تراجع أسعار الذهب.. المستثمرون يهاجرون إلى الدولار والأسهم
كتابات في الميزان / تراجع أسعار الذهب يعكس تحولات أعمق في مزاج الأسواق العالمية، حيث تتجه رؤوس الأموال نحو أدوات العائد السريع كالدولار وسندات الخزانة، مدفوعة بتحسن المؤشرات الاقتصادية وانحسار القلق الجيوسياسي.
وأوضح الخبير الاقتصادي صلاح نوري وجود عدة عوامل رئيسة تساهم في الانخفاض التدريجي لأسعار الذهب عالمياً.
وعزا نوري هذا التراجع إلى “تحول في تفضيلات الاستثمار لدى البنوك المركزية وكبار المستثمرين، بالإضافة إلى تحسن المناخ الاقتصادي والجيوسياسي العالمي”.
كما أشار إلى أن رفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي يعد عاملاً محورياً، فمع ارتفاع أسعار الفائدة، تميل البنوك المركزية والمستثمرون الكبار إلى توجيه استثماراتهم نحو الدولار الأمريكي، وذلك من خلال شراء سندات الخزانة الأمريكية والاستثمار في أسواق الأسهم يقلل هذا التحول من الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يؤدي إلى انخفاض تدريجي في سعره العالمي”.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن “تحسن الوضع الاقتصادي العالمي يلعب دوراً مهماً في هذا السياق، فمع انحسار حدة الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية مع دول كبرى مثل الصين واليابان والهند وروسيا، يعود الاستقرار إلى الأسواق، مما يقلل من الحاجة إلى الملاذات الآمنة كالذهب”.
التوترات العسكرية
كما لفت نوري إلى أن انفراج التوترات العسكرية يسهم أيضاً في هذا الاتجاه. ففي أوقات الهدوء الجيوسياسي، تتراجع المخاوف من عدم اليقين، مما يدفع المستثمرين نحو الأصول ذات العائد الأعلى بدلاً من الذهب الذي يعتبر مخزناً للقيمة.
كذلك أكد نوري أن كل هذه العوامل تتضافر لتوجيه الاستثمار نحو الدولار الأمريكي، مما يقلل من الطلب على الذهب وبالتالي ينخفض سعره عالمياً.
وفيما يتعلق بتفضيلات الاستثمار، أوضح الخبير الاقتصادي أن البنوك المركزية والمستثمرين الكبار يفضلون الاستثمار في الدولار عن طريق شراء سندات الدين والأسهم المتداولة في أسواق المال، وذلك لقدرتها على تحقيق مكاسب سريعة. على النقيض، لا يحقق الذهب مكاسب سريعة، بل يحتفظ بالقيمة المالية فقط، ولذا يتم اللجوء إليه كملاذ آمن ولتنويع احتياطيات البنوك المركزية.
وفيما يخص التوقعات، أشار نوري إلى أن توقعات “سيتي جروب” (Citigroup) مبنية على تحسن الوضع الاقتصادي العالمي نتيجة للعوامل المذكورة. ومع ذلك، نوه إلى وجود توقعات أخرى من بعض المؤسسات المالية الدولية تشير إلى سيناريوهات مغايرة، مؤكداً أن هذه التوقعات تبقى مجرد احتمالات قد تتحقق أو لا تتحقق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat