صفحة الكاتب : محمد الطالب

التحولات الفكرية في المجتمع  (ظاهرة العولمة مثالاً)
محمد الطالب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 (العولمة) هي مصطلح يشير المعنى الحرفي له الى تلك العملية التي يتم فيها تحويل الظواهر المحلية والقيم الحضارية الى أبعد من ذلك.. ويمكن تعريفها بأنها عملية يتم من خلالها تعزيز الترابط بين الشعوب في إطار مجتمع واحد.

والعولمة كمصطلح حسب الدراسات والبحوث التي تناولت هذا المصطلح فهي مشتقة من (عالم) ومصطلح العولمة يعود في الاصل الى كلمة انكليزية (global) والتي تعني عالمي.
وتهدف العولمة الى اختلاط ثقافي يساعد على تلاقح الأفكار والحضارات وخلق بيئة لمجوعة افكار جديد ناتجة عن هذا التلاقح. أما اجتماعياً فتهدف الى الانفتاح والتسامح وبث روح الانسانية والمعايشة السلمية, هكذا عرفها البعض.
ولكن, هل اصبح المجتمع بعد تفشي هذه الظاهرة أكثر تسامحاً فعلاً؟ هل احترمت المجتمعات المتلاقحة فكرياً كما يبدو روح التعايش..؟ ما الذي جناه المجتمع العربي من هذا الانفتاح، وماهي النظرة الاسلامية لما يدور حول هذه الظاهرة؟ 
 على الرغم من انتشار الواسع الذي حققته العولمة، إلا أن هناك دراسات تشير إلى انها إلى الآن غير واضحة المعالم لا من حيث المفهوم ولا من حيث اختبارها على ارض الواقع.
 ومن خلال تصفحي لبعض الدراسات لاحظت تأثر بعض الباحثين في هذا الموضوع والانحياز بين الرفض والقبول وحسب المفهوم المجتمعي للكاتب, فالبعض متخوف من انتشارها والبعض الاخر لايرى اي سبب لهذا التخوف، بل على العكس اذ يرى في اندماج الشعوب تجددا في القيم والفكر والثقافات, أي حسب الثقافة البيئية والمجتمعية للكاتب.
 إن الهدف الأساس من هذه الظاهرة والتي جاءت بثمار هيمنتها, تكمن في إزالة الحواجر بكل أنواعها بين شعوب العالم وهي محاولة لخلق نمطية جديدة في الحياة والسلوك والثقافة, والترويج لذلك من خلال الثورة المعلوماتية التي ساعدت العولمة على حدوث قفزة هائلة في ظل ثورة الانترنيت التي عمقت ظاهرة العولمة أجتماعيا.
 إذ أن هذه الظاهر تهدف لجعل العالم مدينة واحدة وهذه النقطة قد تبدو غير مرحب بها في عالمنا الاسلامي؛ لأنها قد تؤدي الى تلاشي خاصية من خصوصيات المجتمعات والاديان, وهذا شيء مناقض لما جاءت به شريعتنا الاسلامية الذي احترمت خصوصيات الشعوب والامم من خلال قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ  إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) وهنا يجب التطرق الى نقطة مهمة, وهي ان الاديان أعمق تاريخيا وحضاريا من هذه الظاهرة، وان الاسلام على وجه الخصوص يتجه نحو العالمية منذ نزوله، وأسس للتعايش السلمي، وتلاقح الثقافات، وانفتاح الحضارات فيما بينها.. ولكن كشعوب على العكس من الاندماج التي تهدف اليه العولمة، إذ عايش الاسلام مختلف الديانات وتسامح معها تسامحاً واضحاً.. فهو يعترف بالقيم المشتركة بين الحضارات وحث على الفهم المتبادل لقيم الشعوب، ودعا الى الحوار بين الديانات، وإزالة ما طرأ منها من تحريف, كقوله تعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) . 
وما لايمكن انكاره هنا هو الجانب الايجابي لهذه الظاهر من تداول التقنية، ورفع المستوى الثقافي والحضاري والحس الانساني التي تدعو إليه, لذلك يجب مناهضة ماهو سلبي في هذه الظاهرة والاثار السلبية التي خلفتها من ازمات مالية، واستهتار بالبيئة بسبب الرغبة بالتطور الصناعي.. وسلبيات العولمة السياسية المتمثلة في سياسة الادارة الامريكية على الساحة العربية.. والتأثر الاوربي المناقض لما تهدف اليه العولمة, من خلال الاختراق الفكري والتثقيف لظاهرة الهجرة غير الشرعية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الطالب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/25



كتابة تعليق لموضوع : التحولات الفكرية في المجتمع  (ظاهرة العولمة مثالاً)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net