صفحة الكاتب : وجدان عبدالعزيز

المرشح في العملية الانتخابيَّة
وجدان عبدالعزيز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا نختلف مع أحد حينما نقول إن الديمقراطية صيغة من صيغ الحكم، وتصنع قراراتها داخل مؤسسة تحفظ حصة الفرد في السلطة، وجاءت من خلال سعي الإنسان لتطوير وسائل الحكم، لأجل إقامة العدالة واحترام تطلعات الفرد في التعبير الحر عن الحياة. وهذا الأمر لا يتحقق مالم نفتح نافذة الحوار بين أي مجموعة تعيش سوية وعلى ارض محددة، والديمقراطية تحقق هذا المطلب، وتقبل السماح بمشاركة المواطن في اتخاذ القرار وتقاسم السلطة بين الدولة والشعب وفق قانون عادل يقره الجميع.

ومن ميزة الديمقراطية، لا بد من إجراء انتخابات حرة نزيهة، للتخلص من الرأي الواحد والحاكم الدكتاتوري، وهنا يبرز دور المرشح في رسم معالم مساحته في استمالة الناخب، وإقناعه للحصول على صوته، فالدورات الانتخابية التي مرت على العراق بعد التغيير في 2003 أعطتْ شبه قناعة لدى الناخب العراقي، بأن العملية الانتخابية تدور بين الأحزاب الحاكمة، وبالنتيجة هي نفسها من تفوز.

فأكثر وعود المرشح كانت حبرا على ورق، وكرر ترشيح نفسه في الدورات الانتخابية اللاحقة، وكان حليفه النجاح، ومن هنا عليه أن يكون واقعيا في حملته الانتخابية، قادرا على استخدام التقنيات، كي يصل إلى الناخب، وأيضا من خلال وسائل الإعلام التقليدية وحتى وسائل التواصل الاجتماعية، واستغلال المناسبات العامة، لخلق قناعة لدى الناخب، بانه يستحق الانتخاب، بمعنى معرفة مسؤوليات عضو البرلمان التشريعية، ومثلما يعرف رجل السلطة التنفيذية دوره، وهي أدوار رسمها الدستور العراقي.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن على المرشح التحلي بوعي ديمقراطي، وهو مبدأ مهم جدا يتجلى في صيغة فصل السلطات، فهناك سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية وسلطة قضائية، وكل واحدة لها مهماتها.
ومع الأسف الكثير من المرشحين في الدعايات الانتخابية لا يدركون مهماتهم الحقيقية، وهذا الأمر أثار التباسا لدى الناخب، فتكون الوعود متخطية دور السلطة التنفيذية أو القضائية، مما يخلق هوة بين الناخب والمرشح بعد الانتخابات. لذا نراهن على وعي المواطن في اختيار المرشح من غير المجرب في الدورات السابقة. وحقيقة الأمر أن على المرشح في ندواته التثقيفية توضيح دوره للناخبين، كونه يعد حلقة وصل بين المواطن والسلطة التنفيذية، وعليه أن يعكس من خلال سلوكه العام أن الديمقراطية آلية للتعبير وان الشعب هو مصدر السلطات، فمن الشعب ولأجل مصالحه ومصلحة الدولة عموما تُشرع القوانين، كي تكون الانتخابات ليست مجرد حملات دعائية تنحصر فائدتها للفائز، وإنما تأصيلا لتطبيق مبادئ الديمقراطية التي تهدف بالأساس للحفاظ على الوطن ودالة المواطنة وبالتالي حماية أمنه وأمن مواطنيه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجدان عبدالعزيز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/15



كتابة تعليق لموضوع : المرشح في العملية الانتخابيَّة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net