في مجتمعنا كلمة الشيخ تعني شيخ العشيرة أو من يرتدي العمامة البيضاء من رجال الدين ، وشيخ العشيرة هو كبير القوم الذي تحترمه عشيرته ، ويكون لها بمثابة ألأب الكبير، هو من يمثلهم في المحافل ، والمطالب بحقوقهم حسب العرف العشائري ، ويفترض في الشيخ أن يكون محترماً ومطاعاً بين أفراد عشيرته ، وعليه أن يكون قدوة لهم في الأخلاق الفاضلة ، ورجاحة العقل ، وسلامة المنطق ، وغير مطعون في خلقه وشرفه وسمعته ، يفتخر به أبناء عشيرته ويقدرون كلمته ، وله قدرة على حل مشاكل عشيرته ، وسفيرا لها مقبولا لدى العشائر الأخرى .
كذلك الشيخ رجل الدين عندما يرتدي العمامة البيضاء التي هي رمز ديني كبير عند المسلمين ، عليه أن يكون قدوة في الألتزام بمبادئ الدين الأسلامي الحنيف ، وأن يتمتع بدرجة علمية تؤهله أن يضع العمامة البيضاء على رأسه ليكون شيخاً دينياً ، لكننا اليوم وللأسف الشديد نرى أهانة للعمامة ، من بعض من يرتديها بغير ضوابط ، ومن بعض أدعياء الدين ، للأسف أرتداء العمامة أليوم أصبح أعتباطياً ، يرتديها كل من يشتهي من دون حساب بل يقوم بعض المجرمين اليوم من ألأرهابين أو غيرهم بأرتداء هذا الرمز الديني المحترم ، وبذلك يوجهون أهانة كبيرة لهذا الرمز الأسلامي المحترم ، عليه أدعو لوضع ضوابط من قبل المراجع الدينية السنية والشيعية ، ومن قبل المؤسسات الدينية الأخرى ، كمؤسسات الوقف الأسلامي ، لا تسمح بأرتداء العمامة ألا لمن يستحقها علمياً وأجتماعياً وأخلاقياً ، وعلى الدولة أن تتعاون مع المراجع والمؤسسات الدينية لغرض فرض عقوبات على من يرتدي العمامة من دون موافقة المراجع او المؤسسات الدينية ، بل أدعو ألى حجب هذا الرمز من كل رجل دين أنحرف عن المسار السليم للأسلام ، وأصبح فكره وفعله يجلب الأذى والضرر الى المسلمين ، كأن يدعو الى التكفير والقتل ، او يكون خطابه طائفيا ممزقاً لشمل الأمة ، ولا اعني من يدعو الى فكر جديد ضمن دائرة حرية الفكر ، بل المقصود من يدعو الى العنف والقتل والتكفير والطائفية ، وهذه المعايير تحددها جهات دينية وعلمية معتبرة ، لأن هذه الدعوات بعيدة عن الأسلام الأنساني الذي يدعو الى المحبة واحترام الاخر المختلف .
لقد أُستغلت العمامة من قبل أناس لا يستحقون حتى لمسها ، فكيف بهم وقد وضعوها على رؤوسهم ؟
شاهدنا من خلال الفضائيات ، وهي تسلط ألأضواء على المتجمعين في الأنبار والموصل وبعض المناطق الغربية شيوخاً معممين وهم مطلوبون للقضاء ، أو في وضعية لا يحسدون عليها عندما يدعون الى العنف والطائفية ويرفعون شعارات منظمة القاعدة وحزب البعث الدموي أوما يسمى ( الجيش الحر ) ، ورأينا ايضاً أشخاصاً يدّعون أنهم شيوخ عشائر ، لكنهم فاقدون لصفات المشيخة من غيرة على أبناء الشعب أو ألعشيرة ،أو من خلال دعواتهم الطائفية التي هي صدى لأجندات دول خارجية ، بسبب أصطفافهم مع أعداء العراق الذين يدعون الى الطائفية والقتل وتمزيق وحدة العراق ، وثمن هذه الدعوات المغرضة ، مئات وآلاف بل ملايين الدولارات يستلمها أصحاب هذه الدعوات المشبوهة ، ممن يدعي المشيخة الدينية او العشائرية ، لقد باع هؤلاء وطنهم وشعبهم بأبخس الأثمان ، سواء من أدعى أنه شيخ دين ، أو شيخ عشيرة ، ومن يبيع نفسه للمخابرات الخارجية يهون عليه أن يبيع وطنه أوعشيرته أو شعبه .
مثل هذه الشخصيات البائسة الذين يدّعون أنهم شيوخ عشائر، أو شيوخ دين ، ظهرت عندنا هذه الأيام ، على مستوى العراق والعالم الأسلامي ، وكان لبعض الحكومات والأنظمة الظالمة والعميلة للصهيونية الدور الكبير في تبني مثل هؤلاء الشيوخ ، المتلبسين بزي رجل الدين أو زي شيخ العشيرة ، وأبناء شعبنا العراقي ، وخاصة أبناء المنطقة الغربية ، يعرفون قبل غيرهم ، أن هؤلاء لا يملكون أي صفة أيجابية تؤهلهم لأن يكونوا شيوخاً ، سواء كانوا شيوخ عشائر او شيوخ دين ، بل بعض من يرتدي العمامة من هؤلاء هو من المراهقين أو الاطفال أوأصحاب التأريخ الأسود .
لقد أستطاعت قطر والسعودية ودول أخرى ، أن تشتري الكثير من هؤلاء الأدعياء ، وأصبحوا جنودا ينفذون أجندة هذه الدول الحاقدة على الاسلام والمسلمين ، أستجابة للمصالح ألأمريكية والصهيونية ، والحاقدين على العملية السياسية الديمقراطية الجديدة في العراق .
أنّ من يرتدي زي رجل الدين أو زي شيخ العشيرة بمجرد أن يبيع نفسه في سوق النخاسة يفقد مصداقيته ، وتنتفي عنه صفة شيخ دين أو شيخ عشيرة ، أنّ من يبيع العراق هو بائع لنفسه ، ويصبح أجيراً يتقاضى السحت الحرام ، لقد أستطاعت قطر والسعودية أن تشتري كثيرا من هذه النماذج الرخيصة ، بل أشترت رجالاً يدعون أنهم مراجع ، مثل الشيخ القرضاوي ، الذي باع نفسه لقطر واصبح من وعاظ السلاطين بامتياز ، لقد تحول القرضاوي الى مفتي لحكام قطر ، الذين يعملون وكلاء للصهيونية في الخليج ، قطر اليوم تعمل بالنيابة عن أسرائيل في تدمير بنى المجتمعات الاسلامية والعربية ، وتصرف الكثير من عائدات النفط القطري في تنفيذ المخططات التي تخدم أسرائيل ، وتصب في مصلحتها .
لقد أشترت قطر الكثير من أدعياء الدين ، او من يدعي أنه شيخ عشيرة ، وتسللوا الى تجمعات الانبار والموصل وسامراء وغيرها من المناطق ، وهؤلاء مدعومون من بعض السياسيين المشاركين في العملية السياسية الذين يحملون نفساً طائفياً ومرتبطون مع هؤلاء الشيوخ المزيفين بأجندات خارجية مشتركة ،هؤلاء جميعاً أستغلوا تجمعات الانبار والموصل ، واخذوا يمارسون دورهم التخريبي ، وتشويه سمعة أهلنا في المناطق الغربية ، من خلال دعواتهم لأعلان الحرب الطائفية ، خدمة لأسيادهم الذين أشتروهم بأبخس الأثمان ، وهؤلاء بالتأكيد مرفوضون من عشائرهم العربية الأبية ، ومرفضون من أهلنا سكان المناطق الغربية الذين يشعرون انهم جزء من العراق الواحد ، ويرفضون الطائفية أو تمزيق العراق تحت أي عنوان كان .
أن الشيخ الحقيقي سواء كان شيخ دين او شيخ عشيرة لا يُباع ولا ُيشترى ، والشيوخ الحقيقيون الذين نعتز ونفتخر بهم ، قد أعلنوا ولاءهم للعراق ولشعبه الأبي ، وهم الآن من يتصدى للمزيفين الأدعياء من الشيوخ ، الذين باعوا أنفسهم للأجنبي ، من أجل حفنة من الدولارات الخليجية .