أيها النواب النائمون : تركيا تقصف لماذا السكوت؟!!
حميد العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد العبيدي

لم تتوقف الحجج التي تسوقها تركيا بخصوص حزب العمال الكردستاني التركي المعارض وهي تتخذها مطية للعبور على القوانين الدولية المرعية في عدم تجاوز الحدود الدولية التي لها عرف واحترام دوليين وفقا لاتفاقيات الامم المتحدة والشرعة الدولية التي تحرّم التجاوز على حدود الدول الاخرى جغرافيا وفي حال يتم الاعتداء من أي دولة على دولة اخرى فمن حق الدولة المُعتدى عليها ان تتخذ الاجراءات القانونية الرادعة دوليا عبر القنوات الرسمية والمعهودة في مثل تلك التجاوزات .
العراق ومنذ البداية في عهده الجديد تعاون مع تركيا من اجل منع تحركات هذا الحزب انطلاقا من الا راضي العراقية وقد اتخذ حزب العمال موقفا متشددا وغير متوازن من الحكومة العراقية وكانوا دائما يتهجمون عليها في خطاباتهم وبياناتهم ويعتبرون حكومة المالكي اداة بيد حكومة اردوكان في حين هي واحدة من دواعي الحفاظ على الحدود العراقية وسيادتها وعدم التدخل بشؤون دول الجوار العراقي ، ولكن ذلك كله لم تحترمه السياسة التركية بل كانت تتخذ اتجاها اخر عكس التوجه العراقي معهم حيث اصبح التدخل التركي في الشأن العراقي واضحا وتحديدا في الملف الداخلي من خلال تأليب بعض القوى على المالكي كرئيس وزراء للعراق ولعل الزيارة الاخيرة التي قام بها اوغلوا وزير خارجيتهم دون إذن الحكومة العراقية وثم ذهابه الى كركوك رقما بارزا على وقاحة النظام التركي بحق العراق ، وما تقوم به اليوم تركيا من قصف للحدود العراقية شمالا على اراضي اقليم كردستان العراق بعذر ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني في عمق الاراضي العراقية هو تجاوز صارخ وضرب لكل القوانين والاعراف الدولية لان هذا القصف اليوم يدمر البنى التحتية والممتلكات الخاصة بالمواطنين الاكراد ولا بد هنا من وقفة لمجلس النواب العراقي الذي لم يحرك ساكنا تحت قبة البرلمان تجاه هذه التجاوزات الوقحة على سيادة العراق ولجم المعتوه التركي الذي يظن نفسه بأنه يعيش في عهد السلطنة العثمانية وبامكانه ان يتجول في بلاد الله كيف يشاء ومتى يريد .
من الواضح ان هناك الكثير من الاصوات البرلمانية العراقية قد أخرست بفعل التأثير التركي عليهم ويصمتون ولا يتفوهون ببنت شفة في اجتماعات البرلمان التي يطالب فيها البعض من التصدي قانونيا للتجاوزات التركية فهناك ممتلكات وبنى تحتية تتدمر بفعل القصف الجوي للطائرات التركية وهذه الخسائر تضمنها قوانين الامم المتحدة وهي تصل الى المليارات التي يجب على المعتدي ايفاءها الى المعتدى عليه فنحن لسنا في قانون الغاب كي نسكت ونعض على الجراح وهنا استغرب موقف الاخوة النواب الكرد في البرلمان العراقي لماذا لم يُفّعلوا الضغط على الجانب التركي من خلال لجنة العلاقات الخارجية فأين السيد محمود عثمان المعروف بمواقفه تجاه التطاول التركي واين الاخوة في حركة التغيير الكردية أليس هذه القرى التي يتم قصفها هي كردية وانتم من يمثلهم في البرلمان العراقي فلماذا لم تساندوا الحكومة العراقية بذلك وتصفعون المتطاول التركي على وجهه وايقافه عند حده، واما انتم يابعض النواب في القائمة العراقية اين وطنيتكم التي تصرخون بها ليل نهار لماذا اسكتتكم تلك التدخلات الفجة والتجاوزات على سيادة العراق هل لديهم ملفات عليكم لتخرسوا عن تجاوزاتهم وانتم ذاتكم كنتم تصرخون بعالي الصوت قبل سنوات لماذا الحكومة العراقية لم تفعل شيئا تجاه التدخل العسكري التركي في العراق ولماذا لم يوقفوا حزب العمال التركي وما الى ذلك ، فما حدا مما بدا أيها النواب الوطنيون جدا ،،، لماذا الصمت ؟؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat