آيات قرآنية من كتاب الأربعين للشيخ القمي الشيرازي (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

جاء في كتاب الأربعين للشيخ محمد طاهر القمي الشيرازي: في تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى "وأنذر عشيرتك الأقربين" (الشعراء 214) في سورة الشعراء باسناده عن البراء، قال: لما نزل وأنذر عشيرتك الأقربين قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب، وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس، وأمر عليا أن يدخل شاة فأدمها، ثم قال لهم: ادنوا بسم الله، فدنى القوم عشرة عشرة، فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن، فجرع منه جرعة، ثم قال لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت النبي صلى الله عليه وآله يومئذ فلم يتكلم. ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب، ثم أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بني عبد المطلب اني انا النذير اليكم من الله عز وجل، والبشير لما لم يجئ به أحد، جئتكم بالدنيا والاخرة، فأسلموا وأطيعوا تهتدوا، ومن يؤاخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ فسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم ويقول علي: أنا، فقال: أنت، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك، فقد امر عليك. ومنه: ما في مسند أحمد بن حنبل أيضا، باسناده، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي عليه السلام، لما نزلت "وأنذر عشيرتك الأقربين" (الشعراء 214) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله أربعين رجلا من أهل بيته، ان كان الرجل منهم آكلا ليأكل جذعة، وان كان شاربا فزقا، فقدم إليهم فأكلوا حتى شبعوا، فقال لهم: من يضمن عني ديني الدين الطبري 2: 279، والطرائف ص 22 عن مسند احمد بن حنبل والبحار 38: 19.
وفي رواية عن ائمة المذاهب الأربعة يقول الشيخ القمي الشيرازي في كتابه: رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي، من علماء الأربعة المذاهب، فيما أورده في كتابه واستخرجه من تفاسير الاثني عشر، في تفسير قوله تعالى "عم يتسائلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون" (النبأ 1-3) باسناده الى السدي، يرفعه، قال: اقبل صخر بن حرب حتى جلس الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يارسول الله هذا الامر لنا من بعدك ام لمن؟ قال: يا صخر الامر بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى، فأنزل الله تعالى عم يتسائلون يعني: يسألك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب "عن النبأ العظيم * الذين هم فيه مختلفون" (النبأ 2-3) منهم المصدق بولايته وخلافته، ومنهم المكذب بهما. ثم قال "كلا" (النبأ 4) وهو رد عليهم "سيعلمون" (النبأ 4) سيعرفون خلافته بعدك انها حق يكون "ثم كلا سيعلمون" (النبأ 5) سيعرفون خلافته وولايته، إذ يسألون عنهما في قبورهم، ولا ميت في شرق ولا غرب، ولا في بر ولا بحر، الا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت، يقولون للميت: من ربك؟ وما دينك ؟ ومن نبيك؟ ومن امامك؟. ومنه: ما رواه أيضا هذا الرجل في كتابه في تفسير قوله تعالى "واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة" (البقرة 30) باسناده، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال: وقعت الخلافة من الله عزوجل في القرآن لثلاثة نفر. ثم ذكر آدم وداود، الى قوله: والخليفة الثالث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لقول الله تعالى في السورة التي يذكر فيها النور "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات" (النور 55) يعني: علي بن أبي طالب عليه السلام "ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم" (النور 55) أدم وداود، الى قوله "ومن كفر بعد ذلك" (النور 55) بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام "فاولئك هم الفاسقون" (النور 55) يعني: العاصين لله ولرسوله صلى الله عليه وآله.
ويستطرد الشيخ محمد طاهر القمي الشيرازي قائلا: وروى أيضا في الكتاب المذكور، باسناده عن أنس بن مالك، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن معنى قوله تعالى "وربك يخلق ما يشاء" (القصص 67) قال: ان الله عزوجل خلق آدم من طين كيف شاء، ثم قال ويختار ان الله اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق، فانتجبنا، فجعلني الرسول، وجعل علي بن أبي طالب الوصي، ثم قال ما كان لهم الخيرة يعني: ما جعلت للعباد أن يختاروا، ولكني أختار ما أشاء، فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه، ثم قال سبحان الله وتعالى عما يشركون يعني: تنزيها لله عما يشركون به كفار مكة، ثم قال وربك يعني: يا محمد يعلم ما تكن صدورهم من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك وما يعلنون من الحب لك ولأهل بيتك. وفي كتاب الأربعين لامامهم أسعد بن ابراهيم بن الحسين بن علي الأرمني، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا مات علي واخرج من الدنيا، ظهرت في الدنيا خصال لا خير فيها، فقيل: ما هي يا رسول الله؟ فقال: تقل الأمانة، وتكثر الخيانة، حتى يركب الرجل الفاحشة وأصحابه ينظرون إليه، والله لتضايق الدنيا بعده بنكبة، ألا وان الأرض لا تخل مني ما دام علي حيا، علي في الدنيا عوض مني بعدي، علي كجلدي، علي كلحمي، علي كعظمي، علي كدمي في عروقي، علي أخي ووصيي في أهلي وخليفتي في قومي، ومنجز عداتي، وقاضي ديني.
وعن ليلة الاسراء يقول الشيخ القمي الشيرازي في كتابه: في تفسير الثعلبي عند تفسير قوله تعالى "واسال من ارسلنا من رسلنا" (الزخرف 45) ان النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به، جمع الله بينه وبين الانبياء، ثم قال: قل لهم: على ما بعثتم؟ فقالوا: بعثنا على شهادة ان لا اله الا الله، وعلى الاقرار بنبوتك، والولاية لعلي بن ابي طالب. وفي مناقب الفقيه لابن المغازلي في تفسير قوله تعالى والنجم إذا هوى باسناده عن ابن عباس، قال: كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وآله إذ انقض كوكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا، فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي بن أبي طالب عليه السلام، قالوا: يا رسول الله لقد غويت في حب علي، فأنزل الله تعالى "والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى" (النجم 1-2) الى قوله "وهو بالافق الأعلى" (النجم 7). وفي كتاب الفردوس للديلمي من علماء المخالفين، باسناده عن عمار بن ياسر: يا علي ان الله عزوجل زينك بزينة لم يتزين الخلائق بزينة هي أحب إليه منها، وهي زينة الأبرار عند الله الزهد في الدنيا، وجعلت الدنيا لا تنال منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك لهم اماما، يرضون بك وترضى بهم أتباعا، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك الحديث.
وعن الفقيه الشافعي يقول الشيخ محمد طاهر القمي الشيرازي في كتابه الأربعين: ومنه: ما في المناقب للفقيه الشافعي، باسناده الى عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا دعوة أبي ابراهيم، قلت: يا رسول الله كيف صرت دعوة أبيك ابراهيم؟ قال: أوحى الله عزوجل الى ابراهيم اني جاعلك للناس اماما" (البقرة 124) فاستخف ابراهيم الفرح: قال: يا رب ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحى الله: يا ابراهيم اني لا اعطيك عهدا لا أفي به، قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به ؟ قال: لا اعطيك لظالم من ذريتك عهدا، قال ابراهيم عندها: "واجنبني وبني أن نعبد الأصنام * رب انهن أضللن كثيرا من الناس" (ابراهيم 35-36) قال النبي صلى الله عليه وآله: وانتهت الدعوة الي والى علي، لم يسجد أحدنا لصنم، فاتخذني نبيا، وعليا وصيا. ومنه: ما في شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني، باسناده عن ابن عباس في تأويل قوله تعالى "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" (الانفال 25) قال: لما نزلت هذه الاية قال النبي صلى الله عليه وآله من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي. قال صاحب الصراط المستقيم بعد نقل هذا الحديث عن شواهد التنزيل: وأسنده ابن السراج في كتابه الى ابن مسعود، الى النبي صلى الله عليه وآله حتى قيل له: فكيف وليت الظالمين؟ وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: جلبت عقوبة عملي، لأني لم أستأذن امامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان، وأنا أستغفر الله وأتوب إليه. ومنه: ما في مناقب أخطب خوارزم، عن النبي صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط ولا يجوز أحد على الصراط الا ببراءة علي بن أبي طالب، ومن لم يكن معه براءة أمير المؤمنين كبه الله في النار، وهو قوله "وقفوهم انهم مسؤولون" (الصافات 24) قيل: وما براءة علي؟ قال: قول لا اله الا الله، محمد رسول الله علي ولي الله ووصي رسوله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat