الطاقة المتجددة في العراق.. حاجة ماسة ودعم أممي
كتابات في الميزان / فيما أعلنت التزامها بدعم العراق في تحقيق إمكاناته بمجال الطاقة المتجددة، أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، اليوم الخميس، أن العراق يتمتع بمستويات عالية من الإشعاع الشمسي.
وقال مدير عام الوكالة، فرانشيسكو لاكاميرا، خلال مؤتمر صحفي : “نثمن دعم وزارتي النفط والكهرباء المتواصل في إعداد تقرير تقييم انتقال الطاقة في العراق”.
موجهاً شكره الى “رئيس الوزراء على استضافة الحدث”.
وأضاف أن “ذلك يعكس قيادة قوية والتزاماً واضحاً بدفع عملية انتقال عادل وشامل للطاقة”.
لافتا الى “تطوير هذا التقرير من خلال عملية يقودها العراق نفسه، بينما قدمت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة الدعم الفني. وشاركت وجهات النظر الإقليمية والعالمية. فضلاً عن المساهمة في إجراء مشاورات شاملة مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة الوطنيين”.
ونوه، بأن “من أبرز نقاط القوة في هذا التقرير هي منهجيته. إذ تمت مناقشة جميع التوصيات وصقلها من خلال تفاعل فعّال مع الجهات الفاعلة الرئيسة التي تسهم في تشكيل انتقال الطاقة على أرض الواقع”.
تعزيز أمن الطاقة في العراق
وأشار الى أن “إطلاق هذا التقرير يأتي في توقيت مناسب، في ظل سعي الدول إلى تعزيز أمن الطاقة”.
لافتا الى ان “نشر مصادر الطاقة المتجددة لا يعد فقط الخيار الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتحقيق أهداف المناخ. بل هو أيضاً الحل الأمثل لتعزيز أمن الطاقة، مما يحمل أهمية خاصة لهذه المنطقة”.
وقال إن “الأزمة الجيوسياسية الحالية زادت من الحاجة إلى تطوير واستخدام مصادر الطاقة المتجددة المحلية. لتفادي الاضطرابات في أسواق الطاقة، وتعزيز أمن الطاقة”.
ولفت الى ان “قابلية استمرار الاقتصاد العراقي تعتمد بشكل كبير على الإدارة الاستراتيجية لموارده الطاقوية”.
مبينا ان “تحقيق ذلك بنجاح، لا بد من بذل جهود منسقة لتوليد مصادر طاقة مستدامة، وتنويع الاقتصاد، وتعزيز الأطر التنظيمية”.
الطاقة المتجددة
وأكد ومن هذا المنطلق فإن “تقرير (تقييم انتقال الطاقة) الذي تم إطلاقه اليوم يقدم تحليلاً معمقاً لمدى جاهزية العراق للانتقال في مجال الطاقة. حيث يقيّم نقاط القوة في البلاد. ويحدد التحديات الرئيسة، ويسلط الضوء على الفرص المتاحة لاعتماد مستقبل أنظف وأكثر استدامة في مجال الطاقة”.
واستعرض “بإيجاز بعض النتائج الرئيسة الواردة في التقرير، منها الإشادة بالتزام العراق بعملية انتقال الطاقة.
فبوجود قدرة مركّبة حالياً من مصادر الطاقة المتجددة تصل إلى 1,598 ميغاواط. وخطط لزيادة هذه القدرة بنسبة 26% من خلال مشاريع جديدة للطاقة. فإن الاتجاه واضح”.
وتابع ان “العراق يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم. فعلى الرغم من امتلاكه إمكانات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية. لا يزال معتمداً بشكل كبير على الوقود الأحفوري”.
وأضاف “إذ يستمد أكثر من 98% من مزيجه الطاقوي من النفط والغاز، مما يعرّضه لتقلبات السوق ويخلق تحديات بيئية جسيمة”.
وأشار الى أن “العراق يتمتع بمستويات عالية من الإشعاع الشمسي تُعد من بين الأعلى في المنطقة، حيث تتجاوز 2,000 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع سنوياً، مما يجعل من تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية خياراً عملياً.
كما أن مناطق مختارة مثل ميسان والشهابي توفر إمكانات واعدة أيضاً في مجال طاقة الرياح”.
وأردف أن “انتقال العراق نحو الطاقة المتجددة يتطلب تحديث شبكة الكهرباء، وتوفير حوافز مالية، وتنفيذ إصلاحات مؤسسية تعزز ثقة المستثمرين، وتيسر تنفيذ مشاريع الطاقة على نطاق واسع”.
تحديث البنى التحتية
وبين ان “قطاع الطاقة في العراق يقف عند نقطة تحوّل، مع توفر فرص لتعزيز الأطر التنظيمية والسياسات، وتحديث البُنى التحتية، وتفعيل آليات تمويل جديدة تسرّع وتيرة التقدّم. وبالتالي، فإن تأسيس هيئة للطاقة وسن قانون وطني للطاقة المتجددة من شأنه أن يوفر بيئة مواتية للاستثمار والابتكار”.
واختتم أن “الطريق أمامنا هو طريق التحوّل، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة ملتزمة بدعم العراق في تحقيق إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة”.
لافتا الى أنه “من خلال البناء على الرؤى والتوصيات الواردة في هذه الدراسة. يمكن للعراق مواصلة التقدّم نحو مستقبل طاقي ومستدام، يحقق الأهداف الوطنية والعالمية المتعلقة بالمناخ”.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat