( الشيخ ) لا يباع ولا يشترى
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في مجتمعنا كلمة الشيخ تعني شيخ العشيرة أو من يرتدي العمامة البيضاء من رجال الدين ، وشيخ العشيرة هو كبير القوم الذي تحترمه عشيرته ، ويكون لها بمثابة ألأب الكبير، هو من يمثلهم في المحافل ، والمطالب بحقوقهم حسب العرف العشائري ، ويفترض في الشيخ أن يكون محترماً ومطاعاً بين أفراد عشيرته ، وعليه أن يكون قدوة لهم في الأخلاق الفاضلة ، ورجاحة العقل ، وسلامة المنطق ، وغير مطعون في خلقه وشرفه وسمعته ، يفتخر به أبناء عشيرته ويقدرون كلمته ، وله قدرة على حل مشاكل عشيرته ، وسفيرا لها مقبولا لدى العشائر الأخرى .
كذلك الشيخ رجل الدين عندما يرتدي العمامة البيضاء التي هي رمز ديني كبير عند المسلمين ، عليه أن يكون قدوة في الألتزام بمبادئ الدين الأسلامي الحنيف ، وأن يتمتع بدرجة علمية تؤهله أن يضع العمامة البيضاء على رأسه ليكون شيخاً دينياً ، لكننا اليوم وللأسف الشديد نرى أهانة للعمامة ، من بعض من يرتديها بغير ضوابط ، ومن بعض أدعياء الدين ، للأسف أرتداء العمامة أليوم أصبح أعتباطياً ، يرتديها كل من يشتهي من دون حساب بل يقوم بعض المجرمين اليوم من ألأرهابين أو غيرهم بأرتداء هذا الرمز الديني المحترم ، وبذلك يوجهون أهانة كبيرة لهذا الرمز الأسلامي المحترم ، عليه أدعو لوضع ضوابط من قبل المراجع الدينية السنية والشيعية ، ومن قبل المؤسسات الدينية الأخرى ، كمؤسسات الوقف الأسلامي ، لا تسمح بأرتداء العمامة ألا لمن يستحقها علمياً وأجتماعياً وأخلاقياً ، وعلى الدولة أن تتعاون مع المراجع والمؤسسات الدينية لغرض فرض عقوبات على من يرتدي العمامة من دون موافقة المراجع او المؤسسات الدينية ، بل أدعو ألى حجب هذا الرمز من كل رجل دين أنحرف عن المسار السليم للأسلام ، وأصبح فكره وفعله يجلب الأذى والضرر الى المسلمين ، كأن يدعو الى التكفير والقتل ، او يكون خطابه طائفيا ممزقاً لشمل الأمة ، ولا اعني من يدعو الى فكر جديد ضمن دائرة حرية الفكر ، بل المقصود من يدعو الى العنف والقتل والتكفير والطائفية ، وهذه المعايير تحددها جهات دينية وعلمية معتبرة ، لأن هذه الدعوات بعيدة عن الأسلام الأنساني الذي يدعو الى المحبة واحترام الاخر المختلف .
لقد أُستغلت العمامة من قبل أناس لا يستحقون حتى لمسها ، فكيف بهم وقد وضعوها على رؤوسهم ؟
شاهدنا من خلال الفضائيات ، وهي تسلط ألأضواء على المتجمعين في الأنبار والموصل وبعض المناطق الغربية شيوخاً معممين وهم مطلوبون للقضاء ، أو في وضعية لا يحسدون عليها عندما يدعون الى العنف والطائفية ويرفعون شعارات منظمة القاعدة وحزب البعث الدموي أوما يسمى ( الجيش الحر ) ، ورأينا ايضاً أشخاصاً يدّعون أنهم شيوخ عشائر ، لكنهم فاقدون لصفات المشيخة من غيرة على أبناء الشعب أو ألعشيرة ،أو من خلال دعواتهم الطائفية التي هي صدى لأجندات دول خارجية ، بسبب أصطفافهم مع أعداء العراق الذين يدعون الى الطائفية والقتل وتمزيق وحدة العراق ، وثمن هذه الدعوات المغرضة ، مئات وآلاف بل ملايين الدولارات يستلمها أصحاب هذه الدعوات المشبوهة ، ممن يدعي المشيخة الدينية او العشائرية ، لقد باع هؤلاء وطنهم وشعبهم بأبخس الأثمان ، سواء من أدعى أنه شيخ دين ، أو شيخ عشيرة ، ومن يبيع نفسه للمخابرات الخارجية يهون عليه أن يبيع وطنه أوعشيرته أو شعبه .
مثل هذه الشخصيات البائسة الذين يدّعون أنهم شيوخ عشائر، أو شيوخ دين ، ظهرت عندنا هذه الأيام ، على مستوى العراق والعالم الأسلامي ، وكان لبعض الحكومات والأنظمة الظالمة والعميلة للصهيونية الدور الكبير في تبني مثل هؤلاء الشيوخ ، المتلبسين بزي رجل الدين أو زي شيخ العشيرة ، وأبناء شعبنا العراقي ، وخاصة أبناء المنطقة الغربية ، يعرفون قبل غيرهم ، أن هؤلاء لا يملكون أي صفة أيجابية تؤهلهم لأن يكونوا شيوخاً ، سواء كانوا شيوخ عشائر او شيوخ دين ، بل بعض من يرتدي العمامة من هؤلاء هو من المراهقين أو الاطفال أوأصحاب التأريخ الأسود .
لقد أستطاعت قطر والسعودية ودول أخرى ، أن تشتري الكثير من هؤلاء الأدعياء ، وأصبحوا جنودا ينفذون أجندة هذه الدول الحاقدة على الاسلام والمسلمين ، أستجابة للمصالح ألأمريكية والصهيونية ، والحاقدين على العملية السياسية الديمقراطية الجديدة في العراق .
أنّ من يرتدي زي رجل الدين أو زي شيخ العشيرة بمجرد أن يبيع نفسه في سوق النخاسة يفقد مصداقيته ، وتنتفي عنه صفة شيخ دين أو شيخ عشيرة ، أنّ من يبيع العراق هو بائع لنفسه ، ويصبح أجيراً يتقاضى السحت الحرام ، لقد أستطاعت قطر والسعودية أن تشتري كثيرا من هذه النماذج الرخيصة ، بل أشترت رجالاً يدعون أنهم مراجع ، مثل الشيخ القرضاوي ، الذي باع نفسه لقطر واصبح من وعاظ السلاطين بامتياز ، لقد تحول القرضاوي الى مفتي لحكام قطر ، الذين يعملون وكلاء للصهيونية في الخليج ، قطر اليوم تعمل بالنيابة عن أسرائيل في تدمير بنى المجتمعات الاسلامية والعربية ، وتصرف الكثير من عائدات النفط القطري في تنفيذ المخططات التي تخدم أسرائيل ، وتصب في مصلحتها .
لقد أشترت قطر الكثير من أدعياء الدين ، او من يدعي أنه شيخ عشيرة ، وتسللوا الى تجمعات الانبار والموصل وسامراء وغيرها من المناطق ، وهؤلاء مدعومون من بعض السياسيين المشاركين في العملية السياسية الذين يحملون نفساً طائفياً ومرتبطون مع هؤلاء الشيوخ المزيفين بأجندات خارجية مشتركة ،هؤلاء جميعاً أستغلوا تجمعات الانبار والموصل ، واخذوا يمارسون دورهم التخريبي ، وتشويه سمعة أهلنا في المناطق الغربية ، من خلال دعواتهم لأعلان الحرب الطائفية ، خدمة لأسيادهم الذين أشتروهم بأبخس الأثمان ، وهؤلاء بالتأكيد مرفوضون من عشائرهم العربية الأبية ، ومرفضون من أهلنا سكان المناطق الغربية الذين يشعرون انهم جزء من العراق الواحد ، ويرفضون الطائفية أو تمزيق العراق تحت أي عنوان كان .
أن الشيخ الحقيقي سواء كان شيخ دين او شيخ عشيرة لا يُباع ولا ُيشترى ، والشيوخ الحقيقيون الذين نعتز ونفتخر بهم ، قد أعلنوا ولاءهم للعراق ولشعبه الأبي ، وهم الآن من يتصدى للمزيفين الأدعياء من الشيوخ ، الذين باعوا أنفسهم للأجنبي ، من أجل حفنة من الدولارات الخليجية .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي جابر الفتلاوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat