الذكاء العاطفي
نسرين علي عواد 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  قال الله سبحانه تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) وقال النبي (ص): (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم)، وهذا يعني أن قدرة الإنسان على التعامل الايجابي مع النفس ومع الآخرين، وقدرته على التعامل مع عواطفه، بحيث يحقق قدراً ممكناً من السعادة لنفسه ومن حوله، والمقدرة على الاكتساب والتعلم، واستخدام المعلومات لفهم العلاقات بين الأشياء والأفكار والتعامل بين العقل أو بين الشعور والفكر يبرز لنا أهمية المكون العاطفي في التفكير.
 ولهذا يرى العلماء للذكاء العاطفي تأثيرات واضحة ومهمة، ومنها نشأ مصطلح علمي باسم (الذكاء العاطفي) الذي لاحظ أن الكثير من المشاعر تتولد في نفوسنا نتيجة لنمط تفكير معين، وعند تغيير النمط تتغير المشاعر. كما أن الشعور بدوره يؤثر على تفكير الإنسان، فيفتح أمامه الآفاق واسعة، واكتشف العلم الحديث أن في الدماغ توجد منطقة تسمى (اللوزة)، وهي تسجل الأحداث والمشاعر وتخزينها في مجال العقل الباطن (اللاوعي) حسب ما يردها من معلومات تثير اللوزة المشاعر بشكل لا إرادي، ويعمل الحدس أيضاً بنفس الطريقة، إذ يسجل الصور والتعابير والأساليب، ويسجل المشاعر، ويثير الحواس.
 يستخدم الناجحون حدسهم كثيراً في اتخاذ القرارات، فالحدس ينتقي من بين الخيارات ويرجح ما يراه مناسباً. وقد ينخدع الحدس بمظاهر الآخرين، وقد تختلط المشاعر. ونرى أن الرسول (ص) قال: (اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله)، وهذا يدل على صدق المؤمن مع نفسه، ويقوم مركز العقل الباطن (اللوزة) على تحليل المعلومات الواردة، واتخاذ قرارات قبل أن يدرك الانسان بسبب قيامه بالفعل... هذه المعلومات تولد مع الإنسان، ولكن تصفها الخبرات والتجارب. المعلومات تحدد مواقفنا وسلوكنا في الحياة، فعندما نصف أولادنا بأوصاف سلبية، إنما تبرمج عقلهم الباطن بشكل سلبي وسيؤثر ذلك سلباً على تصرفاتهم. 
**** 
(التعقيب الأول) 
 الفعل الجاد والحقيقي يتطلب عملاً نقدر من خلاله الاستفادة من مخزون عقولنا، وما نتج عنها من أفكار تذهب بنا إلى حلول ناضجة، وذات مستوى رفيع من العلم. 
 **** 
 (التعقيب الثاني) 
يكتسب الانسان الذكاء العاطفي وينميه عن طريق التجارب، ويعززه بتغيير العادات وكيفية التفكير، فالأفكار ينتج عنها الاعتقادات، فيجب على الانسان أن يحسن من تفكيره. القلق والخوف يخلق أفكاراً سلبية يقدر الإنسان على تحويلها إلى أفكار بواسطة تذكير النفس بالإيمان. 
**** 
(التعقيب الثالث) 
 أجد أن عتاب النفس أيضاً طريقة مهمة، لا لتثبيط العزيمة، وانما للحوار الايجابي وتحسين الأداء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نسرين علي عواد 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/20



كتابة تعليق لموضوع : الذكاء العاطفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net