أدب الخطاب مع الله سبحانه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

علماً أنّ أدب الكتب الإلهيّة والأنبياء في مناجاتهم مع اللّٰه سبحانه وأدب أئمة أهل البيت (عليهم السَّلام) في ثوابت النصوص الواردة عنهم تجاه اللّٰه سبحانه أدبٌ لا يتضمّن على العموم شيئاً من التعابير التي تعطي الاندماج بين الخالق والمخلوق، بل يتّسم بالتصاغر أمام اللّٰه سبحانه للغاية.
فلينظر المرء إلى أدعية الإمام عليّ (عليه السَّلام) في النهج، وأدب حفيده الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السَّلام) في الصحيفة السجاديّة، تجد أنّها تبدي عظيم التصاغر والخضوع أمام اللّٰه سبحانه، وليس في شيء منها ما يعطي معنى الاندماج، وإنما تجد تلك المعاني في كلمات بعض المنسوبين إلى التصوّف كالحلاج وفق مشاعر مضطربة يستعينون لإيجادها بكثير من الحركات التي لم يوصَ بها في الدين، مثل بعض وجوه الطواف والرقص والغناء، فيعتقدون أنّ شعورهم باللّٰه سبحانه يقوى في هذه الحالات حتى يجدون اللّٰه سبحانه في أنفسهم ولا يجدون بينهم وبينه تعالى أي فاصل.
ولكنّ هذه المشاعر ليست مشاعر موضوعيّة ولا منطقيّة، وإنما هي تخيّلات على حدّ المشاعر الأدبيّة، إلا أنّ ضعف الرشد العقليّ والثقة المفرطة بالمشاعر يؤدّي إلى الوقوع في دهاليز الأوهام.
وإنّ من المهم أن تكون التعابير الأدبيّة المستعملة في شأن العلاقة مع اللّٰه سبحانه من سنخ ما جاء في النصوص الموثوقة، لأن هذه التعابير تمثل الانطباع عن اللّٰه سبحانه وعن نسبة الخلق إليه، فلا يصحّ أن يستبدّ بها أي امرئٍ على أساس مشاعره الشخصيّة.
آية اللّٰه السيِّد محمّد باقر السيستانيّ (حفظه اللّٰه) | خصائص الإله: ١٠٠.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat