوة التأثير من تلك الفضائيات المدعومة اقليميا , واصبحنا كل يوم حينما نتجه الى اعمالنا نسمع محللين سياسين في المركبات العامة للنقل الخاص يفصٌل الواقع السياسي ويعطي صورة بان القيامة لاتقوم له لكثرة تشعبه وتعقيد المشهد السياسي ,حتى قال احدهم ( اقطع ايدي اذا الميزانية اتوقعت ) ,واكثر ما نصغي اليه بالاكراه هو حالة اليأس التي يعيشها المواطن لكثرة ما سمعه من الاعلام الذي اصبح ينقل السيىء واليأس ويتغافل عن الانجازات التي تحققها القوات الامنية , واستقرار الحالة الاقتصادية من بيع وشراء في معظم مناطق العاصمة وهذا مايلاحظه سكان مدينة بغداد من خلال رفع مئات الكتل الكونكريتية والبناء وفتح المجسرات , في الوقت الذي نثمن الجهود المبذولة من قبل بعض المؤسسات الاعلامية وهي تقوم بدور الامانة والنزاهة والتصدي لمحاربة الاشاعات ونقل المنجزات واطفاء نار الفتنة الطائفية وتكذيب الاخبار التي لاتتماشى مع طموحات واحلام العراقيين في بلد متنوع المكونات والاطياف , الاعلام امانة وعطاء ومسؤولية وطنية , ويؤسفني ما تقوم به بعض القنوات المعادية من تضخيم الحدث ونسف الجهود المخلصه ونقل الخبر اثناء التفجير باسرع ما يمكن من اجل الحصول على مبالغ مادية لايهمها الوطن والمواطن , وكل ذلك جعل جيلا كبيرا من المواطنين غير متافئلين بما يجري اليوم في العراق من تأثير الاعلام والقنوات الفضائية المعادية بعد ان نجحت في تضخيم الحدث وتمرير اهدافها الخبيثة باعطاء صورة ضبابية عن العراق من اجل ابعاد الشركات الاجنبية والكفاءات من القدوم لبناء العراق , الاعلام اليوم هو كلمة وصوت حر نابع من الضمير الذي يحاسبك في غفلة ويتذكر ان الله على كل شيىء رقيب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat