القضايا التي تحيط بالإنسان والمواقف اتجاهها تظهر حقيقة ذلك الإنسان ، لأن أغلب هذه المواقف تتولد ذاتياً نتيجة التراكمات الأخلاقية التي ورثها او أكتسبها من محيطه او حصل عليها نتيجة الجهد الشخصي ، فالموقف من الحق والباطل والظالم والمظلوم ومن الحقوق والحلال والحرام ليس سهلا او وليد لحظة بل هو نتيجة كم هائل من التجارب الأخلاقية والتغذية الروحية والمادية ان كانت من حلال او حرام ، كل هذا يعطي نتاج المواقف للإنسان الحر من القضايا أن كان سلبا او إيجابا ، وما غزة وأهلها إلا قضية من هذه القضايا الموقف منها النتيجة الحتمية للتراكمات الأخلاقية التي أكتسبها كل إنسان خلال حياته ، وهذه القضية ليست منفصلة عن القضايا الأخرى بل هي متصلة بها وداعمة لها والتي تدور في مدارها ومحورها ، اي الموقف من قضايا الظلم والإجرام والحق التي تحيط بكل إنسان لا يضعفه الموقف من غزة وأهلها ودعم هذه القضية لقضاياه الأخرى ، لأن الظلم والحق واحد ولكن قوة ردة الفعل اتجاهه تختلف نتيجة صفاء التراكمات الأخلاقية النبيلة وكذلك مدى التأثر بذلك الظلم ، وكلما صفت وطهرت التراكمات الأخلاقية كلما تلاشى مدى التأثر ، فمثلا قضية خور عبد الله عندنا في العراق هل الموقف من غزة ودعم قضية إخواننا الفلسطينيين هل يؤثر على هذه القضية او يضعفها ، بالعكس تماماً الموقف من غزة ودعمها يعطي قوة كبيرة من أجل استرجاع حقنا في خور عبد الله والمطالبة به بقوة واندفاع لأن التراكمات التي تنتج من الوقوف مع الحق او رفض الظلم تصبح قاعدة كبيرة وركيزة قوية للوقوف مع القضايا الحقة بشكل ذاتي وغريزي ، اي علينا ان لا نجزئ الحق او الظلم او الحلال والحرام او كل مبدأ يحيط بنا ، بل علينا ان نقف مع الحق ونرفض الباطل والظلم في كل مكان و زمان ، أما تجزئ القضايا يضعفها ويجعلها صعبة التحقيق وفي كثير من الأوقات يطرحها المستفيدون أو الجاهلون أو من يلتبس عليهم معرفة حقيقة تلك القضايا ولمعرفة حقيقة المواقف من القضايا بصورة واضحة وجلية فقد بين أمير المؤمنين عليه السلام طريقة واضحة وسهلة في معرفة اهل الحق من خلال ( أعرف الحق تعرف أهله) ومعرفة الحق تحتاج الى معرفة ( يا كميل ما من حركة إلا وتحتاج الى معرفة) ، فدعم اهل غزة والدفاع عنهم ونصرتهم دعم لكل القضايا الحقة ورافد قوي للمطالبة بالحقوق ودعم الحريات وبناء مجتمع متكامل يستند على قاعدة أخلاقية متينة ورصينة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat