ضرورة خط باص حكومي "المصلحة" الى باب المعظم
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبدالله عبدعلي

في كراج المشتل, صعد الباص "الكية" عجوز يبدو ظاهرا عليه المرض والتعب, وهو ينوي الذهاب الى باب المعظم, لم يكن في جيبه الكثير من المال كما يبدو, وهو مريض وذاهب الى مدينة الطب للعلاج, لم يكن يعلم ان الاجرة الف دينار, فدفع خمسمائة دينار ظنا منه انها نفس اجرة باقي الخطوط, فصرخ السائق من الذي دفع نصف الاجرة؟ واوقف الباص, مطالبا بباقي الاجرة والا عاد للكراج, فقال العجوز: " يا بني انا دفعت خمسمائة دينار, هي الاجرة حقها خمسمائة دينار فقط, فلماذا تضاعفوها؟! فصرخ السائق بالعجوز: انت بكيفك! هي ألف دينار لو تدفع لو انزلك من الباص!
فصاح به الرجال والشباب: على كيفك؟ لا تتجاوز على العجوز! عيب اسلوبك, هي خمسمائة دينار؟! ودفع احد الركاب الخمسمائة دينار ولجم السائق الجشع, مع ان الموضوع لا يستحق كل هذا الصراخ والعويل, لكن الحقيقة ان العجوز مصيب في كلامه, ان الأجرة في كراج المشتل مرتفعة عن باقي الكراجات.
· مصيبة كراج المشتل
تعتبر تكلفة النقل من كراج المشتل الى باقي مناطق بغداد مرتفعة ومضاعفة مع ان المسافة هي نفسها, فهي حاليا الف دينار! مع ان استحقاقها فقط خمسمائة دينار لا غير, لكن صمت النقابة عن سائقوا الباصات! وسكوتهم قد ثبت رفعها قبل سنوات, وهي تعتبر اهم معاناة الذهاب الى باب المعظم, خصوصا ان باب المعظم يحوي دائرة التقاعد ومدينة الطب ومصرف الرافدين ومجمع الكليات, أي ان أغلب من يتوجه لها بالباصات هم الطبقة الفقيرة, الذين يراجعون مدينة الطب او دائرة التقاعد او طلاب الكليات, لذلك احد معاناتهم هي تلك الباصات في كراج المشتل التي تاخذ اجرة مضاعفة عن طريق لا يزيد عن ثلث ساعة فقط!
والامر صعب التغيير بعد سنوات من السكوت عن تضخيم الاجرة, لكن ممكن ان يكون الحل حكوميا.
أما توفير خط باص حكومي "المصلحة" من كراج المشتل الى باب المعظم, او من بغداد الجديدة الى باب المعظم. مع ملاحظة انه يتوفر مكان في بغداد الجديدة كان سابقا لتوقف وانطلاق خطوط المصلحة, قرب سينما البيضاء, حيث كانت تنطلق عديد الخطوط من بغداد الجديدة وتوفر للناس الاجرة البسيطة, لكن اختفت تلك الخطوط التي كانت ولازالت مهمة جدا للمواطن, بشرط ان تكون أجورها اقل من اجور الباصات.
· يجب ان تكون أجور المصلحة مدعومة حكوميا
اغلب الخطوط تأخذ اجرة ما بين (500 – 1000) دينار, لذلك من المهم ان تكون اجرة الباص الحكومي "المصلحة" اقل كي يتوجه لها المواطن, مثلا تصبح (250 دينار) عندها سيترك المواطن تلك الباصات, والتي اغلبها سيارات "الكية" وسائقيها الجشعين, ويلجئون الى خطوط الحكومة المدعومة.
كما كان الحال في السابق, وهو أمر مهم اجتماعيا, حيث الإنسان الفقير ومحدود الدخل والمرضى والطلاب كلهم بحاجة لهكذا خطوة حكومية تحقق بعض الدعم للمواطن, والأمر ليس صعبا ولا يحتاج لموازنة وتخصيص مالي, الباصات الحكومية متوفرة, فقط تخصيص مثلا اربع باصات (المصلحة), تتناوب على نقل الناس من كراج المشتل او بغداد الجديدة الى باب المعظم, وبأجرة تكون (250 دينار), وعندها تنتهي المشكلة, وتحقق الحكومة انجاز يشيد به الناس.
· اخيرا:
المجتمع بحاجة لمثل هكذا خطوات حكومية, وهي خطوات صغيرة لكنها مهمة جدا للناس, الفقراء ومتوسطي الدخل والطلاب والكسبة, بأشد الحاجة لمثل هذه الخطوة, توفير خطوط نقل حكومي مدعومة الاجرة, تسهم في تقليل الضغط الاقتصادي عن تلك الطبقات من المجتمع, كما هو الحال في دول الجوار وخير مثال الجمهورية الايرانية والتي رغم الحصار لكن لم تتخلى عن المواطن وتوفر له حاجاته ومنها النقل بأجور رمزية, فيجب ان نفعل نفس الشيء ونحمي المواطن من محنة الحياة عبر هكذا خطوات بسيطة.
المقال هو رسالة الى السادة المسؤولين, والامر بيدهم, عسى ان تكون عندهم صحوة ضمير ويدعمون المجتمع بهذه الخطوة البسيطة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat