كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

التجريد

شعر و ترجمة / ستار احمد

تَجَرَّدِي من تلك الكلماتِ

التي لن تقرئيها أبداً

أنتِ شجرةُ صفصافٍ مُلوَّنة

والريحُ كانت تعلمُ أنكِ جئتِ وذهبتِ في كمالكِ

حين كان نَفَسِي يصبحُ قافلةَ شَعْرِكِ

كنتِ تُديرين رأسكِ نحو الطين

تندهشينَ من جمالِ الترابِ

وتتراجعينَ عن وفائكِ

فالريحُ مثلي  متصوفة

الريحُ مثلي

تحفظ نَقْشَ صَدْرِكِ

تَجَرَّدِي من طبقةِ الترابِ

من أوراقِ وأزهارِ خريفكِ

إلبسي قميصاً من قصيدةٍ

هو لَكِ

تعرفينَ أنَّ الدمعَ

لا يُنعشُ رؤيةَ النبعِ

العاصفةُ لا ترغبُ في ربيعٍ

بلا ماءٍ وبلا قِيمَةٍ

والشعرُ أيضاً ضاقَ بكِ

والعشقُ مع سذاجتكِ

ذابَ في حلمٍ أخضرَ باهِتٍ

والكلمةُ مع تجرّدكِ

انحرفتْ عن مَدارِ الخَطِّ

وانحَنَتْ بسببِ عدمِ ثباتكِ

دَعيني أبكي على

ثوبِ الطينِ المحترقِ

دَعيني أبكي على

جفافِ القلبِ

تَجَرَّدِي من تلك المفرداتِ

التي لا يفهمُها  النفس

تَجَرَّدِي من تلك المشاعرِ

التي لا يخلو منها العشقُ

اظهرِي كَجَوْهَرِكِ الذهبيِّ

ألقِي بالماءِ بعيداً

واجعلِي نَسِيمَ ريحٍ جَناحَكِ

فالريحُ تعلمُ

كيف ترقصينَ ليلاً

الريحُ تعلمُ

كيف تهربينَ من العشقِ الطاهرِ

الريحُ تعلمُ

الريحُ

الريحُ

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!