فاجعة مول الكوت": أرواح تلتهمها النيران وسؤال يتكرر.. أين السلامة؟
حسين باجي الغزي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين باجي الغزي

⚫ مشهد يعيد إلى الأذهان سلسلة الحرائق المأساوية التي ضربت العراق في السنوات الأخيرة، استفاق العراقيون فجر اليوم على كارثة إنسانية مروعة، بعد اندلاع حريق ضخم في أحد أكبر المراكز التجارية بمحافظة واسط، والذي أودى بحياة العشرات وخلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
⚫ حتى ساعه اعداد هذا التقرير ،وبحسب بيان رسمي صادر عن السلطات المحلية، فإن الحريق اندلع في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء داخل "مول الهايبر" – أحد المجمعات التجارية الحديثة في مدينة الكوت – وامتد بسرعة هائلة إلى طوابق المبنى الخمسة، وسط حالة من الفوضى والهلع بين المتسوقين والعاملين.
⚫وقد أكدت مصادر طبية وأمنية متطابقة أن حصيلة الضحايا بلغت حتى الآن ما لا يقل عن 88 ضحية، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين، في وقتٍ تتواصل فيه عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
⚫ضعف الحماية.. جريمة متكررة
التحقيقات الأولية تشير إلى غياب منظومات الإنذار المبكر ومخارج الطوارئ الفعالة، إلى جانب سوء إدارة عمليات الإخلاء والإطفاء. وهي أسباب باتت شبه نمطية في مثل هذه الحوادث، التي أصبح العراقيون يعتادون تكرارها مع اختلاف الأماكن والأرقام.
⚫ويقول مراقبون إن هذه الفاجعة تعكس خللًا بنيويًا في تطبيق اشتراطات السلامة، وسط تفشي الفساد الإداري وغياب الرقابة الحكومية على الأبنية التجارية الحديثة، والتي غالبًا ما تُفتتح دون فحص دقيق أو التزام حقيقي بمعايير الدفاع المدني.
⚫ رئيس الوزراء محمد الشاع السوداني،و السلطات تعلن الحداد وتفتح التحقيق
محافظ واسط، محمد جميل المياحي، أعلن الحداد لثلاثة أيام على أرواح الضحايا، وشكل لجنة تحقيق عاجلة للكشف عن ملابسات الحادث، متوعدًا بمحاسبة جميع المتورطين والمقصرين، سواء في إدارة المول أو في منح تراخيصه.
⚫لكن الشارع العراقي ، الواسطّي، وعلى امتداد العراق، لم يعد يثق بالوعود والتحقيقات التي تفتح عند كل فاجعة، ثم تُطوى دون محاسبة تذكر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat