صفحة الكاتب : حيدر عاشور

هويات ثقافية متنوعة
حيدر عاشور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من منطلق فكرة التنوع في الثقافة العراقية نلاحظ في الفترة الأخيرة اتسعاع رقعة الجلسات الأدبية والاحتفائية بالرموز الثقافية والأدبية وحتى العلمية ففي الاتحاد العام للأدباء جلسات على مدار الأسبوع وقد تنوعت مجالاتها في الشعر منتدى نازك الملائكة وفي السينما شباب واعدون و منتدى الإذاعيين العراقيين ونادي السرد وملتقى الخميس الإبداعي إضافة الى جلسات نقدية في المسرح والتشكيل .. المتتبع لكل ما يريد الحصول عليه من معلومة تتشظى أفكاره في البحث عن ميادين التنوع لكون الجلسات قد تتزامن مع بعضها البعض ... يوم السبت جلستان في الاتحاد الأدباء جلسة في دار الشؤون الثقافية ندوة في الجمعية الثقافي وحوار في قاعة الشعب ومعرض وجلسة في قاعة مدارات  والقائمة تطول ،مع كل ذلك هناك مؤتمرات ثقافية ونقابات وتجمعات تتنافس على الوجود الثقافي في العراق ومنها من ينظمها لغايات خاصة في نفسه وأخر للشهرة ولكل هذا الكم الهائل من المحتويات الثقافية في شتى أنواعها لا تتخلص من عقد الثقافية والأجندات  التي تروم توصيل أفكارها وسمومها من خلال الوسط الثقافي  ولو حسبنا المنتديات والمراكز والتجمعات  باسم الثقافة فلا حصر لها وفرص الانتماء متيسر لمن يريد الدخول في المعترك الثقافي بالاسم الفعلي أو بمسميات أخر .. سابقا هناك تأسيس لمشروع جلسة ثقافية أو معرض تشكيلي أو عرض مسرحي هذا التأسيس يوضع له برنامج تلاقح فكري و معرفي يصب في في صالح الحفل هذا التلاقح من ميزاته تعدد الأوجه الثقافية والكل يناقش ضمن حدود إبداعه الذي يحصل الان رغم  الحالة الصحية لكثرة المواقع الثقافية والأدبية انها تفتقر للحضور النخبوي المتعدد الثقافات في جلسة نقدية تجد الجلوس ليس لهم علاقة بالموضوع ويعدون على أصابع اليد ومداخلات تجميلية اخوانية تسرد تاريخ طفولة المحتفى به وبداياته وذكر قائمة طويلة من منجزاته الإبداعية وتجد في الصباح التالي تكتب الصحف عنه وكان الحضور اشبع وشبع من تاريخه الثقافي الثر ناهيك عن نشرها في أكثر من موقع الكتروني بينما اذا كانت جلسه لمطرب اوموسيقي وفرقته الكل تتواجد حتى الغير معني بالأمر من الجمهور يتجشم عناء الطريق ليطرب نفسه بكلمات لم تعد بالواقعية واطار بلد مثقف ... تبعد المثقف العراقي عن مسار التخصص فأصبح مثقف شمولي وهذه ليست بالسبة بل تنوع ولكن الاختصاص علم يبحر صاحبه في مسار الإبداع المتفرد وهذه نتيجة الأزمات الثقافية التي يعيشها العراق ليس في الوسط الثقافي فحسب بل بكل اتجاهات المعرفة.. هذا التنوع قد يضيع المختص والموهوب في مجال معين وتساعده على الضياع هي الانشقاقات والانشطارات ..بين نفس المسميات التي ينتمي اليها المثقف مما يجعله يحمل محفظة من الهويات الثقافية للجميع الجهات لكي يضمن مسيرة حياته المعيشية فاذا سقطت احدهن فلا يصيبه الضرر المادي وهذا همه الكوني قبل الإبداعي ... من هذا المنطلق اقترح على من يجد صواب في قولي ان يختار الجهة التي ينتمي اليها ويخلص لها وللابداعه .. الأديب له مكان في قلب الاتحاد العام للأدباء والصحفي الناجح مؤكد ينظر الى الجهة التي تحميه وتوفر له العيش كذلك الفنان والتشكيلي بعيدا عن الانتماءات الأخرى وتعددية الهويات التي تقول عنك أديب وفنان وصحفي وتشكيلي  وتزايد زملائك وتحتل مكانا غير مكانك وصفة غير صفتك ... وهذا ليس ذنب المنتمي المعني وغير المعني بل ذنب الجهة التي منحته هوياتها لتزيد  حساباتها ودخولاتها المادية بكثرة العدد وقلة العمل.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عاشور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/26



كتابة تعليق لموضوع : هويات ثقافية متنوعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net