العرب خذلت غزة في الجهاد والماء والغذاء
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صادق غانم الاسدي

قطاع غزة يواجه بالفعل مأزقًا حقيقيًا ومعقدًا، تتشابك فيه الأبعاد الإنسانية والسياسية والأمنية بشكل عميق. هذا المأزق ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج عقود من الحصار والصراعات المتتالية التي أثرت بشكل مدمر على حياة المدنيين والبنية التحتية وقد اتخذ اهل غزة من المقاومين ايدلوجية في ترتيب حركتهم الجهادية بحفر خنادق طويلة ومحكمة لمواجهة أي طارىء مع الدولة الصهيونية .ورغم ان غزة عاشت حصار خانق وأزمة إنسانية متفاقمة ولم يقف معها اي عربي سني وحاكم حتى في ادخال زجاجة واحدة من الماء تراضيا مع الاسرائيليين لااقول كل السنة البالغة عددهم اليوم في مساحة العالم مليارين ونصف إلا ان هناك صيحات ومواقف خجولة نسمعها ونشاهدهها من هنا وهناك وهذا لايشكل عنفوان وقوة الدول العربية المتخاذلة والمطبعة امثال المغرب والبحرين وعمان والأردن ومصر وخليج البعران الزاحفين في كل عصر , الا ان انشاء الخنادق تكيفت معهم في مواجهة حقيقة لايمكن نكرها وكبدت العدو الاسرائيلي مئات القتلى ولم يحدث هذا الشيء منذ قيام ثورة فلسطين الكبرى عام 1936 وارعبت الاسرائيليين ,تُعد غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم ويعيش سكانها البالغة عددهم أكثر من مليونين شخص تحت حصار مستمر فرض قيودًا مشددة على حركة الأفراد والبضائع؛ هذا الحصار أدى إلى تدهور اقتصادي غير مسبوق مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى مستويات كارثية. المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات والبنية التحتية المدنية مثل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي في حالة يرثى لها. كل هذه العوامل تخلق بيئة من اليأس وتزيد من معاناة السكان الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.صراع لا يتوقف وعواقبه الوخيمة الصراعات العسكرية المتكررة تزيد من عمق المأزق. كل جولة تصعيد تترك وراءها دمارًا هائلًا، وآلاف الضحايا، ومئات الآلاف من المشردين. هذه الصراعات لا تدمر فقط المباني والبنية التحتية، بل تترك أيضًا ندوبًا نفسية عميقة لدى الأجيال الشابة التي لم تعرف سوى ويلات الحرب والحرمان. إعادة الإعمار غالبًا ما تكون بطيئة ومعقدة بسبب القيود المفروضة، مما يطيل أمد الأزمة ويزيد من صعوبة التعافي.غياب الأفق السياسي والحلول الدائمة, اسرائيل دخلت الحرب مع غزة وكأنها مع دولة تمتلك ترسانة نووية واسلحة متطورة وغواصات قتالية وطائرات حربية من طراز سوخوي تش مات 75, وسببت الم وجراحات لدى كافة السكان وتعاملت مع البنية التحتية والصحية والأنسانية اهداف حرب , وأسقطت عليها مئات القنابل المتفجرة ذات التأثير في العمق والتخريب بمساعدة امريكا وبريطانيا والمانيا, ربما يكون الجانب الأكثر إيلامًا في مأزق غزة هو غياب أي أفق سياسي حقيقي لحل دائم. الجهود الدولية غالبًا ما تقتصر على تهدئة الأوضاع أو تقديم مساعدات إنسانية مؤقتة، دون معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة. الانقسامات السياسية الداخلية والخارجية تزيد من تعقيد المشهد، وتجعل التوصل إلى حلول مستدامة يبدو بعيد المنال. المدنيون هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذا الجمود السياسي، حيث يجدون أنفسهم عالقين في دائرة لا نهائية من العنف والمعاناة. إن مأزق غزة هو دعوة ملحة للمجتمع الدولي للتحرك بجدية أكبر نحو إيجاد حلول جذرية تضمن كرامة وأمن وحقوق سكان القطاع، بعيدًا عن دائرة العنف والحصار.هل هناك جوانب معينة في هذا المأزق ترغب في التركيز عليها بشكل أكبر؟ رغم كل ما حققته اسرائيل من مذابح وتدمير البنايات وقتل الاطفال الا انها لاتستطيع القضاء على منظمة حماس نهائيا بسبب العقيدة والتماسك بين أعضاء هذه المنظمة مع انها تعرضت الى اغتيالات لقيادتها في داخل غزة وخارجها ولم يثني ذلك عن مواصلة جهادها ولو مدت لها يد العون والمساعدة المادية والاستخبارية بقدر ما حصلت عليه إسرائيل لتغيرت الكفة واصبح للقتال توازن وإعادة للفلسطينيين هيبتهم وتحكمها بقرار الصلح والهدنة , لكن لم نر ذلك في القريب سوى ارضاء الى الحكومة الاسرائيلية والتوسل لها في ترتيب عقد صلح بين الطرفين , هنالك امر حتمي هي زوال اسرائيل في الكتب المقدسة وهذا وعد رباني موعودون به اليوم او غدا ان شاء الله .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat