صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح55 سورة النساء
حيدر الحد راوي
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً{34}
الاية الكريمة تذكر جملة من الامور : 
1- قيمومة الرجال على النساء (  الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ) : وذلك في :
أ‌) (  بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) . 
ب‌) (  وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) .        
2- الصالحات من النساء (  فَالصَّالِحَاتُ ) : في امرين : 
أ‌) (  قَانِتَاتٌ ) . 
ب‌) (  حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ) .    
3- النشوز وعلاجه (  وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ) : وعلاجه في : 
أ‌) (فَعِظُوهُنَّ ) : اول العلاج الموعظة الحسنة . 
ب‌) (  وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ) : ثاني علاج , هجرة المضجع المشترك . 
ت‌) (  وَاضْرِبُوهُنَّ ) : اخر العلاج , الضرب , ان لم يفلح الاسلوبين اعلاه .                    
 
 
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً{35}
تؤكد الاية الكريمة على امرين : 
1- الشقاق ( انفصال الزوجين ) : في حالة عدم الانسجام لأي سبب كان , فيكون الانفصال امرا لابد منه , والا تحولت العلاقة بين الزوجين الى جحيم ! . 
2- الصلح بين الزوجين :  اذا كانت اسباب المؤدية للاختلاف والانفصال مما يمكن حله , فيعرض الموضوع للنقاش من قبل طرفين يمثلان الزوج والزوجة . 
 
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً{36}
توصي الاية الكريمة بعدة امور , اوردتها بايجاز بالغ الدقة : 
1- (  وَاعْبُدُواْ اللّهَ ) .
2- (  وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ) . 
3- (  وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) . 
4- (  وَبِذِي الْقُرْبَى ) . 
5- (  وَالْيَتَامَى ) . 
6- (  وَالْمَسَاكِينِ ) . 
7- (  وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ) . 
8- (  وَالْجَارِ الْجُنُبِ ) . 
9- (  وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ ) . 
10- (  وَابْنِ السَّبِيلِ ) . 
11- (  وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) .                            
الملفت للنظر , انها اختتمت بـ (  إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ) , حيث نفت حب الله عز وجل  للمتكبر والمتفاخر على الناس بما لديه من مال او جاه او موهبة وغير ذلك . 
      
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً{37}
يروي المفسرون ان الاية الكريمة تقصد اليهود , وتذكر ثلاثة من الاعمال الذميمة , لكنها لا تختص في اليهود فقط , بل موجودة في جميع الناس من مختلف الملل والنحل : 
1- (  الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ) . 
2- (  وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) . 
3- (  وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ) .           
لتختتم الاية الكريمة بتهديد ووعيد (  وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً ) , فيه عدة مدلولات , نذكر منها : 
1- ان العذاب معد إعدادا كاملا منه جل وعلا للكافرين . 
2- ان الله عز وجل يصف هذا العذاب بــ (  مُّهِيناً ) .               
 
وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً{38}
تضمنت الاية الكريمة عدة مضامين , نذكر منها : 
1- الرياء (  وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ ) : وما يميزهم انهم :  
أ‌) (  وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) . 
ب‌) (  وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ ) .       
2- القرين ( الرفيق ) : وهو على نوعين : 
أ‌) قرين صالح : يأمر صاحبه بعمل الخير . 
ب‌) قرين سوء ( الشيطان ) : ويأمر صاحبه بالمنكرات .   
 
وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً{39}
تورد الاية الكريمة استفهاما لانكار ما عليه المرائين , من عدم الايمان , واتخاذهم قرين سوء . 
 
إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً{40}  
تنفي الاية الكريمة الظلم من قبل الله عز وجل , ولو كان بالمقدار القليل , وتؤكد على امرين : 
1- مضاعفة اجر الحسنة (   وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) . 
2- (  وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ) . 
 
        
فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً{41}
تؤكد الاية الكريمة , ان كل نبي او رسول سيكون شاهدا على قومه , وان النبي محمد (ص واله) سيكون شاهدا على امته  . 
 
 
يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً{42} 
تورد الاية الكريمة مقطعا مما سيحدث ذلك اليوم ! .
 
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً{43}
تبين الاية الكريمة مضمونين رئيسيين : 
1) جانبا من احكام الصلاة . 
2) التيمم : وذكرت كيفيته (  فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ) , واسبابه (  فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء ) والدواعي له : 
أ‌) (  وَإِن كُنتُم مَّرْضَى ) . 
ب‌) (  أَوْ عَلَى سَفَرٍ ) . 
ت‌) (  أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ ) . 
ث‌) (  أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء ) . 
لتختتم الاية الكريمة بجملة يحبها القاصي والداني (  ِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/21



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح55 سورة النساء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net