المجرم الحجاج التكريتي في قفص العدالة
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

المجرم الحجاج التكريتي في قفص العدالة اليوم ولا يفيد عض اليدين على ما اقترفه هو ومجموعته بقتل آلاف الأبرياء زمن الطاغية صدام في نقرة السلمان الواقعة في صحراء لاهبة. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا" ﴿الفرقان 27﴾ يوم القيامة له مشاهد عجيبة، حيث ورد بعضٌ منها في الآيات السابقة، وفي هذه الآيات اشارة الى قسم آخر منها، وهي مسألة حسرة الظالمين البالغة على ماضيهم، يقول تعالى أوّلا: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرّسول سبيلا". جملة "يوم يعض الظالم" عطف على «يوم يرون» التي مضت قبل عدّة آيات، بعض يعتبرها أيضاً متعلقة بجملة مقدرة «اذكر». "يعضّ" من مادة «عضّ» (على وزن سدّ) بمعنى الأزم بالأسنان، ويستخدم هذا التعبير عادة بالنسبة إلى الأشخاص المهووسين من شدّة الحسرة والأسف، كما في المثل العربي، لأن الإنسان في مثل هذه الحالات لا يعض الإصبع دائماً، بل يعض ظاهر اليد أحياناً، وكثيراً ما يقال ـ كما في الآية الآية مورد البحث ـ "يديه" يعني كلتا اليدين حيث تبيّن شدّة الأسف والحسرة بنحو أبلغ. وهذا العمل يصدر من هؤلاء الأشخاص حينما يطلعون على ماضيهم، ويعتبرون أنفسهم مقصرين، فيصممون على الأِنتقام من أنفسهم بهذا الشكل لتهدئة سورة الغضب في نفوسهم والشعور بالراحة. وينبغي حقّاً، أن يسمى ذلك اليوم (يوم الحسرة) كما ورد هذا الوصف بالذات في القرآن ليوم القيامة أيضاً (سورة مريم الآية 39) "وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" (مريم 39)، ذلك لأن المجرمين يرون أنفسهم في أتعس حال بين يدي الحياة الخالدة، في الوقت الذي كانوا يستطيعون خلال أيام من الصبر والإستقامة ومجاهدة النفس والإيثار أن يستبدلوا ذلك بحياة مشرفة وسعيدة، وهو يوم أسف أيضاً حتى بالنسبة إلى المحسنين، فهم يأسفون على أنّهم: لماذا لم يحسنوا أكثر. ثمّ يضيف القرآن الكريم أنّ هذا الظالم المعتدي الغارق في عالم الأسف.
جاء في موقع تنوع نيوز عن اعتقال "الحَجّاج" جلّاد نقرة السلمان الذي أرهب ضحايا الأنفال للكاتب إيناس الوندي: رووداو تكشف صور "الحَجّاج" لأول مرة في عام 2017، أجرت شبكة رووداو الإعلامية تحقيقاً استقصائياً غير مسبوق، تمكنت خلاله من كشف أول صور لعجاج التكريتي، بعد رحلة بحث بدأت في البصرة. هناك، التقى فريق التحقيق بـ"أبو عدنان"، الذي سلّمهم صورتين نادرتين تعودان لثمانينيات القرن الماضي، حصل عليهما من قريب تدرب عسكرياً مع عجاج في بغداد. الصورة الأولى أظهرت عجاج وهو يأكل أفعى حية، بينما بدت دماء الأفعى على شفاه رفاقه. أما الثانية، فوثقت لحظة سلخه لأرنب حي، بعينين تفيض قسوة. رحلة التحقق: من نقرة السلمان إلى حلبجة الشهيدة: لتوثيق الهوية، زار فريق رووداو بقايا سجن نقرة السلمان، حيث ما زالت جدرانه تحمل كتابات كوردية شاهدة على معاناة الضحايا. هناك، التقى الفريق بأهالي البلدة، ومنهم "عذاب الشمري"، الذي أكد رؤيته لعجاج حين كان طفلاً، وعرّفه فوراً في الصور قائلاً: "هذا هو الحَجّاج، لم أنسَ سيارته اللاندكروزر البيضاء والسوبر الحمراء موديل 1985." وفي حلبجة الشهيدة، التقى الفريق بخمسة من الناجين. قدموا أوصافاً دقيقة لملامحه وسلوكه، وما إن عُرضت الصور حتى أجمعوا بشكل منفصل على أنه هو الجلّاد الذي أرهب السجناء الكورد في نقرة السلمان. العدالة أخيراً تطرق باب الأنفال: اعتقال عجاج التكريتي يمثل خطوة فارقة في مسار العدالة لضحايا الأنفال. فهو ليس مجرد ضابط بعثي، بل رمز لجهاز قمعي طمس آلاف الأرواح، وبقي لسنوات بعيداً عن يد القانون. اليوم، وبعد أكثر من 37 عاماً، عاد اسم "الحَجّاج" إلى الواجهة، ولكن هذه المرة ليس كجلاد يثير الرعب، بل كمتهم سيواجه محاكمة علنية، قد تُعيد بعضاً من حق الضحايا وتغلق صفحة دامية من ذاكرة العراق.
جاء في معاني القرآن الكريم: يوم اليوم يعبر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها. وقد يعبر به عن مدة من الزمان أي مدة كانت، قال تعالى: "إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان" (آل عمران 155)، "وألقوا إلى الله يومئذ السلم" (النحل 87)، وقال: "أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم" (البقرة 254)، وغير ذلك، وقوله عز وجل: "وذكرهم بأيام الله" (إبراهيم 5) فإضافة الأيام إلى الله تعالى تشريف لأمرها لما أفاض الله عليهم من نعمه فيها. وقوله عز وجل: "قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين" الآية (فصلت 9)، فالكلام في تحقيقه يختص بغير هذا الكتاب. ويركب يوم مع (إذ) فيقال: يومئذ نحو قوله عز وجل: "فذلك يومئذ يوم عسير" (المدثر 9) وربما يعرب ويبنى، وإذا بني فللإضافة إلى إذ.
عن مؤسسة كركوك الاعلامية اتحاد كتاب الابادة الجماعية يشيد بعملية اعتقال حجاج نقرة السلمان: واشار في بيان تلقى (PUKMEDIA) نسخة منه، الى ان: "المتهم ارتكب، إبان الحقبة الديكتاتورية، سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية بحق المئات من المواطنين العراقيين، لاسيما من أبناء القومية الكوردية المنفيين قسراً إلى محافظة المثنى، تمثلت في التعذيب والقتل والاغتصاب داخل ذلك المعتقل سيئ الذكر. وبهدف تضليل الأجهزة الأمنية، ادعى ذووه وفاته طوال الفترة الماضية، غير أن الجهد الاستخباري، وتحليل المعلومات، ومقاطعتها مع اعترافات سابقة، أسهمت في كشف موقعه وتحديد مكان اختبائه داخل محافظة صلاح الدين". وبدأت عمليات الانفال في 22 شباط العام 1988 قام بها نظام الديكتاتوري صدام حسين ضد المواطنين المدنيين الكورد،، واستمرت لغاية 6 ايلول من نفس العام، راح ضحيتها حوالى 200 الف كوردي مسالم من الرجال والنساء والاطفال وهدم اكثر من 5 الاف قرى، وتعد من اخطر صفحات القتل الجماعي الحكومي في تاريخ الحكم البعثي في العراق، ونفذت العملية خلال ثمانية مراحل عسكرية شاركت فيها قوات الجيش والقوى النظامية بصورة مباشرة، القوة الجوية، القوات الخاصة، الحرس الجمهوري، قوات المغاوير، دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والحجوش، أقسام الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية، بالاضافة الى جميع الدوائر الخدمية التي وضعت في خدمة تنفيذ هذه العمليات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat