صفحة الكاتب : وجدان عبدالعزيز

مسرحية (اكتشاف الطريق) تتكون من شخصية واحدة
وجدان عبدالعزيز

 مسرح يشبه قارعة الطريق وهناك شاب ضعيف البنية يحادث نفسه في ركن منزوي يقاطعه  صوت بين الفينة والاخرى ..

تمتمات الشاب:

الشعور بالخوف يعد من التجارب الإعتيادية التي لا يمكن لأحد تجنب المرور بها. و لا يقتصر الشعور بالخوف على مجتمع بعينه و لا حتى على الإنسان، بل يتعداه إلى عموم الكائنات الحية صغيرة كانت أو كبيرة. فالخوف عبارة عن عاطفة تنتج عن إستشعار الكائن الحي لخطر واضح أو كامن يتربص به، مما يدفعه لتجنب هذا الخطر و الحفاظ على حياته أو صغاره أو ممتلكاته أو غير ذلك مما يعتبر مهماً لهذا الكائن أو ذاك.و الخوف من الله عاطفة تدل على شرف النفس, ويقظة الحس ، وامتلاك الزمام في الساعات الحرجة, ولكن خوفي من طراز خاص ومن خلاله ، كنت اعيش حالات الضيق والاكتئاب ، واصابني قلق تسرب الى دواخلي ، وانتزع مني أي متعة في لحظاتي الحياتية ، فتركت وراء ظهري كل شيء ، واتجهت بكلي الى متعة اخرى، قد تصل الى درجة اللاابالية ! واخذت اعيش عوالم حكمة (يومك ،يومك) ، ولا انكر تشبعي بالروح الايمانية ، والعالم الذي يحيطني وتربيتي ، وكما قلت : تكالبت عليّ ظروف "الصبر عليها امرّ من الصبر" .. جعلت مني انسانا لا يقبل الا التمرد والاتيان بما هو خارج المألوف ، ولربما جعلتني بهذه الصورة المهشمة من الخوف والابتعاد عن اماكن مألوفة ، الى غيرها قاتمة ، رغم اني امقت هذا واكاد اتقيأ من هكذا اماكن .. نعم انها اماكن دنسة ، قد يكثر فيها الجنس المجاني والسراق والقتلة ، وحتى قطاع الطرق ، وبلاهة نساء متهتكات ، ورغم هذا لا اخفي احد اني احب النساء واجمل ما اجد من مخلوقات تستحق الاحترام ، هي المرأة ، هذا العالم الجميل ، حتى وسط اماكن نتنة وقبيحة ، على العموم حاولت التغلب على القلق اللعين الذي بدأ يجتاحني ، فهربت عسى ان يحالفني الحظ هنا او هناك ، وكل مرة تبرق لي فكرة ، ان اكون موضوعيا واذهب الى احد المساجد ، واقترب من الرب وادعوه ، فهو الكفيل باخراجي من محنتي ، وحينما تستقر هذه الفكرة في ذهني ، تصاب اطرافي بشيء من الاطمئنان ، وقد ابرق لاخرين احبهم بهذا، ولكن دون جدوى .. وانشرحتْ اساريري ، واغتسلتُ بماء طهور ، وتعطرت ولبست اجمل الملابس ، ونحرت الاشياء جميعا ، لاكون ضمن هذه اللحظة ، دعواتي ان يذهب عني رجس القلق ، وابدأ اعالج كل علاقاتي الاخرى.. و... ، واعلن البراءة من اثام الجسد ولن التقي الا نماذج راقية من النساء ، واشكك بان القلق عالم وهمي يجب التخلص منه ، وان حقيقة الانسان واحد زائد واحد يساوي اثنين ولااحبذ حقيقة غيرها ، فكل انسان في الوجود يحاول جر الحياة الى الحدائق والانهار ، لتبتل بندى طهور يبل الظمأ الروحي ، ويتصاعد مع سمو النفس الى الاعلى ، حتى تشهق ، لاعنة ابالسة النزق وحب الشهوات ، وكل معالم الحياة الجميلة لاتحتاج الى ادلة لبراءة العصافير في الطيران ....
وها اني بعد جولة قصيرة في الشوارع تحت اضوية ساطعة وملونة ، تستجدي الوانها بخليط المحيط ، من خضرة حدائق ، وبياض وجوه واخرى ، تعافيت تماما ، هكذا احسست باطرافي ورأسي .. وخططتُ من جديد ثم بدأتْ تبريراتي الجوفاء تترى ، كما تعلمون انا احمق ابله !! ليس انا ، انما المحيطون بي هم الحمقى .. المهم لابد لي ان اعتذر من موعد الليلة انا قررت الا اذهب ، ولكن ليست بطريقة المقاطعة التامة ، علقت الذهاب الى اشعار اخر ، وبدأتْ جولة ثانية من القلق تنتابني ، رغم انه اخف وطأة من السابق ، ورحت اواصل المسير بين الازهار والورود والحدائق المضيئة ، ووجوه الفتيات الرائقة ، حتى منتصف الليل ، ولم اجد نية الرجوع الى مأواي ، الظاهر طابت ليلتي في العراء .... فانا منذ تركت مدينتي الشطرة ، اعيش تفاصيل التشرد والوحشة بين الزوايا ومجاعات الليالي ، حتى سكنت بالقرب من ابي .. اسمع صوتا يجرني اليه ..
الصوت:
أني من قدر ، حجر اسود 
اغرف صبرا في صمت من ثالث بلدان العالم 
أعلن في طابور عن كسرة خبز 
تبحث عن تيه في أطراف الريح 
من واد الدر في البحر المتوسط 
بدون ثياب ، احمل وجه فتاة عار 
أتيت... 
مآسي الكون ، نفسي .. لوحة إعلان 
النجفي لازال يخبرني :
إن عليا فوق القبة ينادي 
لؤلؤ ، مرجان ، الفردوس الخالد ، الطوفان ، إذا الليل سجى 
لكن من ينقذ كسرة خبز ، الأطفال الغرثى ، أم سيف أبكم 
نور ساطع ، فوق ذهب القبة 
من يعمل مثقال الذرة 
لازلت اغرف من قدري 
صبرا ابيض 
اصبر، اصبر، اصبر 
الصوت ينادي

ويواصل الشاب تمتاته:
قد اتدثر باقبية التاريخ .. وارتدي تيجان الملوك .. لاقبع خاشعا امام الهة الحب والخصب ، كي تديم كرم السماء بالمطر ، لكني لا اتوانى في امتطاء فرسنا البيضاء التي جالت سنين طويلة في ساحة طقوس معركة الطف .. لما كان ابي شبيها للحسين يسقط من على ظهرها مضرجا .. تشتبك عليه النبال والنشاب وتتعاكف عليه سيوف الاعداء وبعد نهوضه ، تكون العمامة السوداء حصصا تتقاسمها نسوة العشيرة ، تقوم بعدها الفرس بحركة لم يحسب لها الاعتقاد في تفسير فعلها وازالة ما علق بثياب ابي ، ثم تقوم بفعل يثير الدهشة بتفريق الجموع التي احاطت به ، ليزداد الرجال والنسوة بالبكاء والدهشة ، وهم يطلبون بركاتها طوال سنة كاملة ، حتى تحين ذكرى الواقعة مرة اخرى ، وابي يستمر بالبكاء وقصيدة الطف الملحمة توزع الحان السماء الى اصقاع العالم ، وتمسح وجه البحار والمحيطات وشواطيء الكون بآخر ما حملته اخبار الغيب .. وجوها تشابه بالمدى المسدل على قارعة الدهور .. وجه الحسين المضيء على رمح طاغية الدهر ، وتتوالى صفعات الصبر ضاربة وجوه الممتورين الذين باعوا حياء الانسانية بحب المال حبا جما ، واظل انا امتطي ظهر الفرس اعانق الريح وافق السماء البعيد ، وتظل الجمل تُدمي وجه الكلمات بحناء لهفات الامهات الثكالى .. ويختفي ابي وسط النسوة ببكاء ودموع تركت انهارا من الاحمرار على وجنتيه .. ظل يخفي اثارها بترطيبها من حليب بقرتنا لفترات طويلة لم يجرأ احدنا بالسؤال عن السبب !!! حتى ذابت رغباتنا في الاطلاع امام هيبة الاب الذي ترك امنا ، وهي قد تكون باكرا حتى وفاته .. ونحن نعلم انه قد يبكي لربما لاكتشافه نملة افترستها قدميه لذا لانألوا جهدا في ركوب الصمت امام تحدي النهر بالماء الغور واستجداء مزرعتنا السماء من خلال الظمأ ، حتى ولت الغيوم هاربة بالشتيمة هاطلة على هولاء الذين يأبى ابي ان يسميهم بأسماء غير أسمائهم ، ويعاند ضربات الزمن ، باستعارة صلاة القبرات المحلقة في عنان السماء وبكورة خيوط الفجر ، ويتركنا نهبا للاكتشاف حتى اننا نجافي الجوع بأكل ليالي الضيم ولانحيد عن الخوف والحذر ، وقد نجتمع نحن الاخوة بعيدا عن ابينا ونتحاور محاولين الاقتراب من الذي ادمى وجع الكلمات وابكى ابينا وسط النسوة ، وجعلنا نفترش النهر ونفارق اسماكه التي حزمت هي الاخرى امرها ، وسحبت معها اخر غرين في قاع النهر .. اتذكر امي لما انتحبت عند اخر شريعة .. وكانت احلى شرائع النهر ، فقام ابي وجرجر اذيال النهار وتوسد عزلة المساء عازفا الحان اللقاء بقبرة الفجر هذا هو ديدنه ، اما ان يبكي او يعتزل او يصلي منذ انزال جنازة جدي في قبره ، وكان دوما يشير من هنا بدأت اقدام الغرباء بالعبث في طهارة الارض وكانت اشاراته حسرات وزفرات كعلامات تلطخ وجهه بالخوف ، وبقي يعطي ظهره لسياطهم ووجهه الى جهتنا مبتشرا بالاطمئنان ، حتى بانت عظام ظهره ، فلم نتمكن منه حتى قضى نحبه ، فافترقنا نواسي الزمن باختلافنا بعدما اكتشفنا ان عظام ظهره لاتستطيع حمل موجات لومنا العديم الفائدة ، وهكذا اختصرُ المسافة ، لاقول انا ولده الصغير حملت تبريراتي وسكبت حسراتي في دروب المدينة مكورا اشيائي ، أبيتُ الا ان اسلك طريق البساتين والحدائق الممازحة اضواء النجوم ، تتسامى على ارجاس العابثين بحفنة الحقد التي اعمتهم في ضاحية النهار ، وهكذا كنا حتى فات حين من الدهر لم نذق فيه الخبز الناضج ولا النوم الهاديء ... فما كان مني انا اصغر القوم الا ان اواسي النهر بالرحيل واحجم عن النوم ليلا ، كي استمر بمغازلة النجوم بقصيدة ضياع الافق ، راكبا درب التبانة عند مفترق عتب الاب الذي كان يودعنا بدموع حرى وبابتسامة غطت وجه الارض ، جعلني انا الصغير اقاوم النزوع نحو الرجوع والمكوث على عتبة الانتظار ، لكنه حسم الامر وشيعني واخذت اثاره تبحر في ذنائب الارض ، ليتركني اسابق هبوب الريح واغازل النهر سرّا .. وكنت اتحرج بالحديث عن هذا ، لكني اجدني مأخوذا ومرغما في البوح ، وقد لااعني بالتفاصيل ، كي لا اقع فريسة التبعثر والتردد ....

الصوت : 
قف انك في الوادي ..
انظر سطوع النور 
من وجه ابيض
قف لاتلعن هذا او ذاك
لازال يزيد العصر موجودا

ومع الصوت تزداد تمتمات الشاب :
وطوال مكوثي ، لم أعتني بالتفاصيل هروبا من وحش كبير ينتابني دوما ويخيفني ، انفعل واحاول الابتعاد ، غير ان هذا الوحش يتناسل بالقرب مني ، قد اكون صبورا اكثر من اللازم ، ارتدي معطف الكياسة تيمنا بوقار ابي ، او ابتعد ، فلازال الوحش يتناسل في اشخاص اعرفهم ، والطامة الكبرى مقربون لي ، يحملون هذا في دواخلهم وكلما اكتشف وحشا آخر من الزيف والكذب ، تتقزز نفسي وأُكثرُ من البصاق واتذكر حادثة ابي الذي خرج مذهولا من عملية السطو على كفن ابيه ، وبقي يرمم حاله بصبر التقوى ، حتى انه عالج الامر باتجاه الاكتشاف المذهل والمدهش ان يكون كفن ابيه وهو جدي محل الاختلاف ، ليقف مذهولا وسط مجموعة من وحوش الزيف المتربصة ومستنقعات البؤس ، وبشجاعة الهدوء والروية يتعالى الصراع تاجا على رأس الخذلان ، ليكون الابن وهو ابي مفجوعا بصراع اللامنطق ،فيثور ثورة المقت بصور التأسف ، يداري قذارة هولاء وما يحملوه من سبخات تزحف لبقع الارض الخضراء .. كانت ارض جدي وابي تزهو بخضرة دائمة الفصول ، لكن يبدو ان عاصفة هذا الزيف تتناغم مع جفاف النهر وذبول الخضرة ، لتكون المعاصي صوت الجوع الجامح ويباس الارض ، فالذي كان كائن ، قد لايكون والـ (يكون) قد يصبح لايعلم الجهات الاربعة ، والويل والثبور لمن لايعلمون الا جهات مجهولة ، وبؤس الايام ، قد لاتدرك بؤسها ، وقدلاتعلم الحرمان ، تعلم الحاجات وتلك الايدي التي تقرحت ولاذت الوانها تحت ضيم الايام والاشجار وما اصابها من جدب ... انا الابن الاصغر لهذا الاب لا امتلك من جدي او ابي الا واحدة من ابشع حالات التردد والحيرة والتمسك بقرب وحوش الزيف ، لهذا بقيت اتحين الفرص ، لاخرج من هذا المعطف المخوف ، كي ارتقي سفينة البحث بعيدا عن انظار ابي ، واعلم يقينا اني لم اكن في سبيل من كان قبلي ، حتى لااكون عبدا له ، وقد جعلني الله حرا ، وما خير خير لاينال الا بشر ، ويسر لاينال الا بعسر ، وكذا ادرك الارض واسعة والسفر صفة غير مذمومة ، ولا اقيم على كرامة منقوصة ولا احرض على عداوة مكروهة ، وسوف اخرج محملا بجرائر عدة ، وقد انادي على الصحاري هذه المرة ان تمطر رمالا ، كي تغسل اطراف ادراننا في ارض اصبحت يبابا .. لذا تقلقت في ميزان التردد ، ثم استوت اموري على ظهر رحيل مجهول ، ففارقت ابتسامة طلاب احببتهم .. وجوههم مزارات من عالم الضيم الى عالم ، قد يكون اجمل ...

الصوت :

امكث في قفص المسافات
مازلت سنوات في البعد
أنسج من فمك همسات
            مساءاتي وصباحاتي
أحسسك نثيث مطر
كلانا معا في خيمته
يكتنفنا نحن الاثنين الحب
لنقول للرب :
يارب نحبك
فاجمعنا من اجل الحب.

           (كنت تقول هذا، كان الصوت منفعلا)


تمتمات الشاب:
نعم دوما تدهشني اشتباكات الطبيعة مع بعضها .. وعناق الاشجار والاوراق والاوراد في مواسم الربيع ، ثم سرعان ما تنجرد من هذه الحلة الزاهية الى اغصان عارية كالحة تستجدي الحياة من حركة الزمن الدائرة ، الحيوانات هي الاخرى كيفت حالها وحاولت التصالح مع الانسان .. الانهار ، الاشياء الاخرى لاتذعن الا لارادة الحياة .. والانسان كائن ضعيف جدا ، بيد انه يروض الطبيعة ويتعكز على قوى خفية لايعلمها كاملة ، وكانت المخاوف تتصاعد من حوله ، هكذا كان صراعي وانا احاول الهروب ، ابحث عن فردوسي المفقود واحيانا ابحث في احلامي، ارى الضوء الفضي والسعادة التي تخرج من ابتسامات الفقراء او ضحكات الفتيات القبيحات او متوسطات الجمال ، اعلن دوما اني في قمة السعادة ، حينما اغازل احداهن في غفلات الاهل ، احاول دوما ان اكون جزءا من خرير ماء زلال ، ينزل من رابية جبل او جزء من ريش طير يتبختر امام انثاه على حافات رغبة الوصول .. حتى اني من هنا كتبت اولى قصائدي وكانت مفرداتها تكبر مع الاماني ، لتبدأ بقراءة اسراري من الولادة الى شيبات الضيم ، وكان القاموس يصادر كل الكلمات الا كلمات الحب.. عجبا لي افلسف الحب ولماذا الانسان يحب؟ ويظل رماد الجوع تذروه ذوات الفقراء .. ويظل العصفور يغرد سواء في الفرح والحزن وتبقى قصائدي كتغريد يتغنى بعينيها ، وهي تطرز لوحات الحياة بالوان فاتحة واعلم علم اليقين ان ابي ، هو احد السعداء الفقراء في هذا الكون دوما كان يطرز وجه امي بالفرح ، وهما يتقاسمان رغيف الخبز وحب الحسين ، وابقى انا وسط الامتدادات الخضراء لاسيما في الربيع تأخذ اماكنها الفارغة وترتجل الزهو بعد كل عاصفة ماطرة يصاحبها رعد وبرق ، ولا انسى ذلك الصف المنتظم من الاشجار خالقا طريقا من الروعة يغري بغذ السير ، حتى نهايته وسط باحة تزدحم بانواع الحيوانات والمدلاة على جوانبها اشكال مختلفة من الاثمار المكتنزة بروح النضج والقطاف .. اسوق هذا الوصف لابين خصب الارض قبل وفاة الصدق والمحبة ، حيث هنا تزوقت قامة تلك الفتاة التي احببتها واستعارت الجمال الاخر المكتحل ببكورة الصباح واصوات الطيور .. وكان قدري ان انسج رسائل اثيرية ممزوجة بالسعادات وموشاة باحزان شفيفة ، تغازل الحياة والموت معا ، لتفتح لي الطواف حول الاشياء ، امتح من قطيرات الندى اسباب الجمال ولا اشبع من الشمس المتعرية من ثوبها القرمزي في كل صباح ، وتكون مواساتي لها مشقات الضيم والتواصل مع طريق النهر متمسكا دوما بوجوه جميلة احفل من خلالها بطقوس المسرة المخبوءة بين العيون، حتى شبه لي وانا احمل الالام واتجول باحضان الاشجار الدافئة ، شبه لي بسحر اني احمل تميمة الحب واركب ظهر السفر بعدما اطرز لوحة الحياة بكلمات ملونة لم تمت بعد .. واني دائما احمل الم الولادة واحمل صرة العثرات في زمن اجدى له ان يكون شاهدا عدلا على لقاء سيكون لذة شرابه في مسافات الرحيل ، فكل اللحظات التي شهدت فرحي هنا حملها زمني المقموع بالحرمان ، وهي نفسها شهدت الحزن المبلل بحرارة الدموع ، وقد افارق انتظاراتي هنا وافاجأ احتمالات المتاهة واعلن نفسي عابر سبيل ، رغم اني قد لا احفظ تواريخ البدء ...

الصوت :

قف نحن قوم لا ننظر الى دبر الايام (وانفعل الصوت) انظر الى ذلك المدمى وجهه بالضيم، انه يشد حزام الرحيل الى الموت فاتحا مسافة اكثر من متر بين قدمه اليمنى والقدم اليسرى، انه يحج الى كربلاء لملاقات الحسين هناك .. انه ابوك، ذلك الذي حمل ويلات الحزن في حضرات الائمة ..

واستمر الشاب يرد على الصوت بتمتمات ثرثارة :

لاضير حملت طاقية الرحيل ، حتى ان الاشجار رفعت تحايا الوداع والسمك بكى على عتبة تهادي السلاحف في الطين الغرين ، ولازال النهر يسحب وشالة الماء الى جهات غير معلومة ، ذلك اليوم الكئيب اطلت النظر الى رقصات الافق المبتعد عن الغيوم ، حيث الشمس تتبعثر اشعتها الحمراء على خدود الفتيات العاشقات المتلفعات بالحزن ، وهن يجوبن طريق القرية ، ولازلت اتخفى ...وها اني اعيش اجواء السويد وارحل ابحث عن بسملات ابي في وديان الغربة بعيدا عن تناسل زياد ان ابيه ويزيد معاوية العصر الحديث وداعا امي وداعا ابي ..

(ثم تخرج الجموع المتجهة الى كربلاء الحسين)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجدان عبدالعزيز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/15



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية (اكتشاف الطريق) تتكون من شخصية واحدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net