صفحة الكاتب : غالب الحبكي

موسى العمر... حين يطل الأموي من شاشة القرن.
غالب الحبكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في بلاد يشكو ترابها من ثقل الروايات المتضاربة، وتئن مرايا الحقيقة تحت وطأة الزيف، يظهر موسى العمر لا كصحافي ينقل الحدث، بل كمؤد لخطاب ضارب في عروق بني أمية، تسيل على لسانه كلمات تشبه السيوف المصقولة في سوق الساسة، تشق المعاني فتغدو الدماء حججًا، والتفاهم خيانة.

سئل

لماذا تقتلون الدروز في السويداء

فأجاب كمن ينطق بحكم منزوع من قلب الجاهلية

لأنهم خونة يتعاونون مع إسرائيل

ثم تتابعت الأسئلة، تفتش عن منطق يهدئ ضجيج الوعي

ولم أوقفتم القتال

فقال

لقد اتفق الرئيس أحمد الشرع مع إسرائيل على وقف القتال

 

كأن الرجل يستحضر صورة ذاك الأموي الذي وقف عام اثنين وستين للهجرة عند ذلك القبر وهو يبكي بقربه

فقال له السائل قبر من هذا؟

فأجاب !

قبر سيدنا حجر بن عدي !

قيل

وكيف مات ؟

قال

قتله سيدنا معاوية !

قيل

ولماذا قتله !

قال

لأنه كان من أتباع سيدنا علي؟

هنا تصهر السياسة بالنسب، ويغدو الانتماء لعلي عيبا، لا لأن التاريخ أنكر فضله، بل لأن السياسة حكمت بغير ما أنزل الله، وساد فيها منطق يقول!

ان هذا اليوم هم القوم أبناء القوم، وما يسمى بـ الدين ماهو إلا لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما دارت معاشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون!

فها هو موسى الاعور يكرر السيرة، لا بنصها، بل بمعناها الخفي، يمسك بفتيل الفتنة ويشعلها باسم الولاء، يقتل ثم يهادن، يخون ثم يصالح، وكل ذلك تحت راية تبدو دينية لكنها ليست سوى زخرف يستخدم حين تشح المعايش وتضيق الحيلة.

والمستمع والمشاهد كذلك والقارئ العربي ، وهو كالذي المحمل بإرث العتاب وذاكرة النخيل، لا يرى في هذا المشهد إلا امتداداً لمنطق جرده الفقهاء من الصدق، وألبسه المدعون من الدجل حللاً من الوهم، حتى غدا التاريخ مرآة لا تعكس الماضي فحسب، بل تنكشف فيها وجوه الحاضر، متخفية خلف العباءات الدجل والخطاب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غالب الحبكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/21



كتابة تعليق لموضوع : موسى العمر... حين يطل الأموي من شاشة القرن.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net