صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

هكذا قال الحبشي محاوراً: فرددت متسائلاً..
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إن فرقة الأحباش هي مجموعة دينية تنتسب إلى أهل عامة من الناحية المذهبية، وهم في العقيدة من أتباع المذهب الأشعري، وقد نسب لهم هذا اللقب نسبة إلى شيخهم: «عبد الله الهرريّ، من مدينة هرر في بلاد الحبشة، المولود حوالي سنة 1328 هـ. ق، الموافق له: 1910م». 

 ففي أحد أيام الدراسة الجامعية، كان لي زميل منتسب لهذه الجماعة، ودخلنا في نقاش كحال كل الطلاب الذين يدرسون القانون والإدراة، فإنهم يتناقشون في شتى الأمور وحتى في المسائل الدينية والعقائدية.. ومن أحد المواضيع التي تناقشنا حولها موضوع المشيئة الإلهية، وفي رأي هؤلاء: إنّ كُلّ شيء متعلّق بمشيئة الله تعالى. 
ودليلهم على ذلك قوله تعالى: ((وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللهُ)). ومن هنا فإنّ أدخل الله أحدهم النار بمشيئته فهذا ليس ظلماً؛ لأنّ الناس ملك لله يفعل بهم ما يشاء؟! 
وبعد أن انتهى من استدلاله، نظرت إليه هنيهة، وقلت له سائلاً: على أية حال قد فهمت: أنّ الناس ما داموا ملكاً لله سبحانه، فله حقّ أن يفعل بهم ما يشاء، بما في ذلك تعذيبهم بالنار من دون سبب أو السبب؛ لأنه يملك رقابهم..؟! 
 فهل يا ترى إنّ ملاك الظلم ينحصر فقط بحيثية التصرّف في ملك الآخرين.. بحيث يقال: إنّ الله تعالى ما دام يتصرّف في ملكه فلا ظلم في البين؟! 
أم أن هناك ملاكاً آخر للظلم؟! 
وهو: أن المولى يقدم على معاقبة عبده من دون أن يفترض ارتكاب ذلك العبد لأيّ انحراف أو جريمة؟! 
والله سبحانه إذا أدخل الناس في نار جهنّم فمن جهة المالك الأوّل.. أي من جهة أنه مالكهم، ويقول قائلكم: إنه ليس ظالماً فذاك تصرف بما يملك؟! 
 فهل عمل مثل هذا يصدر عن حكيم؟! فهل من الحكمة تعذيب الناس بالنار من دون جريرة أو ذنب فقط؛ لأنه مالكهم، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على ضعف، وحاجة عند للتسلية والعياذ بالله، ومن جهة الملاك الثاني – أنه لا عقاب بدون ذنب – فيعتبر ذلك من الظلم، ولا يجوز ذلك في حقّ من كان عادلاً. 
فهل تقبل من والدك أن يضربك ضرباً مبرحاً مع أنك لم تعمد إلى عمل يحتم عليك العقاب؟! فردّ عليّ مجيباً: لا، لن أقبل.. 
فسألته: فكيف لا تقبل من أبيك الظلم؛ لأنه خلاف الحكمة، وتنسب الظلم إلى الله العادل الحكيم؟!! 
فلم يحرك ساكناً، فتركته ومشيت، و«هكذا قال الحبشي محاوراً: فرددت متسائلاً»..
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/25



كتابة تعليق لموضوع : هكذا قال الحبشي محاوراً: فرددت متسائلاً..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net