مجلس حسيني ـــ ولاية العهد والمكر العباسي
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

كما ودّع الطفل دَرَّ الحنـانْ برغـم عـواطفـه يُفطـمُ
كمـا ودّعـت زهرة حقلها ففاض الشذى وارتمى البرعمُ
مَثَلتُ أودّع قبر الرضا وقد شـفّ لـي سـرُّه الـمبهَمُ
فـجُـلْت كـانّي ببيت الإله وكعبـته الجـدَثُ الأعظمُ
تجـول الورى حوله مثلما يجـول بـأشواطه المُحْرِمُ
سيول تَدافَعُ من مـثـلهـا فهذي تَمسّ وذي تـهـجمُ
وفي مـكّةٍ حجـرٌ واحـد يُسابَق بـالـلثم إذ يزحـمُ
ولكنْ هنا في ضريح الإمام أحـجـاره كلُّها تـُلثَـمُ
حدث في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك من عام (201هـ)، واحدةً من أهمّ المسائل التاريخيّة في حياة الإمام الرضا(ع)، وهي إعلانُ البيعة بولاية العهد التي دعاه إليها المأمونُ العبّاسيّ مع أنّه لم يكن راغباً لها. كانت دعوة المأمون للإمام الرضا(ع)بعد سنتين من تولّيه السلطة، فكان يُكاتب الإمام ويضغط عليه من أجل قبول ولاية العهد، والإمام يُمانع حتى هدده بالقتل، استمرّت المخاطبات اكثر من شهرين فهل كان المأمون يرغب حقا بتولية ال محمد للسلطة..؟ ولماذا قبل الامام الولاية وهو يعلم ما يريد وراءه مصالح عديدة تصب في مصلحة السلطة العباسية؟ .
الجواب على ذلك إنّ المأمون لم يكن مؤمنا بولاية امير المؤمنين{ع} ولكن ضرورات السياسية اجبرته ان يحمي دولته بشخص له منصب الهي من ابناء الرسول{ص} ليحتمي به. يعني كمن يحمل شعارات اسلامية ويتكلم في خطبه بآيات من القران الكريم, وهو غير مقتنع بتلك الآيات مطلقا.
كان المعتمد بن عبّاد أمير الأندلس هو من الخلفاء الامويين حكم أوسع رقعة جغرافية في الاندلس ،كان يعيش حياة مترفَة ،جلس ذات يوم هو وزوجته وبناته في شرفة القصر، تطل على ساحل البحر. فرأت زوجته الصيادين ينزلون في الطين. فاشتهت أن تنزل في الطين كما يفعلون، بما انها زوجة الخليفة فهي افضل النساء طلبت من زوجها ان يصنع لها بركة طين في القصر(استهلاك الغير مبرر) فامر ببناء بحيرة في القصر وجلب فيها طينُ ونزلت المرأة الاولى في البلد{اعتماد بنت ارميك} تلعب في الطين هي وبناتها بقين ساعة في حوض الطين الذي كلف خزينة الدولة اموالا طائلة ، وتحققت رغبتها . شعرت باللذة وانتهى الموضوع. هكذا تصرف اموال الشعب لترميم القصور وبناء ابنية غير مجدية .
هكذا المأمون. كان يهدف بتولية الإمام(ع)ولايةَ العهد أهدافٍ اخرى لتهدئة الأوضاع وقمع الثورات وإضفاء الشرعيّة على سلطته،ومحاولة التضييق على الإمام الرضا(ع) وحجبه عن قواعده الشيعية في المدينة والعراق، والعمل على إضعاف المعارضة الشيعية..! قَبِل الإمامُ(ع) ولاية العهد بشروط، ،منها أن لا يأمر ولا ينهى ولا يغيّر شيئاً في النظام. بهذا اعطى الامام للتاريخ موقفا انه غير مشترك في جرائم بني العباس كونهم سلطة غير شرعية, وموقفه كما كان امير المؤمنين{ع} يعطي رايه في امور الدولة السياسية والعسكرية والشرعية ولكنه ليس جزء من السلطة ..
هكذا كانت ولا ية العهد وشرطها على المأمون .وفعلاً فإنّ الإمام الرضا(ع) حتّى وقت استشهاده لم يتدخّل في أمور الدولة إلّا بمقدار ما كانت في خدمةٌ للعامّة. كما كان جده امير المؤمنين {ع} من قبله يسدد الخلفاء بالآراء . هكذا تم الاتفاق , فطلب منه المأمون المسير الى -مقرّ الخلافة-، فاستجاب الإمام مكرهاً، وهو يعلم جيدا ان ولايته هي المَخرج من الأزمة السياسيّة التي أحاطت بالمأمون ليوقف قوى جناحَيْ المعارضة العلويّة والعبّاسية .في شهر رمضان سنة201 هـ . أقام المأمونُ احتفالا حضر الناس على طبقاتهم من القادة والحجّاب والقضاة وغيرهم، فجلس المأمون وجلس الإمام الرضا(ع) الى جانبه. وابتدأ بابنه العبّاس أن يُبايع الأمام أوّل الناس، وبعده أمر الحاضرين لبيعة الإمام، بعدها وزعت جوائز لكبار الحاضرين وقام الشعراء والخطباء في إلقاء الكلمات والقصائد، ثم أمر المأمون بأن يُذكر اسمُ الإمام{ع}على المنابر وأن تُضرب الدراهم والدنانير باسمه ولقبه، فذكر اسمه في مكة والمدينة والبلدان الاسلامية . والدعاءُ له ولكن الذين دعوا للأمام ليس لانه امام مفترض الطاعة , بل لأنه ولي عهد المأمون. وهناك كثير من الناس يدعون لشخص في السلطة . فاذا مات او خلع تتبدل كلمة الذين يفدونه بالروح والدم يشتمونه ويذكرون جرائمه ويلعنونه كما دعوا له سابقا.
من اين جاءت فكرة ولاية العهد في السلطة العباسية ..؟ لماذا لم يقم بها السفاح والمنصور وهارون العباسي..؟ الجواب :في الفكر العباسي، لا توجد "ولاية" للإمام الرضا وغيره .بل جاءت مبادرة من المأمون العباسي عيين الإمام ولياً للعهد. هذه الخطوة كانت لدوافع سياسية لتهدئة الاوضاع وثورات العلويين، وإضعاف المعارضة من خلال إشراك شخصية لها احترام من ال محمد {ص} في السلطة، وهي محاولة{إظهار حسن النية تجاه العلويين من جانب اخر استغل الامام الفرصة لإصلاح المجتمع من خلال نشر فضائل أهل البيت{ع} في الحوارات الفكرية التي عقدها المأمون لأحراج الامام امام الناس. فأعطت الحوارات قمة في العلم والبيان . لم تسنح الفرص لغيره من الائمة المعصومين . ** **إشاعة فضائل ال محمد{ص}: استغل الإمام الفرصة ونشر علوم أهل البيت {ع} وتواصل مع علماء الاديان الاخرى فبين العلوم الاسلامية مقرونة بهذا البيت: عن زرارة قال: كنت عند الباقر{ع} سأله رجل من أهل الكوفة عن قول أمير المؤمنين{ع}: " سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شئ إلا أنبأتكم به " فقال له الامام :إنه ليس لأحد علم إلا خرج من أمير المؤمنين{ع} فليذهب الناس حيث شاءوا، فو الله ليس الامر إلا من هنا، وأشار بيده إلى صدره. الرواية الثانية عن أبي مريم قال قال: الباقر{ع} لرجلين من اصحابنا {شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا إلا ما خرج من عندنا أهل البيت}.هذه نقطة مهمة لان المذاهب نشأت تلك الفترة, فقارن الناس كلامهم بعلم ال محمد{ص} فكانوا يكتبون ما يقول: نقلها الشيخ الصدوق والكافي فكانت قمة في العلم بعيدا عن الخرافة وعن افكار اليهود فتم تأليف كتاب من جرئين بعنوان { عيون اخبار الامام الرضا} .
**ــ من التراث الذي ورد من الحوارات في فكر الشيعة .هناك اسس نقدية لواقع الاديان السماوية. جاءت من المناظرات التي رعاها الامام الرضا (ع)بحضور الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئة والهربذ الاكبر واصحاب زرداشت ونسطاس الرومي والمتكلمين من جميع الملل،!! في هذه المناظرات العلمية اعلن الامام (ع)استعداده لمناظرة اهل التوراة بتوراتهم واهل الانجيل بإنجيلهم واهل الزبور بزبورهم والصابئة بعبرانيتهم والهرابذة بفارسيتهم واهل الروم بروميتهم .وحضر مجلس المناظرة مجموعة من بني هاشم بحضور البلاط العباسي وعلى رأسهم المأمون ، وتم ابلاغ الامام (ع) بما يرغب فعله المأمون وشوقه للمناظرات فقال له:(جعلت فداك ان ابن عمك ينتظرك وقد اجتمع القوم) تحليل الدوافع لهذه الظاهرة التي لم تحدث منذ نزول الوحي الى ولاية عهد للإمام الرضا{ع} ان الدولة تقوم رسميا لعقد المناظرات بحضور رئيس الدولة فلابد من أن تكون الدولة تهدف الى غايات معروفة او مجهولة، لان هذه المناظرات ظاهرة علمية كبيرة حيث وفرت الحوار العلمي وحرية التعبير والمجادلة وإثبات الهوية الفكرية بكل احترام وهو ما يعبر عن عظمة الاسلام وفتح الحوار للناس على مختلف معتقداتهم فكانت ايضاحات الامام رصينة واضحة مع المناظرين بأدلة من مصادرهم فارتقت الروح العلمية الرائعة والاسلوب المقنع.
**كان سؤال الجاثليق : (ما تقول في نبوة عيسى وكتابه؟) اجابه الامام (ع)(انا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما وقرت به الحواريون، وكافر بنبوة كل عيسوي لم يقر بنبوة محمد{ص} وبكتابه وما بشر به امته)، وهنا يشير الى البشارة في الاناجيل المتداول آنذاك بنبوة محمد{ص}[عيون الاخبار للشيخ الصدوق ج1، ص 129 ].
كان الامام يخبرهم بوجود نصوص في كتبهم المقدسة ولكن الآن ثبت انها حذفت. واستدل الامام الرضا (ع) بيوحنا الديلمي في قوله : (ان المسيح اخبرني بدين محمد العربي وبشرني به انه يكون من بعده فبشرت به الحواريون فآمنوا به)اقر الجاثليق بهذا الكلام ولكنه ذكر انه لم يعرف متى يكون ذلك، أي ان النبي الخاتم لم يبعث..! ثم ان الامام (ع) استشهد بنسطاس الرومي ورأس الجالوت اليهودي ليقرؤوا له السفر الثالث من الانجيل، قالوا لم نعرف هذا النص في السفر الثالث لنرجع اليه ومقارنته مع ما موجود الآن من نصوص في الانجيل وقد خلت الرواية منها .
وسؤل الامام عن عدد الحواريين وافضلهم فقال:(كانوا اثني عشر رجلا وكان اعلمهم لوقا) ، اما علماء النصارى فذكر ثلاثة:(يوحنا الاكبر ويوحنا بقرقيسيا ويوحنا الديلمي)، اما من اعقد المناضرات. اثبات بشرية النبي عيسى(ع) ودفع الالوهية عنه نفسه ..من اروع ما قال:(وما ننقم على عيساكم شيئا الا ضعفه وقلة صيامه وصلاته)!! فأجابه الجاثليق برد سريع فيه قساوة قائلا: (افسدت والله علمك وضعفت امرك وما كنت ظننت الا انك اعلم المسلمين) فرد الامام (ع): (لماذا) قال الجاثليق من قولك: (ان عيسى كان قليل الصيام قليل الصلاة. بينما هو ما افطر قط ولا نام بليل وما زال صائم الدهر وقائم الليل، قال الرضا (ع): اذن لمن كان يصوم ويصلي؟) فسكت الجاثليق ثم بدأ الامام (ع) يعرض بعض الاسئلة عليه لنفي الربوبية فذكر مشابهة احياء الموتى وابراء الاكمه والابرص عند اليسع وحزقيل، ومع هذا لا يقال لهما انهما من الارباب ثم ذكر الامام الرضا (ع) وقوع مثل هذه المعجزات للنبي محمد كشق القمر وتسبيح الحصى في يده ولكن لا يعتقد احد بربوبيته ومعاجزه اكثر ممن سبقه من الانبياء .
، ثم نقل الامام كلامه: (اني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور الجلباب الثوب الكبير.ورأيت راكب البعير ضوءه مثل ضوء القمر فقالا : قد قال ذلك شعيا (ع)، ثم ذكر نصا آخر من الانجيل وهو قول عيسى: (اني ذاهب الى ربكم وربي والبار قليطا،{ المعين والمستشار} يشهد لي بالحق وهو الذي يفسر لكم كل شيء ويكسر عمود الكفر، فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئا من الانجيل الا ونحن مقرون به) ثم اقر الجاثليق بثبات هذه النصوص عندهم، كما ذكرها الامام (ع) وكشف الامام النصوص القديمة وما حصل من اضافات او حذف فيها,هي التي احدثت انقسامات في الكنيسة .{ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم}(س البقرة) تعني أن الويل والعذاب لمن يكتبون الانجيل والتوراة بأيديهم يشوهون الحقائق ويبدلون الكتب السماوية، ثم يدعون أن ما كتبوه هو من عند الله، وذلك ليحصلوا على مكاسب دنيوية. احبار اليهود الذين حرفوا كتبهم وعقائدهم, المصيبة نقلوها في التراث الاسلامي.
يشير الامام الرضا (ع) في مناظراته الى شيء خطير في تاريخ المسيحية بقوله:(يا جاثليق الا تخبرني عن الانجيل الاول:من وضع لكم هذا الانجيل) . فكان جوابه فقد الانجيل ليوم واحد ثم وجده يوحنا ومتى غضا طريا، فاستدل الامام لو كان كذلك لما اختلفتم فيه ووجد على نسخ متعددة بعشرة اناجيل بينما الاول لا اختلاف فيه، ثم شرح الامام متى ظهرت هذه الاناجيل : (اعلم انه لما افتقد الانجيل الاول اجتمعت النصارى الى علمائهم، فقالوا لهم : قتل عيسى بن مريم (ع) وافتقدنا الانجيل وانتم العلماء فما عندكم؟ فقالوا ان الانجيل في صدورنا ونحن نخرجه اليكم سفرا سفرا في كل احد فلا تحزنوا عليه ولا تتركوا الكنائس فإنا سنتلوه عليكم في كل احد حتى نجمعه لكم فاجتمعوا ووضعوا هذا الانجيل كان هؤلاء الاربعة تلاميذ لتلاميذ الاولين) وأيد الجاثليق هذا الكلام من دون اعتراض .
هذه الفرصة ما اتيحت لأمام قبله . لان المناصرات كانت علنية اعلامية يحضرها القضاة والفقهاء والمؤثرين في المجتمع. بينت علوم ال محمد {ص}كان اسلوب الامام الرضا{ع} انه يعطي حرية في المناظرة والرد على الشبهات، مما ساعد على ترسيخ مفاهيم أهل البيت.{ع} وبينت مستوى علمهم عن غيرهم وهذا ما امر به القران ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) قال: نحن أهل الذكر....
*** من جانب اخر اثارت قضية ولاية العهد للإمام الرضا (ع)أزمة شديدة بين المأمون والعباسيين وصلت إلى حد التهديد ـــ ما هي قضية ابراهيم بن المهدي اخ هارون؟:يقول ابن كثير في كتاب البداية والنهاية . اعلن ابراهيم بن المهدي انشقاقه على المامون ونصب نفسه خليفة ساعده اغلب العباسيين . فارسل المأمون بعض قادته الى بغداد ودخلوها . والقوا القبض على اغلب المساندين لعمه ابراهيم وزجهم في السجن فاختفى القائد ابراهيم بن المهدي . بقي مختفيا بعد السيطرة على بغداد ست سنين متنقبا في زي امرأة ومعه امرأتان , وفي ليلة متأخرة كان يمشي ومعه المرأتان وهو يرتدي ثياب نسائية سألهم الحارس إلى اين في هذه الساعة ؟من الليل ,أراد أن يمسكهن فأعطاه إبراهيم خاتما كان في يده من ياقوت، فلما نظر إليه استراب وقال: إنما هذا خاتم رجل كبير الشأن، فذهب بهن إلى امر الحرس فأمرهن أن يسفرن عن وجوههن، فامتنع إبراهيم فكشفوا عن وجهه بالقوة فإذا هو الامير الضرورة. فسلموه إلى حراس المأمون، في دار الخلافة ونقابه والعباءة على رأسه ليراه الناس، .فأمر المأمون الاحتفاظ به في السجن مدة، ثم أطلقه بعد ان اعدم جماعة ممن كانوا في السجن بسبب بيعتهم له , ثم ان إبراهيم وقف بين يدي المأمون عاتبه على ما بدر منه فقال له عمه إبراهيم يا أمير المؤمنين ! إن تعاقب فبحقك، وإن تعف فبفضلك. فقال:بل أعفو عنك والندم توبة وبينهما عفو الله فسجد شكرا لله عن ابن عساكر أن المأمون لما عفا عن عمه أمره أن يغني له.
ذهبت من الدنيا وقد ذهبت عني * لوى الدهر بي عنها وولى بها عني
فإن أبك نفسي أبك نفسا عزيزةً * وإن أحتقرها أحتقرها على ضغن
عدوت على نفسي فعاد بعفوه * عليَّ فعاد العفو منا على منِّ...
فقال المأمون: أحسنت يا أمير المؤمنين فرمى العود من يده.
اما الامام الرضا{ع} مضى اكثر من عام بعيدا عن اخته فاطمة المعصومة فهاج بها الحنين اليه.وعلم الإمام بحال أخته فكتب إليها كتاباً يطلب منها القدوم عليه ،وارسله بيد أحد غلمانه، إلى المدينة وسار الغلام حتى سلّم الكتاب إلى فاطمة المعصومة{ع} فتهيأت للمسير للقاء أخيها في طوس، وركب من قومها اثنان وعشرون هاشميا فيهم اثنان من أخوتها، وأبنائهم, وتوجهوا إلى قم ثم الى طوس .والتحق بهم في مسيرهم أعداد كبيرة من الشيعة رجالاً ونساءً وكان معها أحمد ومحمد والحسين أبناء الكاظم{ع} لما وصلت فاطمة المعصومة الى قم، نزلوا في ساوة - حوصر الرّكب، من العباسيين رجال المأمون .فقتل من قتل وشرّد الباقون، وجرح هارون أخا الرضا{ع}، ثم هجموا عليه فقتلوه .بمرأى من السيدة فاطمة المعصومة {ع} فقد شهدت مقتل إخوتها وأبنائهم،. كانت سفرة السيدة معصومة مصائب مؤلمة .ورحلت مولاتنا من ساوة مثقلة بالأحزان نحو قم، ورد عن جدّها الإمام الصادق{ع}يوم قال:" وإنّ لنا حرماً في بلدة قم ستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة ". لما بلغ أهل قم نبأ وصولها خرج الأشراف لاستقبالها، كان في طليعة مستقبليها موسى بن خزرج الأشعري، لمّا وصل إليها أخذ بزمام ناقتها، وجرّها إلى منزله بقيت في داره سبعة عشر يوماً. لا زال موضع المنزل ماثلاً إلى اليوم، أصبح مدرسة للعلوم الدينية في قم، اتخذت من البيت محراباً تصلّي فيه. يقول المحدّث القمّي:" والمحراب الذي كانت فاطمة تصلّي فيه موجود إلى الآن في دار موسى بن خزرج يزوره الناس معروف ب "ستية" بمعنى السيّدة. بقيت في بيت الرجل الصالح موسى بن خزرج ستة عشر يوما وفارقت روحها الدنيا. ودفت في ارض موسى بن خزرج.
قِفْ بِأَكْنَافِ (فَاطِمِ المَعصُومَه) *** بنتِ مُوسَى بنِ جَعفَرٍ وَالكَرِيمَه
بنت مُوسَى أُخت الرِّضَا وَإِلَيْها *** كُل يَوْمٍ يَهْدِي الرِّضَا تَسْلِيمَه
َقَالَ { من زَارَهَا فَقَد زَارَ قَبْرِي} *** وَنَعِيمُ الجِنَانِ يَغْدُو نَعيمَه
شَابَهَتْ أُمَّهَا البَتُولَةَ إسْماً *** ***وَخِصَالاً فَسُمِّيَتْ (مَعصُومَه)
عافت وطنها والأهل بنت الميامين/// لجل الأخو شالت وهي تصفج الچفین
والتمت اعليها الحراير واليتامى ///وكلمن يودعها ويصيح مع السلامه
وايگول يلي من امچ الزهرا علامه//سلمي على خوچ الرضا لیمن وصلتین
{{لما جاءت الى ايران}} //اركبت هودجها عقب ماودعوها//هذي توصيها تقبل راس اخوها /// وهذي تقول الها تمر بقبر ابوها///وراحت الحره وردت النسوان عنها ///وقالت لي الله وقوض الحادي بظعنها //وجرت الحسرة وصدت تودع وطنها....
: يالي تعنيتي وجيتي من أرض طيبه /// هيهات أخيك ياحزينه تلتقينه
يالي تعنيتي وجيتي من المدينة /// ماكاتب الله يازجيه أتواجهينا
لنه قضى مسموم ردي ياحزينه //هذي الشيعة في عزيه ابهالمصيبه
ردي ولاتروحي يمحزونه إلى طوس//يقولون مدفون بارضها شمس الشموس///هذي الشيعة لجل موته تلطم الروس//حنت ونادت ياخلق ويش هالمصيبه ///ومن سمعت بموت الرضا منها القلب ذاب//
نتوجه الى مولانا رسول الله{ص} نعزيه بابنته المعصومة ..
من هالذي يوصل خبرها //// الشرف طيبه وكل فخرها
يا مبعوث للجن او بشرها// في قم الك مهجه احضرها
من هو الينزلها بقبرها ///
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat