صفحة الكاتب : نعيم ياسين

محاولة اغتيال صالح المطلك ... قراءة في المشهد
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     في تطور ذي دلالة مهمة شهده تجمع المتظاهرين في الانبار صبيحة الاحد الثلاثين من تشرين الثاني تعرض نائب رئيس الوزراء صالح المطلك الى محاولة اغتيال من قبل مجموعة من المتظاهرين وهو يروم الصعود على منصة اعدت في المكان للخطابة والمزايدات وشتم الشيعة ورموزهم الدينية والسياسية مع ان المطلك يمثل جناحا مشاركا في تجمع الانبار هو فلول البعث الصدامي اخذ على عاتقه رفع علم النظام البعثي وصور الدكتاتور المقبور . لانشك ان المطلك ذهب الى هناك كأي سياسي يريد المزايدة على الشعارات المرفوعة بشتم الحكومة ورئيسها مع انه يتولى منصب نائب الرئيس فيها , وسيتكلم المطلك عن ايران العدو الفارسي وتدخلاتها المزعومة وعن التهميش والاقصاء والتوازن واطلاق سراح السجناء والمعتقلين و.. و.. و . 

      من يقف وراء محاولة الاغتيال هذه كما وصفها بيان مكتبه ؟ وما هي دلالة الحدث ؟ . 
      التطورات التي شهدتها القائمة العراقية مؤخرا تكشف عن الحقيقة او بعضها فالقائمة العراقية انشطرت الى ثلاث كتل ستدخل انتخابات مجالس المحافظات , وهذا الانشطار الاميبي متوقع لان القائمة غير منسجمة مع بعضها لا في المواقف ولا في الاهداف والمنطلقات . يتراس صالح المطلك بعد التشظي كتلة القائمة العراقية العربية , وهي تمثل حزب البعث وافكاره القومية الشوفينية المعادية لكل ما هو غير عربي وتضم هذه الكتلة احمد الكربولي والصجري الذي انسحب منها مؤخرا لاغراض انتخابية , والى جانب كتلة صالح المطلك تاتي كتلة اياد علاوي المسماة الحركة العراقية الوطنية , وهي ايضا كتلة بعثية تضم قدامى الرفاق الذين كانوا جزءا من البعث ايام احمد حسن البكر والمنشقين عنه ايام صدام حسين , وتظهر هذه الكتلة بمظهر ليبرالي علماني , ونعتقد انها اكبر الخاسرين من تشظي القائمة العراقية لضعف جماهيريتها . وتؤلف الكتلة التي يتراسها اسامة النجيفي وتضم رفع العيساوي وسلمان الجميلي واحمد ابو ريشة والحزب الاسلامي ثالث الكتل الثلاثة المتشظية , وتعد هذه الكتلة الاقوى لانها قريبة من السلفية والقاعدة وتحظى بدعم سعودي قطري تركي , وهي التي اطلقت رصاصة البداية لما يحدث في الانبار , وتتميز بفكرها السلفي الاخواني ولها صلات قوية بالقاعدة وما يعرف بدولة العراق الاسلامية كما انها تضم عددا من شيوخ المساجد الذي يتصدرون المتظاهرين في الانبار ويلهبون نار الطائفية في خطاباتهم وتصريحاتهم . 
    الكتل الثلاثة التي تشظت لها العراقية الام تشهد منافسة وحربا اعلامية وتسقيطية ولما تبدأ الحملة الاعلامية بعد , فقد وصف حيدر الملا من ( كتلة المطلك ) كتلة النجيفي بانها ظلامية ولاتنسجم مع المشروع الوطني بينما وصف اياد علاوي في تصريحات لقناة ( الحرة عراق ) وزراء العراقية بالنفاق كونهم ينتقدون المالكي ولا يستقيلون من حكومته , وهو تصريح يكشف عن فقدان علاوي التاثير في اي قرار للقائمة العراقية وبات لاعبا ثانويا فيها . ان تظاهرة الانبار التي جاءت بتحريض من التيار السلفي والحزب الاسلامي وفلول البعث يعدها هذا التيار تظاهرته خرجت احتجاجا على اعتقال حماية احد قيادييه واعتقال حماية الهاشمي من قبل الذي يعد حتى الان احد قيادييها وبالتالي ليس للمطلك وتياره ان يخطب في التظاهرة ويزايد عليهم فيها , بل يجب منعه ولو باغتياله وكان على المطلك ان يفهم ذلك ويقرأ توجهات منافسيه بدقة , وللسبب نفسه امتنع علاوي عن الحظور للانبار مع انه يتطلع بشوق للهجوم على المالكي وشتم حكومته من هناك . 
     ان دلالة محاولة اغتيال صالح المطلك كما وصفها مكتبه في ابسط صورها هي لجوء الاطراف التي تشظت اليها العراقية الى كل الوسائل الممكنة لتصفية بعضها بعضا من اجل الاستحواذ على الشارع السني في المحافظات الغربية . ولعل تورط السلفية الدموية , وفلول البعث من خريجي الحملة الايمانية الصدامية وميليشيات الحزب الاسلامي بعمليات القتل والارهاب في العراق والتي بدأت ملفاتها تتكشف ملفا يتلوا ملفا يجعل المراقب يطمئن وبلا ادنى ريب الى ان لغة القتل والرصاص في تصفية الخصوم والمنافسين لغة مشروعة في منهج التيار المحرض على تظاهرة الانبار وعلى العاقل ان يفهم خطورة هذا التيار على العملية السياسية , وعلى الديمقراطية الناشئة في عراق ما بعد صدام .  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/30



كتابة تعليق لموضوع : محاولة اغتيال صالح المطلك ... قراءة في المشهد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net