صفحة الكاتب : محمد زيد ابوالقيس كهية

السيد عماد الدين النسيمي البغدادي الشاعر العالمي وشاعر الترك الكبير
محمد زيد ابوالقيس كهية

 مولده ونشأته

علي بن محمد، سيد عماد الدين النسيمي البغدادي التبريزي الحلبي التركماني وكنيته ابوالفضل وأكد لطيفي انه من نسل السادة الاشراف له شقيق اسمه شاه خندان.
شاعر عالمي وشاعر الترك الكبير، الشهيد السعيد. وجاء في كتاب عثمان مؤلفلري ان اسمه السيد عمر عماد الدين المعروف بنسيمي كما ذكر آغا بزرك في كتابه طبقات "ان اسمه قد يكون عماد الدين بن تاج الدين بن شمس الدین وينسب له مقبرتان احدهما في حلب والأخرى بشيراز".
يعد من أبرز شعراء القرن الثامن الهجري. ولد سنة 747هـ، وقيل سنة 771هـ كما ورد في كتاب ياقوتة حلب. وقد بدأ بكتابة الشعر منذ صباه، وابتعد عن مدح السلاطين والملوك.
تعددت الآراء حول مكان ولادته؛ فقيل إنه وُلد في مدينة بغداد (كما ذكر لطيفي) وقيل في شماخي بأذربيجان سنة 770هـ، وقيل في تبريز، أو في حلب، أو حتى في شيراز، وبورصة، وديار بكر، وكركوك.
حياته وتنقلاته
عاش النسيمي في القرن الثامن الهجري  حيث بدأ حياته في عهد الدولة الإيلخانية عاش في بغداد ردحا من الزمن ثم انتقل إلى بلاد اذربيجان وهناك تزوج من كريمة أستاذه الاسترآبادي (فاتحة الكتاب)، ثم غادر مدينة باكو سنة 797هـ متوجهًا إلى بلاد الأناضول. وبعد التضييق عليه هناك، ارتحل إلى بلاد الشام، فسكن في مدينة مرعش، ثم انتقل إلى حلب حيث استقر في حي المعقلية، وسكن في زاوية عُرفت فيما بعد بـ "مسجد نسيمي".
في حلب، ذاع صيته واجتمع الناس حوله، وكان علماء المذاهب يناظرونه، لكنه كان يفحمهم بالأدلة والبراهين، مما أثار حفيظتهم فوشوا به إلى السلطان.
دواوينه ومؤلفاته
• الديوان التركماني (الأذربيجاني): يضم أكثر من عشرة آلاف بيت.
• الديوان الفارسي: يضم نحو خمسة آلاف بيت.
• الديوان العربي: تعرض للإتلاف، ولم يصلنا منه إلا القليل.
• مقدمة الحقائق
• بحر الأسرار
ألقابه
• نسيمي (نسبة إلى بلدة نسيم قرب بغداد).
• الشيرازي.
• البغدادي.
• الشيرواني.
• الهاشمي.
• الحسيني وقيل قد اطلق على نفسه هذا اللقب لأنه سيد من الاشراف وهناك رأي آخر يقول انه نسبة الى الحلاج
• السيد.
• التبريزي.
• البكتاشي.
• الصوفي.
أساتذته
• السيد شاه فضل الله بن محمد التبريزي الاسترآبادي الشيرازي النعيمي.
قصيدته
وله قصائد كثيرة في مدح النبي (ص) وأهل بيته الأطهار منها هذه القصيدة:
يا رسول الله سنسن صدر وبدر كائنات
طلعت رخسارينزدان مست اولوبدور شش جهات
اول زمان كيم عرشه چخدین ای رسول الله
سن قاب وقوسینه یرشدن در شب قدر وبرات
شاه مردان علی دیر اولیالر سروری
هم آنا رب العلادنکشف ائدن هر مشکلات
شاه حسن اولدی چراغ انبیانین سرّدی یر
شاه حسين کربلادیر چشمه ی آب فرات
شاه زین العابدین چشم و چراغی انبیا
باقره اقرار ائدنلر بولدولار غمون نجات
جعفر صادق کیم اولدور سرور دنیا ودین
موسی کاظم که گلدی ظاهر اولدی معجزات
هشتمین سلطان عالم دیر خراسان سروری
هم آنین انواری نوریندن منوّردیر هرات
اي تقي سن سن امین سرّ اسمای الله
اي نقي سندن وجوده گلدی جمله موجودات
عسکری دیر محرم اسرار علم کبریا
اولدورور عین الیقین سرچشمه‌ی آب حیات
مهدی آلدی ذوالفقاری میندی دلدل آتینا
مشرک ومنکر منافق جمله سی مات اولدی مات
بو نسیمی خاک باک انبیا واولیا
قیل عنایت سن اونا اي مظهر ذات صفات
تكريمه
• سنة 1973م: احتفل الاتحاد السوفيتي والشعب الأذربيجاني ومنظمة اليونسكو ومجلس السلام العالمي بمرور 600 سنة على ولادته.
• سنة 1989م: أهدت الحكومة الأذربيجانية تمثال الشاعر نسيمي إلى سوريا، ليُحفظ في متحف حلب الوطني.
• سنة 2019م: أقامت أذربيجان احتفالات كبرى وأعلنتها عام نسيمي.
• الفنان سامي يوسف قرأ إحدى قصائده.
• يوجد له عدد من التماثيل في عاصمة أذربيجان باكو، وفي عشق آباد بتركمانستان، وفي مدينة شماخي وكنجه.
• أقامت جامعة الكوفة ندوة له عام 2018 بعنوان: شهيد المبدأ والعقيدة الشاعر التركي نسيمي البغدادي.
مكانته الأدبية
يعده بعض النقاد أول شاعر أجاد النظم باللغة التركمانية العراقية، كما اعتُبر شاعرًا مجيدًا بثلاث لغات (التركية، الفارسية، العربية).
وقد تميز بمكانته في الدعوة الحروفية، وبنهايته المأساوية. وشعره فيه صبغة روحانية وصوفية ويحتاج الى تعمق في فهم مراده، لذلك فقد اتهم باتهامات كثيرة نتيجة عدم فهم الناس لبعض أبياته.
وقد نظم الشعر بجميع أغراضه لا سيما الغزل والمديح والرثاء.
تأثيره وتأثره
ممن تأثر بهم: نظامي، مولوي، عطار، حافظ.
ممن تأثروا به: فضولي، حبيبي، محيطي، خطايي، قوسي، غيبي، جعفري، كشوري، حقيقي.
شهادات النقاد
• آغا بزرك الطهراني: "السيد عماد الدين البغدادي الترك الحروفي من مريدي فضل الله الاسترآبادي".
• عبدالفتاح رواس قلعه جي: "تُعد أشعاره درة الشعر الكلاسيكي الأذربيجاني".
• قاموس الأعلام: "عماد الدين الصوفي واحد من الشعراء المشهورين، طاف البلاد ودخل بلاد الروم في أوائل سلطنة مراد خان، وبعد ذلك أتى حلب وتوفي بها".
• عاشق جلبي: "السيد عماد الدين نسيمي كبير السادة تركماني من آمد ومعروف عند الخاص والعام بالسيد وآثاره الشعرية التركية لها قيمتها الأدبية".
• صاري عبدالله: "السيد نسيمي من أهل العرفان".
• عباس العزاوي في كتابه العراق بين احتلالين: "نسيمي لا يشق له غبار في الآداب التركية والفارسية وكان يميل إلى شطحيات المتصوفة".
(لكنه تحامل عليه فذكر الغث والسمين دون تحقيق أو دراية).
• رفيعي في كتابه بشارتنامه: "نسيمي شهيد الحب فضيلته مجيدة".
• سليم مطر: "عماد الدين نسيمي البغدادي مؤسس الشعر التركماني العراقي المولود في بغداد".
• تاريخ الإسلام في إيران: "الشاعر الأذربيجاني الكبير وشيخ الحروفية عماد الدين نسيمي".
• محمد باقر نقوي في كتابه الإمام زين العابدين (ع) في الشعر الفارسي: "عماد الدين نسيمي هو أحد أبرز رواد وشعراء الطريقة الحروفية".
• الأستاذ حسين الشاكري في كتاب ربع قرن مع الأميني: "من شهداء القرن التاسع الشهيد السيد عماد الدين الشيرازي المتخلص بنسيمي من أجلة سادات شيراز".
• السيد حسن الصدر في تكملة أمل الأمل: "السيد نسيمي الشيرازي من علماء عصر الشاه عباس الثاني...".
• شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي: "سنة 820هـ قُتل الشيخ نسيم الدين التبريزي نزيل حلب وهو شيخ الحروفية".
• ابن حجر العسقلاني في أنباء الغمر: "قتل نسيم الدين التبريزي أحد أتباع فضل الله التبريزي في الدولة المؤيدية سنة 821هـ بحلب".
• السخاوي في الضوء اللامع: أورد كلمات ابن حجر.
• محمد مهدي بيات: "السيد عماد الدين نسيمي البغدادي والذي يعتبر مؤسس الشعر التركماني في العراق المقتول في حلب".
• الدكتور اليان مسعد: "الشاعر الحلبي المنسي الشهيد والمصلوب عماد الدين النسيمي".
• مرتضى الجصاني: "يعد أحد أشهر الشعراء في التاريخ الأدبي العربي والفارسي والأذري".
• رسول رضا (الشاعر الأذربيجاني): "يجب تبجيل واحترام كل من ساهم في إماطة اللثام عن هذا الجمال (نسيمي)...".
• الدكتور خليل علي حيدر: "ولد الشاعر عماد الدين نسيمي (1417-1370) بمنطقة نسيم من ضواحي بغداد بالعراق، لكنه يعد أحد كبار شعراء تركيا وإيران".
• أحمد أوجاك (الباحث التركي): "زيارة الشيخ بدر الدين سيماوي إلى حلب في نفس فترة وصول نسيمي إليها كانت على الأرجح بغرض لقائه".
• محمد مدرس تبريزي في ريحانة الأدب: "السيد عماد الدين النسيمي الشيرازي عالم عارف فاضل كامل محدث شاعر ماهر المعروف بنسيمي".
• العلامة الأميني في شهداء الفضيلة: "السيد عماد الدين نسيمي جليل القدر سيد عالم فاضل محقق محدث عارف وكبير الشعراء وصاحب العلوم الواسعة".
• كتاب الحصون المنيعة: "سيد عماد الدين نسيمي محقق عالم وفاضل معروف وعارف ومن مريدي السيد فضل الله نعيمي".
• أنّا بريتانيكا ج23 ص372: "سيد عماد الدين نسيمي الشاعر التركي المتصوف".
• المستشرق جيب: "نسيمي أشهر شعراء الترك".
• د. حسين محمد زاده صديق: "الراجح أن نسيمي تبريزي المولد، وشعره كالشمس الساطعة المشرقة في سماء الأدب التركي والأذربيجاني".
• محمد جمال باروت: "تمكّن نسيمي من نسج علاقات وثيقة مع الأمراء التركمان...".
وفاته
بعد استشهاد أستاذه فضل الله الشيرازي سنة 796هـ في عهد الدولة التيمورية انتقل نسيمي إلى حلب.
تختلف الروايات حول وفاته:
• قيل إنه توفي سنة 807هـ.
• وقيل سنة 820هـ كما ذكر صاحب ياقوتة حلب.
• وقيل سنة 821هـ كما ذكر في مقدمة ديوانه التركي.
• وذكر آغا بزرك الطهراني أنه صُلب في شيراز سنة 837هـ ودُفن فيها، وقبره في منطقة زرقان (شيراز).
والراجح أنه دُفن في حلب في عهد المماليك قرب قلعة حلب.
قصة وفاته
استشهد في عصر السلطان المملوكي في مصر الملك المؤيد شيخ محمودي. وقصته المأساوية في حلب خلدته أكثر:
• الرواية الأولى: وُشِي به فوُجدت أوراق ممزقة من المصحف في حقيبته. سأله القاضي عن حكم من عبث بالقرآن، فأجاب: "تقطع يده". فقال له القاضي: "لقد حكمت على نفسك".
• الرواية الثانية: أحد طلابه نسب شعره لنفسه، فحُكم بالإعدام. ولما دافع نسيمي عنه واعترف أن الشعر له، اعتُقل وصدر الحكم عليه.
في النهاية، أمر السلطان بإعدامه بسلخ جلده حيًا والتشهير به في حلب سبعة أيام.
ورغم آلامه، أنشد مئات الأبيات وهو يُسْلَخ، حتى قيل أنه أنشد 500 بيت.
وعندما قال له القاضي: "إذا كنت على الحق فلماذا شحب وجهك؟"، أجاب:
"الشمس تشحب دائمًا عند المغيب لتشرق من جديد".
ثم وُضع جلده على ظهره وهو حي، ولفظ أنفاسه قرب قلعة حلب، وأُحرقت كتبه. وظنوا أنهم طمسوا ذكره، لكنه اليوم وبعد أكثر من 600 عام شاعر الترك الأول وشاعر أذربيجان الخالد.
الخاتمة
لم يكن نسيمي شاعر التركمان الأول في العراق فقط، بل هو حديث الناس في كل الدول الناطقة بالتركية.وشعره منتشر ويحفظه الناس في شمال عراقنا الحبيب ..
وقد تعرض في حياته لمنغصات كثيرة فما أقعده ذلك، بل ازداد شوقًا لإكمال مسيرته وختمها بنهاية مأساوية.
فرحمه الله وغفر له.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد زيد ابوالقيس كهية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/11



كتابة تعليق لموضوع : السيد عماد الدين النسيمي البغدادي الشاعر العالمي وشاعر الترك الكبير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net