الواو في سورة النازعات
امونة جبار الحلفي
امونة جبار الحلفي
سورة النازعات سميت في المصاحف وأكثر التفاسير بسورة النازعات، إضافة سورة إلى النازعات بدون (واو) جعل لفظ النازعات علما عليها، وردت في كثير من كتب المفسرين بسورة "والنازعات" بأثبات الواو على حكاية أول ألفاظها.
قال السعدي والخفاجي إنها تسمى سورة(الساهرة) لوقوع لفظ الساهرة في بعض مقاطعها، وتسمى أيضا بسورة (الطامة) لوقوع لفظ الطامة، ويرى العلامة الشيخ حبيب الكاظمي أنها أسماء الملائكة النازعات... الملائكة التي تنزع أرواح الكفار.
والناشطات... التي تنزع أرواح المؤمنين.
والسابحات الملائكة سرعة التنفيذ.
والسابقات سبقا المتقدمة سيرها.
والمدبرات تدبر شؤون الوجود.
﴿وَالنَّازِعَاتِ﴾ الواو للقسم والجر، النازعات: مجرور متعلق بفعل القسم المحذوف ﴿غَرْقًا﴾ مفعول مطلق لأنها بمعنى نزعًا وما بعده مشابه له.
ويرى سماحه السيد مكارم الشيرازي إن الله سبحانه وتعالى قال ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾
التسابق الحاصل هو نتيجة الحركة السريعة المقصودة في السابحات وتدبير الأمور نتيجة لمجموع الحركة، فالقسم الوارد في الآيات الخمسة الأولى من السورة، إنما هو قسم على أمر محذوف وهو جواب القسم.
تبحث هذه السورة في مسائل المعاد، وتتلخص أقسامها بالتأكيد على مسالة المعاد وتحققه الحتمي، والإشارة إلى أهوال يوم القيامة، وعرض سريع لقصه موسى "عليه السلام" مع الطاغي فرعون وتسلية للنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" والمؤمنين، وانذرا المشركين الطغاة، وإشارة إلى ما يترتب على إنكار المعاد من سقوط في مستنقع الرذيلة.
طرح بعض النماذج لمظاهر قدرة الباري سبحانه في السماء والأرض والاستدلال على أركان المعاد والحياة بعد الموت.
روي عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم"، إنه قال (من قرأ سورة والنازعات لن يكن حبسه وحسابه يوم القيامة إلا بقدر صلاة مكتوبة حتى يدخل الجنة)
وعن الإمام الصادق، أنّه قال: «مَن قرأها لم يمت إلاّ ريّان، ولم يبعثه اللّه إلاّ ريّان، ولم يدخله الجنّة إلاّ ريّان»
(ملاحظة)
الكثير من الناس يفهم (والنازعات غرقا) الغرق هو الرسوب في الماء، فيما هي عند ابن منظور بمعنى الإغراق بالنزع بسحب القوس إلى آخر نقطة ممكنة، وتضرب مثلا للغو الإفراط، فالمعنى ليس الغرق في الماء، بل هو القيام بعمل إلى أقصى حد ممكن
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat