أعلام العراق بين التراجع والمجاملات
محمد علي الدليمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يصنف الإعلام في الدول الديمقراطية بأنه السلطة الرابعة.ولكن في بلدي العراق هو رقم فقط ليكمل العدد مع السلطات الثلاثة المعروفة وهي التشريعية التي يمثلها البرلمان المنتخب وهو رأي الشعب ودوره رقابي مع تشريع القوانين. والسلطة التنفيذية وهي التي تؤدي وتنفذ المهام الحكومية والمتمثلة بمجلس الوزراء والتشكيلات المتفرعة عنه وبعض الملحقات المنبثقة منهما .وسلطة القضاء وهو المعروف بأنه المستقل .. ويبالغ في استقلاليته ولا يسمح لأحد بالحديث عنه وكأنه مقدس والعاملين فيه ملائكة أو أنبياء...والصراخ بان القضاء مستقلا فأصبح يرعب من يريد نقده أو حتى نتناوله كموضوع... والإعلام تقع عليه مسؤولية كبيرة وجسيمه لا تقل عن السلطات الثلاث أنفة الذكر ويمكن أن يصبح الأعلام السلطة الأولى ويتخطى دور السلطات الثلاث باجمعها لأنه المؤثر على الرأي العام الذي يصنع ويكون السلطات الثلاث. ومهام الإعلام متعددة وإذا ما أدت بمهنيه واستقلالية تامة و سيكون عقبه عصية ضد طموح السياسيين وأصحاب الإطماع الغير مشروعة . فمن المفترض أن يدرك الإعلاميون هذا الأمر أكثر من غيرهم. والإعلام في العراق ووسائله العاملة في الساحة العراقية فيه الكثير من الازدواجية وخاصة الممول حكوميا. ونرى مع الأسف الشديد تفاوتا واضح في المعايير والتعاطي مع القضايا المهمة المصيرية و في مقدمتها مايمس سيادة وامن البلد. ومع أن اختلاف التوجهات والمواقف هو بطبيعة الحالة أمر صحي وحضاري عندما تكون مرسخه فيه التوجهات المهنية والحس الوطني الواضح والهدف الغير غامض...
أما الإعلام العراقي فانه يتعكز على عصا ويسير مترنح يطفح عليه التخبط ولا يمكن الوثوق بان يصبح منافس حقيقي للسلطات الثلاث ألا بأبعاد الصراعات السياسية عن تمثيله وإيجاد أصحاب التخصص الاصلاء وأبعاد الدخلاء عنه وتحيده وجعله مستقل كليا ولوحظ أن إعلامنا يسير باتجاه الميوعه والانحلال الغير أخلاقي فلا يراعي مشاعر الأديان ومقدساتهم .وظاهرة الالتزام بالذوق العام لم تعد موجودة وتفسر على أنها ثقافة وحرية فلا ادري لماذا تتعمد قناة العراقية إبراز مذيعات متبرجات (على أخر حبه) في أيام حزن عند المسلمين عموما وهذا أنموذجا لجميع الإعلام العراقي المقروء والمسموع والمرئي... فلأ متى يبقى الإعلام العراقي يتراجع من اجل إرضاء الآخرين ويجامل على حساب مشاعر الشعب العراقي...!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد علي الدليمي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat