صفحة الكاتب : ليث الصندوق

من يوميات أبي مارتا الغريب
ليث الصندوق

 ألعِمارة ُتحتَ لِحافِ الظهيرةِ نائمة ٌ

والشَخيرُ يُصَعّدُهُ خشَبُ الشُرُفاتْ

بكاءُ نوافِذ َمَخلوعَةٍ

بَارَحَها الضِحكُ

مُذ مَسَحَ  ُالدهرُ ما بَصَمَتهُ بأحمَرهِنّ

                       على لوحِها قُبَلُ الفتيات         

كِسَرٌ من كؤوس مُهشّمةٍ

كأنّ السَلالِمَ مَرشُوشَة ٌبرذاذِ الضياءْ

غرَفٌ حينَ تُفتحُ أبوابُها

يَنفخُ السُلّ ما في مناخيرهِ من هواءْ

... هكذا يتنزّلُ من غرفةٍ في السطوح الغريبُ

شفيفاً لفَرطِ نحافتهِ

مثلَ قنينةٍ اُلبِسَتْ سِترة ًوحِذاءْ

ولكنهُ عندما يتعثّرُ

ترتجّ من تحتِهِ طبَقاتُ العِمارَةِ

والمُذنبون يقومونَ ركضاً من النوم للصَلواتْ

وقد تترجرَجُ أبنية ُالحَيّ طُرّاً

إذا هُدنة ُالصمتِ ما نُقِضَتْ

وشَنّ بسكرتِهِ (أبو مرتا) على النائمينَ حروبَ الغناء

... لم تكُ تلكَ بزلزلةٍ

يومَ أنْ مالتِ الأرضُ

واندفعَ الخائفونَ عراة ًإلى الطرقاتْ

ناسينَ زوجاتِهمْ يتصايَحنَ تحتَ أسِرّتِهِنّ

وتسْوَدّ فوقَ اللهيبِ قُدُورُ الحَسَاء

ففي السطح قد بدأ السابحون السُكارى

                  مسابقة َالغوص داخلَ كاسَةِ ماءْ

**

هكذا هو ينزلُ في دَعَةٍ ووَقار

مخافةَ َأنْ يتخلّفَ عن ظِلّهِ  خُطُواتْ

ويفجأهُ زمنُ الغادرين

فيقطفُ آخِرَ ما في غصون سكينتِهِ من ثِمار 

خُطوة ٌمُتثاقِلة ٌ ، ثمّ أخرى

وبينهما غفوة ٌوانتظار

وقد تتجاوزُ رحلتُهُ بين غرفتِهِ في السطوح ،

                         وبابِ عمارتِهِ سنواتْ

( هل غرفةً هيَ كانت ؟

أم هي كانت مَصيدَةَ فار ؟ )

تدخلها غازياتٍ جيوشُ الحنين بخَيلٍ من الذكرياتْ

وبالرغم من أنها دونَ بابٍ

ومن دون نافذةٍ

بيدَ أنّ الملائكة َالهائمينَ تحاشَوا محارقها

مخافة َتَلسعُ أقدامَهم جمرة ُالحسراتْ

**

ألمدينة ُنائمة ٌ

والسُكُونُ هو القاتِلُ المُتنقلُ عبرَ قطاراتِ منتصفِ العُمر

حاملاً بحقيبتِهِ حُقنة َالإنتحار

في فُندُقِ الليل يغفو السُكارى بجرارة المنضدة

تُضخّمُ سَمّاعة ُالصمتِ مكبوتة َالحسراتِ

فترتدّ مثلَ دويّ انفجار

  • أنينَ كَمانٍ يُقدّمُهُ العازفُ الكَهلُ

                         من غرفةٍ في السطوح

لزوّاره الأوفياءِ : الجداجدِ والقملِ ليلاً

                          دليلَ التزامٍ بحُسنِ الجوار

  • ترجيعَ صافرةٍ كالتثاؤبِ يطلقعهُ الحَرَسُ النائمونَ

لعلّ لُحُونَ النعاس التي جمّدتهم

تسُدّ أمامَ اللصوصِ دروبَ الفِرار

  • آهاتُ جسمين مُرتجفين

يذوبان فوق السرير ببعضهما

ويفوحانِ ابخرةً ولهيباً

فمثلَ الحديدِ تذوبُ الجسومُ ،

                 وتُلحَمُ – لَصقَ الجُسُوم - بنار

**

حينَ يُغطّي سكارى الحدائِق بالعُشبِ احلامَهم

وينامون في الساقية

ويُسدَلُ في غرفةٍ فوقَ سَطح الظنون سِتار

وحينَ تُصِرّ – وإنْ لم تُمَسّ – سلالمُ من خشبٍ

اصابَ ارتعاشُ النجوم مساميرَها بالدُوار

يلمّ الغريبُ بكفيه أدمُعَهُ

نادماً أنهُ ظلّ ينسى مَدى العُمر تخميرَها في جِرار

وما زالَ منذ ثلاثينَ عاماً يُغني

كمن قُلِعَتْ سِنّهُ دون بَنجٍ

يُغنّي ، ويبكي

فتُظلِمُ مما بأعماقِهِ من غيوم سماءُ النهار

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ليث الصندوق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/22



كتابة تعليق لموضوع : من يوميات أبي مارتا الغريب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net