صفحة الكاتب : الشيخ عبد الرزاق فرج الله

موقع المرأة في الإسلام ح1
الشيخ عبد الرزاق فرج الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 (وَلا تتمَنَّوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم على بَعضٍ لِلرجالِ نصِيبٌ مِمَّا اكتسَبُوا وَلِلنساءِ نصِيبٌ مِمَّا اكتَسَبنَ وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فضْلِهِ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً) النساء: (32) يدور البحث حول الآية الكريمة في عدة نقاط:
الأولى: التمني هو توق النفس الى تحقيق أمر محفوف بالصعوبة، وغالبا ما يقترن التمني بالحسرة والألم، لعجز الإنسان عن تحقيق الأمر المتمنى الذي يطمح اليه من ناحية، ومن ناحية أخرى يقترن التمني بالقعود والكسل، والتواني عن السعي والبذل في توفير الأسباب لتحقيق المطامح.
وهذا هو الفرق بين الأماني والآمال، إذ أن الآمال تقترن دائما بالمثابرة، والجد في سبيل تحقيق المطامح، وكما قال أحدُ الأدباء:
وللنفوس وان كانت على وجل    من المنية آمال تقوّيها
فالصبر يبسطها والدهر يقبضها    والنفس تنشرها والموت يطويها
  فالآمال المشروعة هي التي تنظم العيش، وتصنع الحياة، وتحفز على السعي، لكنها لا تقعد بالإنسان عن الطاعة أو تشغله عن الله عز وجل، وذلك: لأن الآمال اذا بلغت بالإنسان مبلغا كبيرا، بحيث تعطي للإنسان ضمانا قاطعا بالحياة والبقاء، جعلت منه إنسانا لاهيا جافيا للآخرة.
يروى ان ملكا من الملوك بنى قصرا مميزا، فقال لخدمه وبنائيه: اذا بان فيه عيب فاهدموه وابنوه من جديد، فكان كلما قيل فيه عيب هدمه وأصلحه، حتى مر عليه رجل زاهد، فقال له الملك: هل في هذا القصر عيب؟ فأجابه: أن فيه عيبين، فقال له: ما هما؟
قال الرجل: الأول: أن الملك يموت، والثاني: القصر: يخرب.. فأطرق الملك يفكر ثم عاد الى نفسه، ولم يعد لتجديد بناء القصر، ولم يعبأ بما قيل.
ولذا جاء قول الله عز وجل محذرا عن هذا النوع من الأمل فقال تعالى:
(ذَرهُم يَأْكُلُوا وَيَتمَتعُوا وَيُلهِهِمُ الأَمَلُ فسَوفَ يَعلمُونَ) الحجر:3 
وأما الأماني: فهي آمال مفقودة متجردة عن أسبابها، مورثة للكسل وكما يقول الحكماء: (الأماني بضائع الموتى) بل قد يبلغ التمني حدّا خطيرا على اخلاق الانسان، فيصنع منه انسانا حاقدا حاسدا ناقما على المجتمع والحياة، لأن الحسد هو تمني زوال نعمة المنعم عليه، وقد قيل: (الحسود غضبان على القدر) وقيل: (ثلاثة لا يهنأ لصاحبها عيش: الحقد والحسد وسوء الخلق).
وقال أحد الأدباء:
منافسة الفتى فيما يزول    على نقصان همته دليل
ومختار القليل أقل منه    وكل فوائد الدنيا قليل
ويستطيع المتمني أن يتفادى هذه الخصلة الذميمة، والنقطة الخطرة بمعرفة أمرين:
أولا: ان كان ذوو النعم قد حصلوا هذه النتائج بطرق غير مشروعة؛ فالحرام لا يحسد عليه صاحبه.
ثانيا: ان الله تعالى هو الذي بيده خزائن كل شيء، وما على الانسان إلا أن يسعى لفتح تلك خزائن، واستجلاب ما فيها من الحلال بالعمل والمثابرة للحاق بذوي النعم (وَأَنْ ليسَ لِلإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى) النجم: 39، وبذلك يتحول تمنيه من تمني حسد الى تمني غبطة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الرزاق فرج الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/20



كتابة تعليق لموضوع : موقع المرأة في الإسلام ح1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net