الفرق الإسلامية: الجهمية
السيد يوسف البيومي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الفرقة مثل غيرها من الفرق العديدة التي وقعت في التفسيرات الخاطئة والتأويلات المنحرفة التي لا علاقة لها بالعقائد الصحيحة وهذا كله يعود للكيد وحب الخلاف، ومن باب خالف تُعرف.
تعود تسمية هؤلاء نسبة إلى مؤسس هذه الفرقة وهو: "جهم بن صفوان السمرقندي".
ولد "جهم بن صفوان" في الكوفة و نشأ فيها، وقد سمي بهذا الأسم لأن ملامح وجهه تدل على العبوس، وقد صحب في الكوفة "جعد بن درهم" بعد قدومه إليها هارباً من دمشق وقد تأثر بتعاليم هذا الأخير. و بعد مقتل "جعد بن درهم" على يد "خالد بن عبد الله القسري" عام 105هـ واصل "جهم بن صفوان" نشر أفكاره و صار له أتباع إلى أن تم نفيه إلى ترمذ في خراسان.
وفي ترمذ أخذ بنشر مذهبه، ولهذا لقب بالترمذي، فانتشر في مدن خراسان، و خاصة في بلخ وترمذ. وقد قتل "جهم بن صفوان" عام 128هـ بعد اشتراكه مع "الحارث بن سريج التميمي" في الثورة على الدولة الأموية.
ومن أهم عقائد هذه الفرقة هو القول: بالجبر والتعطيل. وسوف أعرض لكم أهم ما تعتقد به هذه الفرقة من عقائد التي لا يمكن القبول بها، وهي على سبيل المثال لا حصر:
أولاً: يعتقد هؤلاء أن الجنة والنار تفنيان.
ثانياً: إن الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات.
ثالثاً: لا فعل لأحد على الحقيقة إلا لله عز وجل فقط، وأن العباد فيما ينسب إليهم من الأفعال كالشجر تحركهم الرياح، فإن الإنسان لا يقدر على شيء إنّما هو في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار وإنّما يخلق الأفعال فيه على حسب ما يخلق في الجمادات وتنسب إليه مجازاً كما تنسب إليها.(وهذه هي الجبرية أي أنه حتى الأفعال القبيحة تنسب إلى الله، ولا إرادة للبشر فهم أدوات بيد خالقهم والعياذ بالله).
رابعاً: يعتقدون أن الله لا في السماء ولا في الأرض ولا بينهما، وليس له أين ولا حيث ولا حد ولا طول ولا قصر ولا عرض ولا نهاية. ويقولون: إنه هواء، فهو عندهم داخل معهم في كل شئ لا كدخول الشيء في الشيء وخارج من كل شيء لا كخروج الشيء من الشيء فهو عندهم داخل فيهم وفي كل ذي روح على معناهم الذي وصفوا وتوهموا فيجب عليهم عند أنفسهم كما يوجبون على الناس أن يعبدوا ما هو فيهم وما في كل ذي روح من الهواء.(يعني أن الله ليس له شكل ولكنه شيء لطيف كالهواء فأردوا أن ينفوا التشبيه ولكنهم وقعوا فيه من خلال هذا التشبيه له، تعالى الله عما يصفون).
خامساً: يعتقدون بأنه لا وجود لـ "منكر ولا نكير" ولا يوجد عذاب القبر، وليس هناك ميزان، ولا صراط.
سادساً: ويعتقد هؤلاء أنك إذا قمت لكي تصلي يجب عليك أن لا تتوهم شيء، فإن توهمت شيئاً فقد كفرت.(يعني أي تفكير يأتي إلى ذهنك حال الصلاة هذا يؤدي بك إلى الكفر بالله، والعياذ بالله).
سابعاً: ومن عقائدهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما عرج به إلى السماء إنما عرج بروحه دون جسمه عن طريق الرؤيا. (وهذا يعني أن النبي (صلى الله عليه وآله) حلم في منامه بما حصل، ولم يعرج بجسده الشريف على الحقيقة).
ومجمل عقائد هذه الفرقة يجتمع في أمرين ـ كما أسلفنا ـ وهما: الجبر والتعطيل:
1 ـ الجبر: الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن الإنسان وإضافته إلى الله عز وجل. والجبرية على أصناف ـ وسوف نأتي على ذكر كل فرق (الجبرية) في مقالات منفصلة ومفصلة ـ وهي:
أ ـ الجبرية الخالصة: هي التي لاتثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل أصلاً.
ب ـ الجبرية المتوسطة: هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلاً.
ج ـ الجبرية مع القول بوجود قدرة مخلوقة: أي أن القدرة حادثة ومخلوقة من الله، ولهذه القدرة المخلوقة أثراً ما في الفعل البشري. وهذا لا يفرقها عن باقي الجبريين إذ أنه حين نقول القدرة حادثة ومخلوقة أي أن الفعل مخلوق لله عز وجل وهذا أيضاً من الجبرية.
2 ـ التعطيل: أي تعطيل الذات الآلهية عن التوصيف بصفات الكمال والجمال ومن هنا نجمت المعطلة.
وأخيراً، أدعو القارئ العزيز أن ينتظرنا إلى المقالة التالية لكي نتعرف أيضاً وأيضاً على فرقة جديدة، فإلى اللقاء بإذنه تعالى..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
السيد يوسف البيومي

تجدر الإشارة إلى أن هذه الفرقة مثل غيرها من الفرق العديدة التي وقعت في التفسيرات الخاطئة والتأويلات المنحرفة التي لا علاقة لها بالعقائد الصحيحة وهذا كله يعود للكيد وحب الخلاف، ومن باب خالف تُعرف.
تعود تسمية هؤلاء نسبة إلى مؤسس هذه الفرقة وهو: "جهم بن صفوان السمرقندي".
ولد "جهم بن صفوان" في الكوفة و نشأ فيها، وقد سمي بهذا الأسم لأن ملامح وجهه تدل على العبوس، وقد صحب في الكوفة "جعد بن درهم" بعد قدومه إليها هارباً من دمشق وقد تأثر بتعاليم هذا الأخير. و بعد مقتل "جعد بن درهم" على يد "خالد بن عبد الله القسري" عام 105هـ واصل "جهم بن صفوان" نشر أفكاره و صار له أتباع إلى أن تم نفيه إلى ترمذ في خراسان.
وفي ترمذ أخذ بنشر مذهبه، ولهذا لقب بالترمذي، فانتشر في مدن خراسان، و خاصة في بلخ وترمذ. وقد قتل "جهم بن صفوان" عام 128هـ بعد اشتراكه مع "الحارث بن سريج التميمي" في الثورة على الدولة الأموية.
ومن أهم عقائد هذه الفرقة هو القول: بالجبر والتعطيل. وسوف أعرض لكم أهم ما تعتقد به هذه الفرقة من عقائد التي لا يمكن القبول بها، وهي على سبيل المثال لا حصر:
أولاً: يعتقد هؤلاء أن الجنة والنار تفنيان.
ثانياً: إن الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات.
ثالثاً: لا فعل لأحد على الحقيقة إلا لله عز وجل فقط، وأن العباد فيما ينسب إليهم من الأفعال كالشجر تحركهم الرياح، فإن الإنسان لا يقدر على شيء إنّما هو في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار وإنّما يخلق الأفعال فيه على حسب ما يخلق في الجمادات وتنسب إليه مجازاً كما تنسب إليها.(وهذه هي الجبرية أي أنه حتى الأفعال القبيحة تنسب إلى الله، ولا إرادة للبشر فهم أدوات بيد خالقهم والعياذ بالله).
رابعاً: يعتقدون أن الله لا في السماء ولا في الأرض ولا بينهما، وليس له أين ولا حيث ولا حد ولا طول ولا قصر ولا عرض ولا نهاية. ويقولون: إنه هواء، فهو عندهم داخل معهم في كل شئ لا كدخول الشيء في الشيء وخارج من كل شيء لا كخروج الشيء من الشيء فهو عندهم داخل فيهم وفي كل ذي روح على معناهم الذي وصفوا وتوهموا فيجب عليهم عند أنفسهم كما يوجبون على الناس أن يعبدوا ما هو فيهم وما في كل ذي روح من الهواء.(يعني أن الله ليس له شكل ولكنه شيء لطيف كالهواء فأردوا أن ينفوا التشبيه ولكنهم وقعوا فيه من خلال هذا التشبيه له، تعالى الله عما يصفون).
خامساً: يعتقدون بأنه لا وجود لـ "منكر ولا نكير" ولا يوجد عذاب القبر، وليس هناك ميزان، ولا صراط.
سادساً: ويعتقد هؤلاء أنك إذا قمت لكي تصلي يجب عليك أن لا تتوهم شيء، فإن توهمت شيئاً فقد كفرت.(يعني أي تفكير يأتي إلى ذهنك حال الصلاة هذا يؤدي بك إلى الكفر بالله، والعياذ بالله).
سابعاً: ومن عقائدهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما عرج به إلى السماء إنما عرج بروحه دون جسمه عن طريق الرؤيا. (وهذا يعني أن النبي (صلى الله عليه وآله) حلم في منامه بما حصل، ولم يعرج بجسده الشريف على الحقيقة).
ومجمل عقائد هذه الفرقة يجتمع في أمرين ـ كما أسلفنا ـ وهما: الجبر والتعطيل:
1 ـ الجبر: الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن الإنسان وإضافته إلى الله عز وجل. والجبرية على أصناف ـ وسوف نأتي على ذكر كل فرق (الجبرية) في مقالات منفصلة ومفصلة ـ وهي:
أ ـ الجبرية الخالصة: هي التي لاتثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل أصلاً.
ب ـ الجبرية المتوسطة: هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلاً.
ج ـ الجبرية مع القول بوجود قدرة مخلوقة: أي أن القدرة حادثة ومخلوقة من الله، ولهذه القدرة المخلوقة أثراً ما في الفعل البشري. وهذا لا يفرقها عن باقي الجبريين إذ أنه حين نقول القدرة حادثة ومخلوقة أي أن الفعل مخلوق لله عز وجل وهذا أيضاً من الجبرية.
2 ـ التعطيل: أي تعطيل الذات الآلهية عن التوصيف بصفات الكمال والجمال ومن هنا نجمت المعطلة.
وأخيراً، أدعو القارئ العزيز أن ينتظرنا إلى المقالة التالية لكي نتعرف أيضاً وأيضاً على فرقة جديدة، فإلى اللقاء بإذنه تعالى..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat