صفحة الكاتب : د . ميثم مرتضى الكناني

علي الوردي..وارائه في المعاد
د . ميثم مرتضى الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ربما لاتقتصر مسالة فهم الواقع مابعد الموت على حضارة بعينها او مجتمع بذاته فهو فضول انساني يجعلنا نسرح بعيد في كلا الامرين الموت ومابعده من تجارب واحداث حيث ان الموت  كتجربة نعيشه مرة واحدة فقط ولكنها كالصمام احادي الطرف تقذف بالاتجاه الاخر ولا امكانية لاستنطاق المقذوفين الى الجهة الاخرى من العالم اللامحسوس او الاستفسار منهم عن كنه الموت فضلا عما بعده, ولقد اثارت فضولي في الكتابة في هذا الموضوع مايتندر به اصدقاء لي من امنيات تدور في محورها العام عن الجنة والنار حيث يقول احدهم بانه يفضل النار على الجنة وعندما نساله عن السبب يقول بان سكان النار هم من حسناوات هوليوود مثل كيت ونسلت وكاميرون دياز اوفاتنات الرقص الشعبي مثل فيفي عبدة او جميلات الغناء مثل شاكيرا او سيلين دايون بينما لن تجد في الجنة الا العباد الزهاد او النساء المحجبات ورغم مافي هذا الراي من جهل كبير لواقع مجهول في كليته الا ان الانسان يعتمد في غالب الاحيان على تصوراته التي هي نتاج بيئته في قياس عوالم تقع خارج نطاق هذه البيئة , ولقد اشار دارون منذ العام 1872 في نظريته التي تناولت المشاعر الاساسية للانسان والحيوان الى شمولية المشاعر الاساسية الستة وهي الفرح الحزن ,الغضب, الخوف  التقزز والدهشة ,والتي تكون ذات صفة عالمية يشترك بها البشر في كل انحاء العالم , العالم الايطالي ابراهام ماسلو الذي صنف الحاجات الانسانية الى مستويات متدرجة تبعا لدرجة اشباع هذه الحاجات التي تبدا من قاعدة الهرم والتي تشمل الغرائز الاساسية للانسان مثل الاكل والشرب والتنفس والجنس فالمستوى الثاني الذي يشمل الحاجة للامان فالمستوى الثالث الحاجات الاجتماعية المتمثلة بالحاجة للصداقات والعلاقات العاطفية الحميمة فالمستوى التالي الحاجة للتقدير والتثمين والاحترام ثم المستوى الاعلى وهو الحاجة لاثبات وتحقيق الذات( الابتكار ,حل المشكلات..الخ) واشار في اطروحته الى ان العجز عن اشباع احدى المستويات ينتج عنه اثار نفسية قد تعيق الانتقال الى المرحلة اللاحقة من مراحل الاكتفاء النفسي والغرائزي او تخلق لديه لاحقا خللا نفسيااو فكريا  او بدنيا, ولقد كان المصريون القدماء يؤمنون بالحياة بعد الموت حالهم حال الكثير من الحضارات القديمة ولقد كان تصورهم عن العالم الاخر مشتقا من تصوراتهم عن واقعهم المادي من قبيل حاجة الانسان الى الطعام والماء والنساء والخدم وحتى لسفينة تعمل على نقله (أي الفرعون )الى العالم الاخر ولقد كانت كل هذه المؤنة سواء كانت اطعمة او مشروبات او خدم ونساء يدفنون مع الملك في رحلته الى العالم الاخر ,ولقد تناول الاستاذ علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري مسالة قراءة العالم الاخر وفق تصوراتنا القاصرة والمحدودة من قبيل وجود اسباب البهجة والرفاهية في الجنة من طعام وشراب وخدم وحشم ونساء ,

                                            

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ميثم مرتضى الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/24



كتابة تعليق لموضوع : علي الوردي..وارائه في المعاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net